مجلة وفاء wafaamagazine
موسكو | نبّه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى أن الضغوط السعودية والإيرانية على لبنان «ستؤدي إلى انهيار البلد كله»، وإلى أن الضغط السعودي لمعاقبة حزب الله «يضرّ بلبنان وليس الحزب».
وكان جنبلاط وصل إلى موسكو مطلع هذا الأسبوع في زيارة مقررة من العام الماضي تم تأجيلها لـ«أسباب تقنية» وبسبب الحجر الصحي. وقد جاءت بدعوة من السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف، وبناء على رغبة موسكو «بالإطلاع على وجهة نظره من التطورات».
والتقى جنبلاط نائب وزير الخارجية مبعوث الرئيس الخاص إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، لساعة ونصف ساعة، في حضور مجموعة من إدارة دائرة الشرق الأوسط بينهم نائب رئيس الدائرة أندريه بانوف ومدير معهد الاستشراق في الأكاديمية الروسية للعلوم فيتالي نعومكن.
جنبلاط التقى أيضاً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ودعا روسيا إلى التواصل مع الجهات كافة، بما فيها السعودية وإيران، لوقف الضغوط على لبنان «لأنها ستؤدي إلى انهيار البلد كله، ولن تعود بالنفع على أي فريق سياسي». ونبّه إلى أن الضغط السعودي لمعاقبة حزب الله «يضرّ بلبنان ولا يضرّ الحزب»، مشيراً أيضاً إلى الضغط الذي يُمارس على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
وبحسب مصادر مطلعة، أكّد لافروف أن «هذا هو رأينا من الأساس. وروسيا دعت دوماً الأصدقاء السعوديين لكي يغيروا سياسة الضغوط، خصوصاً مع الحريري الذي يمثل اعتدالاً إسلامياً في المنطقة»، مشيراً إلى أن العقوبات السعودية «لا مبرر لها وهي من دون فائدة» (استخدم تعبير “there is no point”). وأكد لافروف، في المقابل، أن هناك تواصلاً مع الجانب الإيراني لتسهيل عمل الحكومة اللبنانية.
ولمس جنبلاط من الوزير الروسي «مؤشرات كبيرة للتفاؤل». إذ أكد الأخير أن مفاوضات فيينا النووية تسير بشكل «جيد جداً»، وأنه «خلال وقت ليس ببعيد»، سيتم توقيع الاتفاق للعودة لخطة العمل الشاملة المشتركة. كذلك أبدى لافروف تفاؤلاً بـ«مؤشر جيد جداً» يتعلق بسير بالمفاوضات السعودية – الإيرانية. إذ إن معلومات الخارجية الروسية تفيد بأن «المفاوضات التي تجرى في بغداد أحرزت تقدماً كبيراً، وستظهر بشائرها قريباً عبر فتح السفارتين في طهران والرياض». لذلك، فإن الخارجية الروسية تراهن على هذه المتغيرات لما لها من انعكاسات إيجابية على لبنان.
من جهته، بحسب المصادر، أيّد جنبلاط وجود مثل هذه الأجواء، مشيراً في هذا السياق إلى موافقة ثنائي أمل وحزب الله على العودة إلى الحكومة، «وهو مؤشر إيجابي». وأضاف جنبلاط أن موقف الثنائي الشيعي في تعليق المشاركة في جلسات مجلس الوزراء كان مبنياً على أسس دستورية نتيجة رفض مخالفة جهات قضائية للدستور، في إشارة إلى آلية عمل المحقق العدلي في تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار. كما لفت انتباه لافروف إلى أنه إضافة للإيجابية في المفاوضات السعودية – الإيرانية، «نشهد تقدماً في المحادثات السورية – السعودية، الأمر الذي أيّده لافروف بالقول: «صحيح، صحيح، ولطالما كنا ندعو العرب إلى عدم التخلي عن سوريا»، فردّ جنبلاط بأن «ابتعاد العرب عن سوريا آذى سوريا والعالم العربي كله». وهنا، سأل الضيف اللبناني الوزير الروسي ما إذا كان يعتقد بأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية قريبة، فأجاب لافروف أن «لا معطيات لديّ، لكن اعتقد بأن قطر ربما لا تزال ترفض الأمر وقد يكون ذلك بتأثير من تركيا». لكنه شدّد على أن عودة سوريا إلى الجامعة «مهمة للعالم العربي».
الزعيم الاشتراكي الذي وصل إلى العاصمة الروسية ترافقه ابنته داليا على متن طائرة خاصة يملكها النائب نعمة طعمة، نزل في فندق «ناسيونال» الذي كان يستضيف في الوقت نفسه وفوداً إيرانية إعلامية وتجارية مرافقة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
الاخبار