مجلة وفاء wafaamagazine
الأمور ليست على ما يرام بالنسبة إلى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني. لاعبو المدرب دييغو سيميوني يعانون الأمرّين في مختلف الخطوط. «شحّ» هجومي وهشاشة دفاعيّة أدخلا الفريق في سلسلة من النتائج المتخبّطة، ليحتل المركز الرابع مبتعداً عن الصدارة بفارق 16 نقطة. استقبل «الروخيبلانكوس» فريق فالنسيا في نهاية الأسبوع وفاز عليه بشقّ الأنفس بثلاثة أهداف لاثنين، لكنّ آمال الحفاظ على اللّقب تبدو شبه معدومة
اشتُهر أتلتيكو مدريد بقيادة دييغو سيميوني التدريبيّة بالتنظيم الدّفاعي، وهو ما جعله يعتلي المنصّات المحليّة والأوروبيّة على حد سواء. ظهر الفريق بصورة مثالية في الموسم الماضي من حيث التنظيم في الخط الخلفي، وكانت أهداف المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز بمثابة الكلمة المفتاح للفوز باللقب. اختلفت الأمور هذا الموسم، «زحمة» لاعبين هجوميّين أثّرت سلباً على توازن المنظومة، ليسقط الفريق في العديد من الاختبارات ويفقد بالتالي هويّته.
كان لافتاً عدم قدرة سيميوني على توظيف لاعبيه هذا الموسم، خاصةً في الخط الأمامي. ورغم احتواء المنظومة على أسماء لامعة مثل لويس سواريز وأنطوان غريزمان، كان هناك ميل شبه دائم إلى محاولة إغلاق المباريات أو اللعب من أجل التعادل.
اعتُبر أتلتيكو مدريد في بداية هذا الموسم بأنه الفريق الأفضل في إسبانيا على الورق، لكنّ نتائجه المتخبّطة جعلته بعيداً كلّ البُعد عن المنافسة. هناك شعور بافتقار الفريق إلى الأدوات التكتيكية اللازمة «لتحطيم» المنافسين، إن كان على الصعيد المحلي أو الأوروبي. سجّل أتلتيكو مدريد في الدوري حتى الجولة العشرين، 33 هدفاً فيما استقبلت شباكه 24، مع الإشارة إلى استقباله 25 هدفاً فقط طيلة الموسم الماضي في الدوري. بالنسبة إلى دوري أبطال أوروبا، تأهّل «الأتلتي» بشقّ الأنفس إلى الدور الـ16 بـ7 نقاط من ست مباريات.
الأداء الباهت والنتائج المتخبّطة أثارا الشكوك حول فريق دييغو سيميوني، الذي بدا وكأنّه فقد هويّته هذا الموسم. وجد سيميوني نفسه يمتلك وفرة في لاعبي الهجوم، وهو الذي اعتاد تفضيل أصحاب القدرات الدفاعية، على حساب لاعبين مثل جواو فيليكس، يانيك كاراسكو، توماس ليمار الذين كانوا يشاركون في نهاية المباريات إذا كان الفريق خاسراً. كان سيميوني يعتمد على المواهب الفردية «كطلقة» أخيرة، لكنه أصبح اليوم مطالَباً بتوظيف كل تلك المواهب، من أجل تقديم كرة جذّابة، الأمر الذي يتعارض مع فلسفته الكروية. الفريق محاصر بين ماضيه ومستقبله، إذ يحاول سيميوني صياغة هوية جديدة للأتلتي دون جدوى. وفي ظل الأوضاع الصعبة، قد يجد النادي نفسه مخيّراً بين استعادة الهوية الدفاعية أو تغيير المدرب للمضي قدماً.
وجد دييغو سيميوني نفسه يمتلك وفرة في لاعبي الهجوم بعد اعتماده على المدافعين
نجح أتلتيكو مدريد في تحقيق الفوز في المباراة الأخيرة بالدوري على أرضه أمام فالنسيا بثلاثية مقابل هدفين، وهو الذي دخل اللّقاء بعد سلسلةٍ من الهزائم المتتالية، إذ خسر (2-1) أمام أتلتيك بيلباو في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني، قبل أن يخسر (2-0) أمام ريال سوسيداد في الدور الـ16 من كأس الملك. وتعادل فريق سيميوني في خارج أرضه أمام فياريال، ما يعني أن الأتلتي لم ينتصر في «الليغا» (قبل المباراة الأخيرة) منذ فوزه (2-0) على أرضه أمام رايو فاليكانو في بداية العام الجديد. وكان لافتاً أن هذا الفوز أيضاً جاء بشقّ الأنفس، فسجّل في الوقت البدل عن الضائع. وسجّل أهداف أتلتيكو كل من البرازيلي ماتيوس كونيا (63) والأرجنتيني أنخل كوريا (90+1) وماريو هيرموسو (90+3)، فيما سجّل هدفَي فالنسيا كل من الأميركي يونس موسى (25) وأوغو دورو (44).
يحتاج أتلتيكو مدريد إلى نهجٍ مختلف إذا ما أراد العودة إلى الواجهة. ريال مدريد يسير وحيداً في المقدمة، بينما يبدو إشبيلية وبيتيس وحتى رايو فاليكانو أكثر إقناعاً من أتلتي في الوقت الحالي. الأمر متروك لسيميوني والإدارة لإجراء التغييرات اللازمة قبل فوات الأوان.