مجلة وفاء wafaamagazine
لعلّ الاستلقاء على الأريكة لمشاهدة أفلام الميلاد المفضّلة لكم هو أحد أفضل الوسائل التي تلجأون إليها للشعور بالدفء ومحاربة كآبة الشتاء، ولكنه ليس الوحيد! فإذا كنتم تريدون الاستمتاع بالأعياد بطريقةٍ صحّية وبعيدة كلّياً من البرد، يمكنكم الاعتماد على بعض المأكولات والمشروبات التي ثبُتت فعاليتها في هذا المجال!
بدلاً من اللجوء إلى المواد الغذائية المليئة بالدهون والسكّر للشعور بالدفء خلال الأعياد، دعت اختصاصية التغذية جوزيان الغزال قرّاء «الجمهورية» إلى التركيز تحديداً على المأكولات والمشروبات التالية التي تتحدّى البرد وفي الوقت ذاته تقدّم للجسم مجموعة فوائد صحّية وغذائية:
– المكسّرات النيّئة
بالإضافة إلى قدرتها على تدفئة الجسم، تتميّز هذه الحبوب المُقرمشة بتأثيرها الإيجابي في الشرايين، وصحّة الدماغ والقلب، وخفض الكولسترول، ومحاربة السرطان، ودعم الجهاز الهضمي… والفضل يرجع إلى قيمتها الغذائية العالية خصوصاً الأوميغا 3 والألياف. لذلك من المهمّ الحصول عليها كسناكٍ خلال الأيام الباردة، أو حتى إدخالها إلى الأطباق الميلادية. ولكن لا بدّ من استهلاكها بحذرٍ لغناها بالوحدات الحرارية. على سبيل المثال، إنّ كل حبّتين من الجوز تحتويان على 40 كالوري، في حين أنّ تناول 6 حبّات لوز يمدّ الجسم بـ45 كالوري.
– الشوكولا الأسود
لا يمكن التحدث عن الأعياد أو الشتاء من دون التطرّق إلى الشوكولا، الحاضر الدائم في كافة المناسبات والمواسم! والخبر الجيّد لمُحبّي الشوكولا أنه يمكنهم التلذّذ به للشعور بالدفء، شرط اختياره بذكاء وشراء النوع الذي يحتوي على ما لا يقلّ عن 70 في المئة من الكاكاو. وبذلك يمكن التصدّي للبرد، جنباً إلى الحصول على الدهون الجيّدة المفيدة لصحّة القلب والشرايين، ومعدن الماغنيزيوم الذي يضمن استرخاء العضلات. ولكن يجب الانتباه إلى أنّ حتى كمية صغيرة من الشوكولا الأسود تحتوي على كالوريهات عالية، لذلك يُنصح بعدم استهلاك أكثر من مكعّبين في اليوم.
– البهارات
سواء اخترتم إضافتها إلى وجباتكم الغذائية أو مشروباتكم المفضّلة، تأكدوا من أنّ البهارات مثل الزنجبيل، والقرفة، والكمّون، والبهار الحرّ… ستمنحكم الدفء الذي تبحثون عنه، جنباً إلى فوائد كثيرة. على سبيل المِثال، إنّ الزنجبيل يمدّ الجسم بجرعة عالية من مضادات الأكسدة، كما أنه يقاوم البرد والرشح والأمراض الموسمية، ويحافظ على الوزن لقدرته على تعزيز عملية حرق الدهون، ويخفف من التهاب المفاصل والأوجاع التي تسببها، ويعالج عسر الهضم. أمّا القرفة فهي مفيدة لتحسين صحّة البشرة، وتخفيض مستوى الكولسترول السيّئ، ودعم صحّة القلب والمعدة، وتنظيم معدل السكّر في الدم، وتسريع عملية حرق الدهون. في حين يشتهر الكمّون بقدرته على طرد الغازات، وتعزيز حركة الأمعاء، وتحسين صحّة الجهاز التنفسي وبالتالي معالجة الأمراض الموسمية مثل الرشح، والتأثير إيجاباً في الذاكرة ومرضى السكّري، ومعالجة الالتهابات. أمّا بالنسبة إلى الفلفل الحرّ، فهو يحتوي على مادة «Capsaicin» المضادة للأكسدة التي تُسرّع عملية الأيض وتحمي من أمراضٍ كثيرة خصوصاً السرطان. ولكن يجب الانتباه إلى أنّ الحرّ قد يسبب عند بعض الأشخاص ردّات فعل سلبية مثل البثور، أو الإمساك، أو الإسهال، لذلك يجب الامتناع عنه في مثل هذه الحالات. وعموماً، وبغضّ النظر عن المنافع الصحّية المذكورة، يجب عدم الإفراط في البهارات تفادياً لأي انعكاسات جانبية مُحتملة.
– الكحول
ليس من الخطأ احتساء الكحول خلال الشتاء والأعياد للشعور بالدفء ولاستمداد بعض منافعها المُثبتة علمياً، خصوصاً النبيذ الأحمر المليء بمادة رسفيراترول المضادة للأكسدة والمفيدة لصحّة القلب والشرايين. ولكن من المهمّ استهلاكها باعتدال، وعدم تخطّي الكأس الواحد للنساء والكأسين للرجال في اليوم. وتجدر الإشارة إلى أنّ كأساً واحدة من النبيذ تحتوي على 120 كالوري تقريباً. أمّا بالنسبة إلى الويسكي أو العرق أو الفودكا، فتتراوح وحداتها الحرارية ما بين 100 إلى 120 كالوري لكل 30 ملل. وإلى جانب عدم المبالغة فيها، من المهمّ تفادي احتساء الكحول على معدةٍ فارغة، إنما استهلاكها مع الطعام لخفض امتصاصها سريعاً. كذلك يُفضّل الابتعاد عن الأطعمة الدهنية والمقلية لأنّ ذلك يدفع إلى تخزين المزيد من الدهون. من دون نسيان أهمّية تعويض السوائل المفقودة عن طريق شرب الكثير من المياه بما أنّ الكحول تطردها من الجسم.
– الليكور
لا يمكن التطرّق إلى المشروبات الروحية من دون التحدث عن الليكور الذي يتصدّر لائحة ضيافات عيد الميلاد. صحيح أنّ كمية صغيرة منه (30 ملل) كفيلة بالتغلّب على البرد، إلّا أنها في المقابل تحتوي على نحو 100 كالوري، ما يعني أنّ الليكور غنيّ بالسعرات الحرارية ويمكن أن يشكّل خطراً على الرشاقة خصوصاً في حال احتسائه مرّات عديدة خلال اليوم. عند الرغبة في احتساء الليكور، يُستحسن في المقابل حذف الأطعمة الدسمة تفادياً لارتفاع مجموع الكالوري المستهلك.
وإلى جانب هذه التوصيات الغذائية، نصحت الغزال أخيراً بـ»عدم الاستسلام للخمول، إنما التمسّك بالحركة لتوفير مشاعر الدفء من جهة، ومنع اكتساب كيلوغرامات إضافية خلال الأعياد من ناحيةٍ أخرى، نتيجة زيادة كمية الأكل والمَيل إلى الأطعمة والمشروبات الغنيّة بالسعرات الحرارية».