السبت 16 تشرين الثاني 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
هل أنتَ رياضي، أو تمارس عملاً أو نشاطاً جسدياً بشكل روتيني؟ إذاً أنت بحاجة إلى الاهتمام بمفاصلك. فإصابات المفاصل مزعجة وتؤثر على أسلوب الحياة، كما أنّ المفاصل لا تستعيد عافيتها بالكامل حتى بعد العلاج، إذ تبقى «نقطة ضعف» في جسمك.
يتعرّض أي إنسان جرّاء عمله اليومي أو نشاطاته لمشكلات أو حتى أمراض متعددة في المفاصل (مثل آلام المفاصل والتهابها)، ويُعتبر الرياضي المحترف من أكثر الأفراد المعرّضين لهذه المشكلات، نظراً للضغط الكبير الذي يضعه على المفاصل، وكل رياضي بحسب نوع الرياضة التي يمارسها.
في حديث لـ«الجمهورية»، شرح الدكتور كامل مروة، اختصاصي أمراض الروماتيزم والمفاصل، ورئيس جمعية أطباء الروماتيزم والمفاصل في لبنان، أنّ «رياضة الركض مثلاً تضع الكثير من الضغط على مفاصل الرجلين ولا سيما الركبتين، ورياضة رفع الأثقال تضع الضغط على الكتفين والركبتين والظهر، ولعبة التنس على الكوع، وهكذا دواليك».
ولفتَ مروة إلى أنّه «عند النظر في الحلّ، يجب التفريق بين الألم الناتج من حادثة معينة (كوقوع الرياضي أثناء الركض مثلاً)، والألم الذي تسبّبه ممارسة الرياضة بحد ذاتها. فإن شعر الرياضي ببعض الألم الطفيف في المفاصل أثناء ممارسة الرياضة، واختفى الألم في اليوم التالي، لا حاجة للقلق. ولكن إن سبّبت ممارسة الرياضة ألماً دائماً وشديداً يزداد يوماً بعد يوم، أو في حال قلّة حركة المفصل أو الورم، يجب استشارة الطبيب المختص في الحال، وقد يحتاج الفرد إلى الامتناع عن ممارسة هذه الرياضة كي لا يتفاقم الأمر. فقد تسبب الرياضة تشنجاً أو تمزقاً في العضلة، أو التهاباً في الأوتار».
الوقاية من إصابات المفاصل
شدّد د. مروة في على مفهوم «الثقافة الرياضية». فقال: «الثقافة الرياضية لها أهمية كبيرة لدى الرياضي، بهدف تجنّب الإصابات. فإن قرّر شخص ممارسة رياضة الركض مثلاً، لا يمكنه أن يركض مسافة 10 كلم من المرة الاولى! ولا يمكن لشخص التزم بنادٍ رياضي، أن يبدأ برفع الأثقال الكبيرة، من دون أي مساعدة ومتابعة من مدرب رياضي محترِف ضليع في المجال! بل بعد متابعة مع مدرب، وتعلّم وفهم أهم طرق ممارسة الرياضة الصحيحة، يمكن للفرد أن يمارس الرياضة من دون مراقبة بعد هذه المرحلة، ولكن عليه دائماً توخي الحذر وأخذ الحيطة. والأهم هو التقدّم بمستويات التمرين تدريجياً، لاحترام قدرة الجسم والعضلة».
ممارسة الرياضة: مفيدة أم مضرّة؟
ونصح د. مروة الأشخاص الذين يعانون من آلام المفاصل أساساً بـ»تفادي ممارسة الرياضة»، إذ هذه الممارسات تفاقم الألم.
من جهة أخرى، أظهرت دراسات عدة أنّه يمكن لممارسة الرياضة أن تساعدك في تحسين صحتك ولياقتك البدنية من دون الشعور بألم في المفاصل، وبشرط اتباع برنامج علاجي ورياضي مناسب لحالتك. ومن خلال استشارة الطبيب والاختصاصي، يمكن لممارسة الرياضة أن تقوم بما يلي:
• تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل،
• المساعدة في الحفاظ على قوة العظام،
• منحك المزيد من القوة والطاقة للقيام بمهامك اليومية،
• تسهيل النوم ليلاً بصورة جيدة،
• منحك القدرة على التحكّم في وزنك،
• منحك شعوراً أفضل تجاه نفسك وتحسين إحساسك بالسعادة.
رغم أنّك قد تعتقد أنّ ممارسة الرياضة سوف تزيد من آلام وتيبس المفاصل لديك، إلّا أنّ الأمر ليس كذلك. يمكن لعدم ممارسة الرياضة فعليًا أن تجعل المفاصل أكثر إيلامًا وتيبسًا. ذلك لأنّ الحفاظ على العضلات والأنسجة المحيطة قوية أمر حيوي للحفاظ على دعم العظام لديك. يمكن لعدم ممارسة الرياضة أن يُضعف تلك العضلات الداعمة، ما يؤدي الى مزيد من الإجهاد على المفاصل.
استشر طبيبك أولاً
يعتمد تحديد أنواع التمارين الرياضية الأفضل بالنسبة لك على نوع التهاب المفاصل، وتلك التي تستخدمها لممارسة الرياضة. يمكن لطبيبك أو اختصاصي العلاج الطبيعي أن يساعدك في التوصل الى أفضل خطط ممارسة الرياضة لمنحك أكبر قدر من الفائدة بأقل قدر من التفاقم في آلام المفاصل.
التمارين الرياضية الخاصة بالتهاب المفاصل
يمكن لطبيبك أو اختصاصي العلاج الطبيعي أن يوصي بالتمارين الرياضية المناسبة تمامًا لحالتك، والتي قد تشتمل على تمارين نطاق الحركة وتمارين التقوية والتمارين الهوائية وغيرها من الأنشطة.
وقال البروفيسور الألماني سفين أوسترماير في هذا السياق، إنّه بشكل عام يمكن للأشخاص المصابين بأمراض المفاصل ممارسة الرياضة، بشرط ممارسة الأنواع الصديقة للمفاصل، والابتعاد عن الأنواع ذات الحركات العنيفة والمفاجئة.