الرئيسية / آخر الأخبار / بعد سبعة أشهر في رئاسة الحكومة… بينيت يعود إلى جابوتنسكي: جدار حديدي ضد الفلسطينيّين!

بعد سبعة أشهر في رئاسة الحكومة… بينيت يعود إلى جابوتنسكي: جدار حديدي ضد الفلسطينيّين!

مجلة وفاء wafaamagazine

مجموعة مواقف أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، خلال مقابلات صحافية أُجريت معه، أمس، بمناسبة مرور سبعة أشهر على تسلّمه منصبه. هذه المواقف تنوّعت، حيث تطرّق بينيت لملفّات عديدة، أبرزها ملفّ فلسطينيّي النّقب و«المشكلة الخطيرة هناك»، والضفة الغربية وغزة، اللتان «يجب إقامة جدار حديدي حولهما»، وملفّ إيران «التي بينها وبين إسرائيل حرب باردة منذ عشرات السّنين». كذلك تحدّث رئيس الوزراء عن العلاقات مع تركيا وإردوغان، وشكوكه في تحسّن هذه العلاقة، قبل أن يتكلّم عن خصمه السياسي نتنياهو، الذي يتّهمه بينيت بالسيطرة على المنظومة الإعلامية الإسرائيلية، واستخدامها لبثّ الدعاية ضده.

وفي إحدى مقابلاته، رأى بينيت أنه توجد «مشكلة خطيرة وحقيقيّة في النقب»، عازياً السبب «لغباء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي أنتجت حالة من فقدان السيطرة والحكم على النّقب». وأضاف أنه «أَمَرَ بتحريش المناطق التي يسكنها البدو الفلسطينيون، بالرغم من المعارضة الشديدة لذلك»، مشيراً إلى أنه «دفع بمئات من عناصر الشرطة من أجل قمع احتجاجات البدو». وقال «نفّذنا غرس الأشجار لكي نبعث برسالة مفادها بأنّنا لا نتراجع»، مشيراً إلى أنه «يأمل بالتوجه إلى تسوية مع الفلسطينيين البدو».

وبالرغم من أنّ بدو النقب الفلسطينيّين يعيشون على أراضيهم الخاصة التي ورثوها من مئات السنين، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّهم «يعتدون على أراضي الدولة ويعيشون بطريقة غير قانونية. ولكن لا يوجد لديهم مكان ليسكنوا فيه بصورة قانونية». ولذلك، وبحسبه، فالحلّ هو «تركيزهم في عدّة بلدات معترف بها»، في إشارة إلى تهجيرهم وطردهم من أراضيهم وتجميعهم على أقل مساحة ممكنة من الأرض فيما يشبه الغيتوهات.

وفي سياق آخر، هدّد بينت فلسطينيّي الـ48 بسبب احتجاجاتهم في أيار الماضي خلال «هبّة الكرامة»، التي اندلعت على خلفيّة محاولات تهجير حي الشيخ جرّاح، والاعتداء على الفلسطينيّين في ساحة باب العمود والمسجد الأقصى. وقال: «سنُقيم جداراً حديدياً اقتصادياً (راجع الجدار الحديدي، زئيف جابوتنسكي. الذي قصد به التعامل مع الفلسطينيّين بحزم شديد يوصلهم إلى مرحلة فقدان الأمل والاستمرار بهذا الحزم حتّى بعد إفقادهم الأمل)، في مقابل انعدام القدرة على الحكم». واعتبر أن ما يحصل هو «تهديد حقيقي، وأن الانفجار الذي جرى خلال العدوان على قطاع غزة (معركة سيف القدس) زعزعنا جميعاً». وتساءل بينيت: «ماذا سيحدث في حرب مقابل حزب الله في الشمال؟ لا ننقل دبابات من طريق وادي عارة؟ نحن ملزمون بالقدرة على الحكم والسيطرة». واعتبر أنه من أجل ذلك «أُقيم طاقم لمحاربة الجريمة (في صفوف فلسطينيّي الـ48)»، مدّعياً أنه «نحن نلاحق المجرمين الأساسيّين، الذين هرب بعضهم إلى تركيا».

وحول غزّة، اعتبر بينيت أنّ هناك «هدوء أمني، وينبغي فعل أي شيء مقابل إبعاد الحروب»، مستدركاً في الوقت نفسه بالقول إنه «نحن نعاظم قواتنا العسكرية بشكل كبير، ونستثمر الكثير في أدوات لم تكن بحوزتنا سابقاً. وفي موازاة ذلك، أنا لست أقلّ اهتماماً في تعزيز الاقتصاد، في غزة وفي يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وينبغي تعزيزه بقدر الإمكان بالنسبة إليّ. لكننا، خلافاً للحكومة السابقة، نردّ بجدية على أي خرق، ونهاجم أهدافاً بطريقة مؤلمة جداً». وكرّر بينيت معارضته للمفاوضات مع السلطة ولتسوية «حلّ الدولتين» بشكل قاطع، مشدّداً على أنه «لن يلتقي أبداً مع رئيس السلطة محمود عباس».

