مجلة وفاء wafaamagazine
أبدت روسيا، اليوم، عدم تفاؤلها في أعقاب الجولة الأولى من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن أزمة أوكرانيا، مؤكّدة أنّها لن تسمح بتضييع مطالبها حول ضمانات أمنية من الغرب في مفاوضات مضنية.
وفي الإطار، قال المتحدّث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إنّ النقطة الإيجابية في مباحثات أمس، هي أنها عُقدت في العلن وبطريقة موضوعيّة ومباشرة، مشيراً، من جهة أخرى، إلى أنّ ما يُهمّ فعلياً هو النتائج الأخيرة.
وأشار إلى أن «ليس هناك مواعيد نهائية واضحة هنا، ولم يحدّدها أحد. هناك فقط الموقف الذي أوضحناه حول أنّنا لن نرضى بالتباطؤ اللامتناهي في هذه العملية».
ودعت روسيا القوى الغربية إلى طاولة المفاوضات بعد حشد قوّاتها قرب حدود أوكرانيا، مطالبة بمجموعة من الالتزامات بعيدة المدى، التي من شأنها أن تمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتُنهي عقدَين من توسّع التحالف في أوروبا، بالقرب من الحدود مع روسيا.
وأضاف بيسكوف أنّ الأمور ستضّح أكثر بعد جولتَين أُخريين من المباحثات، والتي من المقرّر أن تعقدها روسيا هذا الأسبوع، إذ ستكون الأولى مع حلف شمال الأطلسي في بروكسل غداً، والثانية مع «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» في فيينا الخميس.
ولم يُظهر المفاوضون الروس والأميركيون أي إشارة تدلّ على تقليص حجم خلافاتهم في الإفادات الصحافية التي أدلوا بها بعد الجلسة الأولى من المفاوضات في جنيف.
من جهته، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أنّ لدى الجانبَين «آراء متضاربة في بعض النواحي»، متابعاً أنّه «بالنسبة لنا، يُعدّ التأكد من أنّ أوكرانيا لم ولن تصبح عضواً في حلف شمال الأطلسي أمراً إلزامياً».
أما نائبة وزير الخارجية الأميركية، ويندي شيرمان، فأشارت إلى أنّ واشنطن «كانت حازمة في الرد على مقترحات أمنية مستحيلة بكل بساطة بالنسبة لها».
يأتي هذا في وقت تحثّ الولايات المتحدة موسكو على سحب قواتها، التي تقدّر بنحو 100 ألف جندي من الحدود مع أوكرانيا، تجنّباً لما تزعم واشنطن وكييف أنّه «غزو روسي محتمل»، بعد ثماني سنوات من انتزاع روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. من جهتها، كانت روسيا، التي تنفي هذه المزاعم، قد دعت إلى هذه المحادثات لمناقشة نقاط أمنية تحول دون تدهور الأوضاع.
