مجلة وفاء wafaamagazine
تزامناً مع حلول الذكرى الثانية لاغتيال القائدَين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، جدّدت ما باتت تُعرف بـ«المقاومة الشعبية» استهدافها قواعد الاحتلال الأميركي في سوريا، مُجبِرةً الأميركيين على إخلاء قاعدة التنف مؤقّتاً، والانسحاب منها نحو الأردن، تخوّفاً من تعرّضها للاستهداف
أيهم مرعي
الحسكة | تتوالى الوقائع الميدانية المُؤكِّدة جدّية مشروع إخراج القوات الأميركية المحتلّة من سوريا، إذ، منذ عشيّة رأس السنة الماضية قبل أسبوع، سُجّلت عمليات استهداف يومية لعدد من القواعد الأميركية في منطقة شرق الفرات. صحيح أن هذا المسار ليس جديداً، إلّا أن التطوّرات الأخيرة تشي بوجود عمل حثيث على رفع وتيرة العمليات المُوجّهة ضدّ الأميركيين، والتي بلغت خلال العام الماضي أكثر من عشرٍ في الحسكة ودير الزور، بينما يبدو أنها ستتجاوز هذا الرقم خلال أقلّ من شهر من العام الحالي، في حال استمرّت على الوتيرة الجديدة نفسها.
ولم يكتفِ المقاومون باستهداف قاعدتَي «كونيكو» و«الشدادي» الأميركيتَين، عشيّة رأس السنة، بعدّة قذائف «هاون» وأخرى صاروخية، بل أعادوا الكرّة مجدداً، من خلال استهداف أكبر قواعد الأميركيين في حقل العمر النفطي. وكشفت مصادر ميدانية، لـ«الأخبار»، أن «قاعدة التحالف الدولي في حقل العمر تعرّضت فجر (أمس) الأربعاء، لاستهداف بعدّة قذائف صاروخية، انفجرت في محيط المبنى السكني، ما خلّف خسائر مادّية واضحة، من دون تسجيل إصابات بالجنود»، لافتةً إلى أن «تزامن القصف مع الذكرى الثانية لاستشهاد القائدَين سليماني والمهندس، يُعدّ جزءاً من الانتقام لاغتيالهما، وتأكيداً على استمرار مسيرة الثأر لهما». وتوقّعت المصادر العسكرية السورية أن «تبقى قواعد الاحتلال في دائرة استهداف المقاومين، طالما يصرّ الأميركيون على البقاء في سوريا والعراق، والاحتفاظ بقوات عسكرية في البلدين»، مؤكدة أن «الانسحاب الأميركي الكامل سيكون وحده الثمن المناسب لقاء اغتيال القادة الشهداء، ولا يمكن القبول بأقلّ من ذلك».
أدرك الأميركيون أن ذكرى اغتيال سليماني لا يمكن أن تمرّ من دون تعرّضهم لمحاولات استهداف
وكان واضحاً إدراك الأميركيين أن ذكرى اغتيال سليماني والمهندس، بداية الشهر، لا يمكن أن تمرّ من دون تعرّض قواعدهم وقواتهم لمحاولات الاستهداف. وبناءً على ذلك، علمت «الأخبار»، من مصادر عسكرية مطلعة، أن القوات الأميركية «قامت بإخلاء قاعدتها في التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، عشيّة الذكرى الثانية لاغتيال القائدين». ومردّ هذا، بحسب المصادر، هو «ورود معلومات استخبارية للأميركيين، تفيد بإمكانية تعرّض قاعدتهم في التنف لهجمات بالمناسبة»، فيما سُجّلت حالة من الاستنفار العالي في كلّ القواعد الأميركية الأخرى في سوريا. ويُظهر إخلاء التنف، والذي أكده «المرصد السوري» المعارض، إدراك الأميركيين لمستوى قدرة فصائل المقاومة على فرْض معادلات ميدانية جديدة، تُجبر الاحتلال على اتّخاذ قرار بإخلاء قاعدة كبيرة وأساسية، ولو مؤقّتاً، ونقل المعدّات والجنود إلى داخل الأراضي الأردنية، تجنُّباً لأيّ خسائر مادية وبشرية، قد تقع نتيجة استهداف ما. ويعني ذلك أن مزيداً من العمليات المشابهة ستكون له تداعياته المباشرة على حرّية حركة القوات الأميركية، وعلى أمن قواعدها، وبالتالي على وجودها بشكل كامل، وأن النقاش سيتجدّد حول جدوى بقائها في سوريا، خصوصاً إذا ما ارتفعت كلفة هذا البقاء، ولم تتحقّق الأهداف المرجوّة منه.
الاخبار