الرئيسية / المرأة / “فيروز أيقونة الشرق الخالدة ” … وفاء بيضون

“فيروز أيقونة الشرق الخالدة ” … وفاء بيضون

الخميس 21 تشرين الثاني 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

وفاء بيضون

فيروز والصباح فيروز وإشراقة الشمس
فيروز وإشراقة الصباح لا ينفصلان ولا ينفكان حتى كأنهما مزيج متداخل اسمه فيروز ..
صباحات الشرق تنتظر قدومها
كل بيت كل منزل ودار كل متجر
مع عربات النقل وأنواعها ، يبدأ النهار واليوم مع فيروز ، ولا تطيب رشفة قهوة ولا مذاق كوب شاي إلا مع رخامة الحنجرة الجوهرة

فيروز وروعة أنغامها هذا لو سألنا أي عابر سبيل ينطق بحرف الضاد أجابنا بما ذكر ولكن عندما نتكلم أو نكتب عن فيروز يختلف المشهد تماما ، فيروز قامة عملاقة متفردة يشهد بها ولها كل من تذوق عذوبة تنوع ألوان فنونها ونوعية إيقاعها المتعالي وكذلك ألحانها ورناته الساحرة الذي خطفت به القلوب وجذبت وأطربت ملايين الملايين من أذان عشاقها وما زال ينبض مع كل إشراق ومغيب وعلى وسع دقات الوقت
ومع كل نبض فيض وسيل من عذوبة مشاعر الشوق والدفء والأنس الذي يولده سماع صوتها المتفرد برخامته ورقته ، حتى باتت معشوقة بلاد العرب وعرب الاغتراب والانتشار

ليس سهل أو هين القول فيها لأنها الفنانة المطربة اللبنانية المولد والعالمية الهوية من لم يسمعها أو يسمع بها أظنه لم يولد بعد كما الشمس تماما من لم يتحسس دفءها أو يستدل بضوئها لم يخلق بعد أيضا
فيروز الفنانة المطربة ابتدأت من نقطة في الزمن وأصبحت محطة ومدونة تجاور مراحل التاريخ العابر مع ضوئه ونوره وعنوانها أو محل إقامتها العالم كله تحط على القلوب الحائرة برفق وحنان ونعومة فتفتنها وتنعش دقاتها وتبعث بها روح الحلم والأمل

فيروز قمر العاشقين وهمس المحبين وآية المعجبين فيروز فؤاد السلام وراية الحب ورسالته أي قلم قادر على كتابة فيروز دون أن يهتز أو يرتجف وينحني حتى ولو قلم أديب بليغ أو شاعر اخضرت أغصان القصائد بين أنامله بعد يباس ، فيروز الإبداع ملهمة الأدباء والشعراء وبيدر حصادهم ، بها يكبر اللحن وبها يكبر الشعراء والأدباء لأنها آلة القياس ، بها تمنح الأحرف لونًا تلمع به وتسطع معها أسماء .

فيروز درة وتاج وطفرة استثنائية فوق الأقلام وقدرة تصور نوابغها فيروز أفضت على عصر الرحابنة منذ انطلاقتها الأولى مد من عصر نوعي للفنون سمي بالعصر الذهبي الذي لا يكتمل دون الخامة والرخامة المتمثلة بحنجرتها الماسية إضافة إلى كمال قدرتها الشخصية على اتقان كل الأدوار والعروض والأعمال التي قدمتها حيث ازدهر معها وما زال باعتباره شكل قفزة نوعية ليس لها سابقة من قبل فيروز أيقونة الشرق الخالدة وسيمفونيته العابرة للبحار والقارات والفضاءات وهي ملكة شاشات التلفزة ومحطات الراديو وكافة وسائل التواصل المعاصرة لأنها فيروز صاحبة روعة الصوت الملائكي الذي لا يتكرر أبدًا ..