مجلة وفاء wafaamagazine
للمرّة التاسعة في تاريخ مواجهاتهما والخامسة في الدّور ربع النهائي، يقف النجمة والعهد وجهاً إلى وجه في مسابقة كأس لبنان لكرة القدم، وذلك في مشهدٍ عرفه الموسم الماضي في نفس المرحلة وانتهى نجماوياً. جديّةٌ كبيرة في معسكر الفريقَين للقاء اليوم الذي يُقام عند الساعة 16.45 على ملعب مجمّع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية، حيث سيستمر أحدهما بنهايته في حملته للقبٍ سابع
6 ألقاب أحرزها كلٌّ من النجمة والعهد في كأس لبنان، و8 مرات كانت المواجهة بينهما في هذه المسابقة حتى تحوّلت لقاءاتهما أشبه بموعدٍ كلاسيكي في هذه المسابقة التي خرج منها «الأصفر» في الموسم الماضي أمام «النبيذي» (0-1)، ومن ثمّ خسر لقبها الأخير في المباراة النهائية أمام الأنصار.
الواقع أن النّجمة يتفاءل في كلّ مرّة يُقابل فيها العهد في كأس لبنان، إذ إنه إلى جانب فوزه عليه 6 مرات (مقابل خسارتَين) في لقاءاتهما الثمانية الماضية، كان اللّقب من نصيب الفريق البيروتي الشّعبي في 4 مناسبات مرّ خلالها من العهد، وكان آخرها في نهائي موسم 2015-2016 عندما فاز عليه (5-4) بركلات التّرجيح إثر تعادلهما سلباً على ملعب بلدية برج حمود. عامذاك، أحرز النّجمة لقبه الأخير في الكأس الذي تقاسمه الأنصار والعهد مذ ذاك الحين بلقبَين لكلٍّ منهما. علماً أن اللّقب الوحيد الذي أحرزه العهد بعد إقصائه النّجمة كان في نهائي موسم 2017-2018 بينهما، حيث ردّ على هزيمة برج حمود بفوزٍ بنفس الطريقة (4-1) بركلات الترجيح على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، بينما كانت 3 ألقاب من نصيب الأنصار في كلّ مرّة قام أحدهما بتصفية الآخر.
التغيير آتٍ نجماوياً
طبعاً يمكن للنجمة التفاؤل بالتاريخ، لكن ماذا عن الحاضر وعن وضع الفريق في هذه المرحلة من الموسم؟
لا يُخفى أن النّجمة لم يكن بأفضل أيامه في آخر ظهور له الأسبوع الماضي، إذ احتاج إلى جولة ركلات ترجيح ماراثونية لتأمين عبوره إلى الدور ربع النهائي على حساب التضامن صور بعد تعادلهما (2-2). هي مسألة مبرّرة إلى حدٍّ ما، إذ إن غالبية الفرق لم تظهر بمستواها الحقيقي، وذلك مردّه إلى فترات التوقّف غير القصيرة أخيراً، وهو ما أثّر على مستوى الانسجام بين أفرادها وجهوزيّتها الفنيّة عامةً، والدليل ربما أن فريقَين من الدّرجة الثانية تمكّنا من إقصاء خصمَين من الدّرجة الأولى، وهو أمر لا يحصل غالباً، لكن الراسينغ والسلام زغرتا فعلاها، وكاد النبي شيت يحذو حذوهما، والسبب أن دوري المظاليم لم يتوقّف، وبالتالي بدت بعض فرق الدرجة الثانية بجهوزية تنافسيّة أكبر.
بطبيعة الحال، الظهور الأخير للنجمة ترك انطباعاً بأن تغييراً تكتيكياً سيكون حاضراً لا محالة في مواجهة العهد، إذ إن «النبيذي» عرف مشكلةً في الفترة الأخيرة في خط الوسط، ما قلّص الإمدادات إلى الخط الأمامي لدرجةٍ عاش المهاجمون عزلةً في فتراتٍ طويلة من المباريات. وهنا لا يُستبعد إطلاقاً نقل مهدي زين من مركزه خلف المهاجم إلى مركزٍ محوري في الوسط، وهو القادر على استلام الكرة تحت الضغط ولعب دورٍ قيادي في تحديد وجهة النسق الهجومي. لكن هذه النقلة قد تقلّص من الخطورة الفعليّة على مرمى الخصم، إذ باستثناء خالد تكه جي ومحمود سبليني لم يسجل أي لاعب أكثر من هدف هذا الموسم. حلٌّ لا بدّ منه في غياب الحلول الكثيرة في الوسط – الهجومي، وخصوصاً بعد خسارة الفريق لنجمه الجديد حسن شعيتو «موني» بسبب خضوعه لعملية جراحية في الركبة، وهو الذي عاد في مطلع الأسبوع إلى الملاعب للجري مع بدء رحلة طويلة للتعافي من الإصابة القويّة.
واحدة من المعارك السّاخنة والحسّاسة في الكرة اللّبنانية منذ بداية الألفيّة الجديدة
أما المشكلة الأخرى التي حُلّت جزئياً فهي عملية البناء والمواكبة من الخلف، إذ لا يخفى أن وجود ماهر صبرا على الجهة اليسرى يبدو مثمراً، لكن الفراغ لا يزال حاضراً في الميمنة حيث لم يجد النجمة حتى الآن الخيار المثالي لتأدية الدور الهجومي الذي من شأنه رفع مستوى خطورة الفريق من طرفَي الملعب.