أمّا بالنسبة إلى إيران، فرأى أنّ «المسألة الإيرانية أوسع بكثير من الموضوع النووي. وتوجد هنا حرب باردة بين دولتيْن عظميَيْن إقليميّتيْن، إسرائيل وإيران، دائرة منذ عشرات السنين من جانب واحد. منذ 30 عاماً، وليس بذنب بيبي (رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو) فقط. فقبله أحاطونا بأذرع أخطبوط، ونحن قاتلنا الأذرع بدلاً من استهداف الرأس، حيث كانوا آيات الله (في إشارة إلى مرشدي الجمهورية الإسلامية خميني وخامنئي) يموّلون كل ذلك ويصدرون الأوامر، فيما هم محصّنون ولم يحدث لهم أيّ مسّ». ولفت إلى أنّه عندما تسلّم منصب رئاسة الوزراء، «بدأت بفحص أفكاري كافة، ودراسة كل شيء من البداية مع التشديد على ما يحدث داخل إيران نفسها». وتابع: «إنني عازم على منع إيران ليس فقط من الانطلاق نحو القنبلة، وإنما من الوصول إلى وضع تتمكن فيه من انطلاق كهذا أيضاً. وسواء سيكون هناك اتفاق (في فيينا) أم لا، نحن نبني إستراتيجية للتعامل مع إيران. وليس سراً أننا ورثنا إرثاً صعباً جداً. فقط قادوا (نتنياهو) خطّاً، لكن لم يبنوا مثلما ينبغي من أجل تطبيق هذا الخط. وقد رُصدت مليارات الشواقل من أجل سدّ الفجوات».

في سياق آخر، تحدّث بينيت عن وضع العلاقات مع تركيا، بعدما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن لقاء مرتقب بين وبين نظيره الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ. وقال إنه «ليس لدي أوهاماً بالنسبة لتركيا. ورأيت ما حدث في فترات الأزمات في غزة. ونحن نعرف جيداً كل هذا الحراك. ومن جهة أخرى، قضية الزوجين أوكنين (اللذين اعتُقلا في تركيا)، والعناية الجيدة والسريعة من جانب الرئيس إردوغان وإنهاء الحدث، سويةً مع حاجتنا إلى النظر إلى الحيّز كله وخاصةً إيران، عدوّتنا الكبرى، تستوجب تعزيز الحوار». ولفت إلى أنه «لا أرفض لقاء رئيسنا مع إردوغان».

ومتطرّقاً إلى علاقته برئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، قال بينت إنه «عندما أدرك نتنياهو أنني لن أسمح له بجرّ إسرائيل إلى انتخابات خامسة، بدأ يهدد. وقال لي (إذا كنت أفهم جيداً ماذا ستفعل، فعليك أن تعلم أنني سأستخدم ضدك آلتي (الإعلامية) كلّها، والجيش. سأرسل إليك طائرات من بدون طيار، وسنرى». وحول الآلة الإعلامية التي «يسيطر عليها» نتنياهو، اعتبر بينيت أن الأخير يبثّ أخباراً حوله إلى حدّ أنه عرف بالأمس فقط أن والدته (والدة بينيت) كاثوليكية. في إشارة إلى أنّ ماكنة نتنياهو الدعائية تحاول التصويب والاستثمار في المسائل الخلافية الدينية التي يُعنى بها مؤيّدو «يمينا» الذي يقوده بينيت.

وأوضح بينيت أن نتنياهو «تحدّث عن جيش إعلامي، المجموعات (في وسائل التواصل)، وأنصاره في الإذاعة والتلفزيون والشبكات الاجتماعية». ورأى أن «انتخابات خامسة كانت ستُدخلنا إلى دوامة رهيبة. وأنا أعي جيداً أننا في الاستعراض الثالث لدولة يهودية في البلاد (بعد دولة الحشمونائيم والمكابيين اللتان انتهتا قبيل نهاية عقدهما الثامن). وفي المرّتين السابقتين التي صمدتا فيها الدولة أو المملكة هنا بصورة موحّدة وسيادية، لم تتجاوزا الثمانين عاماً أبداً. ونحن في عقدنا الثامن الآن. وأعلم أن هذا يبدو كلاماً كبيراً، لكنني أعتقد أننا أنقذنا الدولة». في إشارة إلى أنه استطاع تشكيل الحكومة ومنع إسرائيل من الذهاب إلى انتخابات كنيست خامسة في أقل من عامين، وما قد ينتج عن ذلك من فراغ سياسي وأزمات داخلية.