مجلة وفاء wafaamagazine
أُسدل الستار على رباعي نصف النهائي من بطولة كأس العرب بانتظار قصّ شريط الافتتاح اليوم. ملحمتان منتظرتان من قبل الجمهور العربي الذي شاهد مباريات أكثر من رائعة في ربع النهائي خاصة تلك التي جمعت الجزائر مع المغرب وانتهت بفوز الجزائريين بركلات الترجيح تلعب تونس مع مصر الساعة 17.00 بتوقيت بيروت، وقطر مع الجزائر عند الساعة 21.00.
تاريخياً، عرفت المنتخبات الآسيوية سيطرة ملحوظة على بطولة كأس العرب، بعد أن حصدت 6 ألقاب في 9 مناسبات سابقة مقابل 3 فقط للمنتخبات الأفريقية. وفي ظل التفوق اللافت لمنتخبات عرب أفريقيا حالياً، يبدو أن النسخة العاشرة من بطولة كأس العرب قد تقلّص الهوّة بين القارتين.
بدأت معالم التفوق الأفريقي تظهر في البطولة الحالية من دور المجموعات الذي شارك فيه 16 منتخباً، (10 منتخبات من قارة آسيا و6 فقط من قارة أفريقيا). قدّمت هذه الأخيرة مستوى جيداً على حساب المنتخبات الآسيوية التي لم تُظهر ما يشفع لها للاستمرار حتى الأدوار المتقدمة. ومنذ بداية البطولة، قدّم الأفارقة العرب أوراق اعتمادهم بالجملة، حيث فاز المغرب، الجزائر، تونس ومصر برباعيات وخماسيات في حين خرج السودان وموريتانيا من الدور الأول للمجموعات. وعلى الجهة المقابلة، ظهر منتخبا قطر والأردن بمستوى جيد ولم تقدم منتخبات سوريا، عمان، فلسطين… الأداء المنتظر.
وفي ظل الأداء المتفاوت، تعادلت الكفة خلال الدور ربع النهائي من البطولة، حيث نجحت 4 منتخبات أفريقية في التأهل مقابل 4 منتخبات آسيوية. شهد ربع النهائي 4 مواجهات، إحداها آسيوية خالصة، والأخرى أفريقية خالصة، مقابل مواجهتين بين منتخب أفريقي وآخر آسيوي، وكان التفوق في تلك المواجهات من نصيب المنتخبات الأفريقية، حيث فاز منتخب مصر على الأردن (3-1) في حين انتصرت تونس على عمان بنتيجة (2-1). هكذا، خرج المنتخب تلو الآخر حتى بقي منتخب قطر وحيداً مع ثلاثة منتخبات أفريقية هي مصر وتونس والجزائر.
تتعدد أسباب التفاوت في أداء ونتائج منتخبات عرب القارتين أخيراً، ويلعب التفوّق البدني إضافةً إلى عامل الاحتراف على المستوي العالي دوراً هاماً في ميل الكفة لمصلحة عرب أفريقيا. الاحتراف «الغزير» في أوروبا بفعل العامل الجغرافي ساعد على احتكاك اللاعبين بنجوم ومدربين أجانب وتعوّدهم على مستوى كرة قدم متقدم، ما ساهم في إعداد لاعبين أعلى فنياً وبدنياً من اللاعبين العرب في آسيا. الاحتراف الأفريقي «حقيقي» ولا يقتصر أغلبه على حلم تمثيل أندية الخليج، كما الحال بالنسبة إلى أغلب اللاعبين العرب في آسيا. إضافةً إلى ذلك، ساعد على تعزيز مستوى منتخبات عرب أفريقيا أيضاً لقاءاتها المتواصلة في البطولات القارية مع منتخبات أفريقية من المستوى الأول، على غرار ساحل العاج ونيجيريا والسنغال وغانا، الأمر الذي عزّز من القوّة البدنية واللياقة العالية والمهارة.
يلعب أيضاً الاهتمام بنظام الأكاديميات دوراً في تطور الكرة الأفريقية، إذ تنتشر الأكاديميات الخاصة بتعليم كرة القدم للأطفال والمراهقين في مصر كما الحال في دول المغرب العربي والتي يزداد الطلب على مواهبها الشابة في أكاديميات الأندية الأوروبية، تحديداً فرنسا، مقابل تميّز أكاديمية «أسباير» القطرية من الجانب الآسيوي.
وبحسب التصنيف الدولي الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يتضح أن الفارق بين أبرز المنتخبات العربية من القارتين صار جلياً، حيث يبرز من أفريقيا كل من المغرب (28)، تونس (29)، الجزائر (32) مصر (45)، مقابل السعودية (48) قطر (51) الإمارات (70) والعراق (75) من آسيا.