مجلة وفاء wafaamagazine
مع نهاية المرحلة الأولى من عمر الدوري اللّبناني لكرة القدم، تأخذ البطولة منحىً جديداً مع عودة العنصر الأجنبي إلى الفرق في سداسيّة الأوائل وتلك الخاصّة بالنّصف الآخر من الترتيب. عودةٌ سترفع من دون شك من مستوى اللّعبة، وهي تشكّل حاجة للفرق كلّها من رأس حتّى قاع التّرتيب العام، فما هو الأجنبي الذي يحتاجه كلّ فريق؟
«الفريش» سيتكلّم في الفترة المقبلة من الدّوري اللّبناني مع ترقّب تعاقد الفرق مع عنصرٍ أجنبي لإكمال مشوار البطولة في مراحلها النهائيّة الحاسمة.
عودة اللّاعبين الأجانب تبدو حاجة ماسّة للّعبة عامة كونها سترفع من مستوى الأداء الفنّي والإثارة، إذ شكّل هؤلاء حالةً في الكثير من الفرق قبل إقرار غيابهم عنها إثر الأزمات التي ضربت البلاد. كما لعبوا أدوراً حاسمة في الفرق التي تُوّجت بالألقاب، وطبعاً تلك التي نجت من الهبوط على مدار مواسم عدة.
أسابيع قليلة ويعود البرازيليّون والأفارقة وغيرهم إلى ملاعبنا، ليُضيفوا إليها ما افتقدته الفرق من قطعٍ ناقصة في الصورة الخاصة بكلٍّ منها. وهذه العودة أيضاً تأخذ بُعداً مهماً جداً مع سحب قرعة مسابقة كأس الاتّحاد الآسيوي وإعلان مشاركة الأنصار والنّجمة فيها، وهما يحتاجان بالتّأكيد إلى الأجانب لتعزيز صفوفهما، وبالتّالي حظوظهما في الذّهاب إلى أبعد مرحلةٍ ممكنة في المسابقة القارّية، وهو ما ثبت سابقاً في المشوار الناجح للعهد حيث كانت بصمة أجانبه واضحة في إنجاز تتويجه باللّقب الخارجي الوحيد في تاريخ كرة القدم اللبنانية، حيث لعب المدافع السوري أحمد الصّالح دوراً كبيراً في تمتين الدفاع، والتونسي أحمد العكايشي دوراً حاسماً في مرحلة حسّاسة، وطبعاً الغاني عيسى يعقوبو الذي سجّل هدف الفوز في المباراة النهائية.
أمّا اليوم، فتبدو حاجات الفرق الـ12 مختلفة في مكانٍ ما ومشتركة في أماكن عدّة في ما خصّ اللّاعب الأجنبي الذي يحتاجه كلّ منها، حيث يبدو الطّلب الموحّد تقريباً هو المهاجم الهدّاف الذي يُعدّ أكثر لاعبٍ يمكنه لعب دور البطل الحاسم والمنقذ في آنٍ معاً.
الهدّاف مطلب الأوائل
إذاً البحث عن الهدّاف هو القاسم المشترك بين فرق المقدّمة على وجه التحديد، وعلى رأسها العهد، إذ صحيحٌ أنّ متصدّر الترتيب العام الذي حسم لقب بطل الذهاب «المعنوي»، يتساوى مع شباب الساحل كأكثر الفرق تسجيلاً بعد 10 مباريات بـ18 هدفاً لكلٍّ منهما، لكنّ رحيل أبرز هدّافَين لديه للاحتراف في الخارج يفرض عليه استقدام رأس حربة أجنبي. وهنا الحديث عن ذهاب محمد قدوح (6 أهداف) للّعب في العراق مجدّداً، وهذه المرّة مع الزوراء، وهلال الحلوة (4 أهداف في الدّوري و2 في الكأس) إلى بينانغ الماليزي، ما يجعل من عودة العكايشي ضرورة (بانتظار الاتفاق الرسمي والإعلان عنه)، وهي خطوة ذكية من الإدارة العهداوية في حال حُسمت، أوّلاً لأن التّونسي يعرف الطريق الى الشّباك حيث سجّل للعهد 5 أهداف في 6 مباريات بألوانه، أحدهما في مرمى الجزيرة الأردني حمل العهد إلى النهائي الآسيوي، واثنان في الكأس السّوبر منحا فريقه اللّقب على حساب الأنصار، إضافةً إلى هدفَين في مباراةٍ واحدة خاضها في الدّوري وكانت أمام الأخاء الأهلي عاليه قبل إلغاء موسم 2019-2020 إثر التحرّكات الشعبيّة التي شهدها الشارع اللبناني. كما أنّ هذه الخطوة مثاليّة لأن العكايشي يعرف أجواء النّادي والكرة اللبنانية حيث يتوقّع أن تكون الأمور أسهل بالنسبة إليه للوصول إلى الشّباك خصوصاً في ظلّ غياب المدافعين الأجانب.
عودة اللّاعبين الأجانب حاجة ماسّة وإضافة لرفع المستوى الفنّي والإثارة
وهذه المسألة تعرفها كلّ الفرق في ظلّ وجود دفاعات هشّة يمكن أن تمنح الفرص للمهاجمين الأجانب لتسجيل الأهداف بغزارة، لذا فإنّ البرج الوصيف الحالي ورغم تسجيله 13 هدفاً، يجد حاجةً في الخطّ الأمامي أيضاً حيث يعمل على استقدام مهاجمٍ (على الأرجح من أحد البلدان الأفريقية) ليزيد من قوّته الضاربة بوجود المخضرم أكرم مغربي وهدّاف الدّوري سابقاً أبو بكر المل.