ورغم الملاحظات، تبقى أرقام النجمة لافتة مقارنةً بالعهد إذا ما عدنا إلى الدوري حيث سجّل 10 أهداف أيّ أقل بهدفٍ واحد من متصدّر الترتيب، بينما يتساويا على صعيد الأهداف التي دخلت مرماهما بهدفين، إذ كان البرج الوحيد الذي تمكّن من هزّ الشباك النجماوية في 6 مراحل من عمر البطولة.
العهد أقوى أسبوعياً
وإذا كان النجمة يعتمد على دفاعه الصّلب بشكلٍ أو بآخر، فإن العهد حافظ على شباكه نظيفة في مبارياته الأربع الأخيرة، وذلك وسط ظهور الفريق أقوى تماسكاً مباراة بعد أخرى، وهو ما ثبُت في لقائه الأخير مع الأخاء الأهلي عاليه حيث بدا منذ البداية بأنّه سيحسمه لمصلحته.
العهد أصلاً بدا وكأنه يُطلق العنان لقوّته منذ اللّحظات الأولى للمباريات، وهو ما تُرجم منذ الأسبوع الثاني للدوري وحتى مباراته في دور الـ16 من كأس لبنان، إذ سجّل 7 من أهدافه الـ 12 الأخيرة (بينها 6 من أصل 9 في الدوري) في الشّوط الأول، الذي شهد بالمناسبة تسجيل النجمة لهدفٍ أقلّه في 3 من مبارياته الأربع الأخيرة.
من هنا، قد تكون المواجهة من بدايتها هجوميّة وقويّة بين الطرفين إذا ما تخلّيا عن الحذر، الذي لا يُفترض أن يكون حاضراً أصلاً في قاموس العهد الأكثر كمالاً هجومياً بوجود محمد قدوح العائد من الإصابة بعدما سجّل 5 أهداف ومرّر كرتين حاسمتين في الدوري، ومن ثم غاب عن الكأس، وهلال الحلوة الذي سجّل 4 أهداف مناصفةً بين المسابقتَين، ولعب أيضاً دور الممرّر الحاسم أمام الأخاء، ما يعني أن اندماجه أكثر مع الفريق سيرفع من خطورته، وخصوصاً بعد اكتمال صفوفه، إذ يرجّح أن يكون نجم الوسط محمد حيدر متاحاً للعب بعد معاناته من الإصابة، وأيضاً المدافع خليل خميس بعد عودته من السفر. أما بالنسبة للاعبين العائدين من الاحتراف في الخارج، أمثال أحمد زريق، ربيع عطايا، وجاد نور الدين، فإنه لا يمكنهم المشاركة حالياً بسبب حاجتهم لشهادة الانتقال الدولية التي ستصلهم مع فتح باب الانتقالات، ليخلقوا بالتالي عمقاً أكبر في تشكيلة المدرّب باسم مرمر إذا ما أكملوا الموسم في ظل الحديث عن عروضٍ خارجية متوقّعة لهم بينها بحسب معلومات «الأخبار» من فريقٍ مصري معروف لعطايا وآخر بقيمةٍ مالية كبيرة من ماليزيا.
22 هدفاً (14 للنجمة و8 للعهد) سُجّلت في اللقاءات الثمانية السابقة للفريقَين الكبيرَين في الكأس حتى الآن أي بمعدّل 2.75 هدفين في المباراة الواحدة، وهي نسبةٌ تهديفيّة عالية تلتقي مع نسبة المتابعة لهذه الموقعة التي باتت منذ بداية الألفية الجديدة واحدة من المعارك الساخنة والحساسة في الكرة اللّبنانية بغض النظر عن اسم المسابقة أو وضع الفريقَين في أيّ موسمٍ كان.
الحكمة يحلم بلقبٍ أوّل
يتطلّع الحكمة إلى مواصلة مفاجآته في كأس لبنان عبر الإطاحة بشباب البرج عندما يلتقيه اليوم الساعة 13.30 على ملعب أمين عبد النور في بحمدون.
وكان «الأخضر» العائد إلى مكانه الطبيعي في دوري الأضواء، قد أقصى شباب الساحل القوي من دور الـ 16 بتفوّقه عليه بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلباً. وقد لا تكون هذه النتيجة معياراً بالنسبة إلى الكثيرين بحكم شكّل الفوز الحكماوي، والوضع النفسي المعروف الذي يُعانيه الساحليّون بعد وفاة مدرّبهم الحاج محمود حمود إثر مضاعفات إصابته بفيروس «كورونا»، لكنّها من دون شك تعطي دافعاً للحكمة من أجل تحقيق طموحاته بإحراز اللّقب الرسمي الأول في تاريخه، علماً أنه لا يتقدّم على شباب البرج إلا بنقطةٍ واحدة على لائحة ترتيب الدوري العام، وذلك بعد البداية السيّئة للأخير قبل أن يحسّن وضعه مع عودة المدير الفني يوسف الجوهري لقيادته، حيث سيكون بمواجهة عاطفيّة مع أحد الفرق التي ارتبط اسمه بها لفترةٍ غير قصيرة لاعباً.
كما يتطلع كلٌّ من السلام زغرتا بطل المسابقة في موسم 2013-2014، والراسينغ حامل لقب الدوري 3 مرات دونه الكأس، إلى إقصاء فريقٍ آخر من الدرجة الأولى بعدما أطاح الأول بسبورتينغ ليقابل الأنصار البطل يوم غدٍ، والذي سيشهد مواجهة الثاني مع البرج الذي أفلت من فريقٍ آخر من الدرجة الثانية هو النبي شيت بفوزه عليه (5-4) بركلات الترجيح إثر تعادلهما (2-2) في الوقت الأصلي لمواجهتهما ضمن دور الـ 16.
الاخبار