مجلة وفاء wafaamagazine
من القدس إلى الضفة، يؤكّد الفلسطينيون عزمهم على مواصلة المقاومة بشتّى الوسائل، في رسالة إلى المحتلين بأن لا أمان لهم في ظلّ تواصل عمليات الدهس والطعن، أو إطلاق النار. واليوم، وجّهوا رصاصاتهم نحو المستوطنين، فأوقعوا في صفوفهم قتيلاً ومصابَين قرب بؤرة «حومش» الاستيطانية شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي تأتي في أعقاب العملية الأخيرة، في أقل من شهر على مقتل إسرائيلي وإصابة 4 آخرين في إطلاق نار في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة ثلاثة، والتي نفذها الفلسطيني فادي أبو شخيدم، في 21 تشرين الثاني الماضي، واستشهد خلالها بعد الاشتباك مع قوات العدو.
وذكرت قناة «كان» العبرية الرسمية، أنّ مستشفى «بيلينسون» الإسرائيلي (شمال)، أكد مقتل أحد المستوطنين الإسرائيليين المصابين في عملية إطلاق النار، قرب «حومش». وفي وقت سابق، قالت القناة إنّ «مركبة مسرعة أطلقت النار باتجاه عدد من المستوطنين في مركبة أُخرى قرب مستوطنة حومش، ما أدى لإصابة 3 منهم، أحدهم جروحه حرجة (توفي لاحقاً)، فيما الآخران إصابتهما طفيفة».
وقال المسعفون الطبيون: «عندما وصلنا إلى مكان الحادث، رأينا السيارة بالقرب من البوابة الخلفية للمستوطنة، وفي المقعد الخلفي، كان شاب في العشرينيات من عمره فاقداً للوعي مصاباً بطلقات نارية في جسده، وبمساعدة قوة طبية تابعة للجيش، قدمنا له العلاج الطبي وأجرينا عمليات إنعاش متقدمة وطويلة الأمد إلا أننا اضطررنا في النهاية إلى الإعلان عن وفاته».
وأشارت القناة إلى أنّ «عدداً كبيراً من قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تجري عمليات تفتيش ومطاردة للمركبة التي تُقل منفذي عملية إطلاق النار».
ونقلت الإذاعة عن مسؤول أمني، لم يذكر اسمه؛ قوله إنّ «الشكوك تتزايد بأن خلفية عملية إطلاق النار قرب مستوطنة حومش قومية (يقف خلفها مسلحون فلسطينيون)».
وقالت «يديعوت أحرونوت» إن «ما لا يقل عن 16 رصاصة أصابت سيارة المستوطنين قرب حومش». ونقلت قناة أخرى أن التحقيقات الأولية تفيد بأن «منفذي العملية شخصان».
وفي أعقاب العملية، أطلق جيش العدو الإسرائيلي ثلاثة كتائب مشاة وعدة وحدات خاصة إلى مناطق الضفة الغربية لملاحقة منفّذي العملية. وقال قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية، آفي بلوط، إن العملية «ليست عملية إطلاق نار، بل كمين نصبه فلسطينيون على جانب الطريق الذي كانت تسلكه سيارة المستوطنين، وليس كما ورد من خلال سيارة مسرعة».
وكانت سلطات العدو أخلت مستوطنة «حومش» المُقامة على أراضي بلدتي «برقة» و«سيلة الظهر» عام 2005، لكن المستوطنين ما زالوا يترددون عليها بين الفينة والأُخرى.
#مشاهد من مكان عملية إطلاق النار على مركبة المستوطنين قرب مستوطنة "حومش" المخلاة، ما أدى لإصابة حرجة لمستوطن وإصابة اثنين آخرين. pic.twitter.com/T02Q2ffRld
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) December 16, 2021
ردود الفعل
وفي تعليق على الحادثة، قال المتحدث باسم حركة «حماس»، حازم قاسم: «تبارك حركة حماس العملية البطولية ضد جنود جيش الاحتلال ومستوطنيه القتلة»، مشيراً إلى أن «العملية تمثل امتداداً لثورة شعبنا الفلسطيني في كل ساحات الفعل النضالي».
وأضاف: «تثبت هذه العملية من جديد أن شعبنا الفلسطيني البطل في الضفة سيواصل نضاله المشروع حتى طرد المحتل من كامل أرضنا الفلسطينية وكنس مستوطنيه».
وأشار المتحدث إلى أن «روح المقاومة والتضحية العظيمة التي تمتد على طول مدن الضفة الغربية وعرضها، هي الضامن الأكيد لتحقيق النصر لشعبنا وتجسيد أهدافه بالتحرير والعودة».
كما باركت حركة «الجهاد الإسلامي» العملية، على لسان المتحدث باسمها في الضفة الغربية، طارق عز الدين، بقوله: «في ظل ما ترتكبه قوات الاحتلال من عدوان وإرهاب يطال الأسرى والأسيرات ويستهدف أبناء شعبنا، في كل مكان، فإن المقاومة لا يمكن أن تهدأ وقرار الرد على جرائم الاحتلال في كل ساحة وميدان (…) إننا نبارك العملية البطولية التي نفذها مقاومون أبطال من أبناء شعبنا والتي جاءت كرد طبيعي على جرائم جنود الاحتلال والمستوطنين التي تجاوزت كل الحدود».
وأضاف إن «هذه العملية تؤكد قوة وحيوية المقاومة على رغم كل الملاحقات والاعتقالات، فإن المقاومة ماضية ولن تتوقف وستمتد إلى كل المناطق والساحات».