أمّا شباب السّاحل الذي خسر لاعبين عدّة في مراكز حسّاسة، فإنه بات بحاجةٍ إلى مدافع أو مهاجم أجنبي بحكم ذهاب عباس عاصي ومصطفى كسّاب للاحتراف في العراق، وتوجّه متصدّر هدّافي الدّوري فضل عنتر (10 أهداف) للعب في كيلانتان الماليزي. وهنا لا تبدو الأمور محسومة إذ إنّ اللّاعب اللّبناني المغترب سيلعب دوراً مهمّاً في اتّخاذ القرار النهائي، فإذا وجد السّاحليّون مدافعاً في الخارج يحمل جنسيّة لبنانيّة فإنّ الخيار الأجنبي سيكون مهاجماً، والعكس صحيح. وهذه المسألة ستُحسم بعد مشاورات بين المدرّب الصّربي دراغان يوفانوفيتش ورئيس النادي سمير دبوق مع عودة الأخير من قبرص.
الظّروف تحدّد المطلوب
لكنّ هناك من لديه توّجهاً مختلفاً في هذا الإطار، وهو شباب البرج الذي لا يجد مدرّبه يوسف الجوهري حاجةً للتعاقد مع لاعب أجنبي، أوّلاً لأنّه قد لا يجد في فترةٍ زمنيّةٍ قصيرة من هو قادر على إحداث الفارق، وثانياً لاعتباره بأنّ فريقه يملك التّوازن المطلوب والدّليل تسجيله 15 هدفاً من خلال لاعبَين مختلفَي المراكز. أما ثالثاً فهو ما يعتبره حقّاً مشروعاً للّاعبين الحاليّين بالحصول على مكافأة بالاعتماد عليهم حصراً بعد المجهود الكبير الذي قاموا به طوال 10 جولات.
أما طرابلس خامس الترتيب، فقد كشف مدرّبه السوداني أسامة الصقر بأنه يخوض المباريات بسبعة مدافعين وثلاثة لاعبي وسط من دون وجود أي مهاجمٍ في فريقه بعد رحيل أكثر من لاعب آخرهم محمد مقصود للاحتراف في العراق، وبعد إصابة أبرز مهاجميه فؤاد وجهاد عيد. هذا يعني أن المهاجم الأجنبي سيكون مطلبه، لكنّ جودته تتوقّف عند الإمكانات الماديّة المتاحة.
من جانبه، وبعد استعادته نادر مطر وتعاقده مع يحيى الهندي لملء خط الوسط، وقدوم أكثر من لاعب من أصول لبنانية إليه، يبدو الأنصار بحاجةٍ إلى هدّافٍ أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وخصوصاً بعدما بدا الفريق معتمداً على حسن معتوق دون سواه لصناعة الخطورة، وعدم التوفيق الذي لازم مهاجميه، وافتقاد الكتيبة الخضراء إلى الحلول النهائية رغم المحاولات الكثيرة في هذا الإطار، ما يفرض وصول مهاجمٍ قويّ يُعيد التّذكير بأيّام أفراح الأنصاريّين مع هدّافين كبار آخرهم كان هدّاف الدوري السابق السنغالي الحاج مالك.
بدوره، ينتظر التضامن صور ترتيبه النهائي بعد نهاية المرحلة الأولى من الدوري لاتّخاذ قرار إذا ما كان سيستقدم لاعباً أجنبياً من عدمه، علماً أن مدرّبه محمد زهير يرى فريقه مكتملاً بعد التعاقدات التي أجراها ومنها جلبت لاعبين مميّزين من الخارج على صورة لاعب الوسط بلال صبّاغ.
وعلى غرار أكثر من فريق يبحث النّجمة عن مغتربين حيث يبدو بحاجةٍ إلى أكثر من لاعبٍ في مراكز مختلفة. ففي ظلّ الأداء الدفاعي الجيّد للفريق، سيكون الترقّب لما يمكن أن يجده «النبيذي» متاحاً في مركز لاعب الوسط – المدافع ولاعب الوسط – المهاجم، بينما يبدو رأس الحربة الأجنبي مطلباً أساسياً لزيادة القوة الهجومية للفريق.
توازياً، يختلف وضع الحكمة على صعيد المركز الشاغر الذي يمكن أن يملأه الأجنبي، حيث الحاجة إلى صانع ألعاب، لكن الاسم الذي سيتعاقد معه يتوقّف عند المبلغ الذي سيكون متاحاً لإتمام الصفقة في ظل وجود أكثر من اسمٍ مرشّحٍ للانضمام إليه.
صفاوياً، من الطبيعي أن يبحث المدرّب فادي العمري عن مهاجمٍ حيث يفتقد فريقه إلى رأس الحربة باستثناء وجود روني عازار الذي شارف نهاية مسيرته. والمسألة عينها تنطبق على الأخاء الأهلي عاليه الذي يفاوض مهاجماً أفريقيّاً توازياً مع وصول لاعب وسط – مهاجم برازيلي – لبناني للانضمام إليه.
ويسير سبورتينغ متذيّل الترتيب على نفس النهج عبر السعي لضمّ مهاجمَين اثنَين أحدهما قد يكون أجنبياً دافع عن ألوانه سابقاً والآخر من أصول لبنانية، إضافةً إلى البحث عن لاعب وسط ــ مهاجم يحمل الصفة الأخيرة.