الرئيسية / آخر الأخبار / السعادة الزوجية… اليكم بعض أسرارها

السعادة الزوجية… اليكم بعض أسرارها

مجلة وفاء wafaamagazine

توجّه الزوجان أليسيا وجوناثان -وهما في الثلاثينيات من عمرهما- عام 2019 إلى عيادة المحللة النفسية سيسيليا كومو، ولم يكونا يبحثان عن إصلاح علاقة تضررت بسبب الخيانة الزوجية مثلا، ولا عن استعادة علاقة منتهية، وإنما كانا يأملان في الحصول على مفاتيح السعادة الزوجية المثالية.


هذا الطلب ألهم سيسيليا كومو لتأليف كتابها “لا وجود للزواج المثالي” والذي صدر في 26 يناير/كانون الثاني الجاري. وفي هذا الكتاب، تعمل المحللة النفسية على تفكيك أسطورة العلاقة المثالية التي تروج لها الأفلام أو الروايات أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي، فهي ترى أنه “لا توجد تعليمات معينة يمكن اتباعها”، وتدعو بدلا من ذلك إلى أن نحب أنفسنا ونتقبل عيوبنا.

وكانت المحللة النفسية المختصة في العلاج الزوجي والطب الجنسي، سلطت الضوء في كتابها الأول على الأسرار التي ترتكز عليها العلاقة المثالية بين الزوجين.

وفي تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” (lefigaro) الفرنسية، نقلت الكاتبة كلوي فريدمان مقابلة مع سيسيليا كومو تحدثت فيها عن تجربتها في هذا المجال، وخاصة المشاكل التي تواجه العلاقات الزوجية.

كيف تبدو صورة الزواج المثالي في خيال من يأتون لاستشارتك؟
توضح كومو أن “الزوجين المثاليين” هما ثنائي يتواصل جيدا، ويفهمان بعضهما بعضا دون الحاجة إلى الكلام.

وتضيف أن من يأتون لاستشارتها يعتقدون أيضا أنه يجب على الزوجين التعايش بأي ثمن، وأن الشريك المثالي يجب أن يلبي جميع احتياجاتنا. ولتحقيق ذلك، يقرر البعض تعزيز التواصل أحيانا أكثر من اللازم، بينما يختار البعض الآخر أن يكونوا متآلفين مع أزواجهم وألا يخفوا أي شيء عن بعضهم وأن يصبحوا أفضل أصدقاء.

أقوى الزيجات تقوم على أربع أركان أساسياتالأزواج مقتنعون بأن جرح بعضهم بالكلام علامة على الفشل لذا تجدهم يحرصون على انتقاء كلماتهم (شترستوك)

السعي إلى الكمال يمكن أن يضر بالعلاقة. ما معنى ذلك؟
تنبه كومو إلى أن السعي إلى أن يكون كل شيء مثاليا يجعل الزوجين أكثر ميلا للتعنت. وعندما يكون لكل طرف توقعاته، فإن ذلك يزيد احتمال التعرض لخيبة أمل، ومن خيبة أمل إلى أخرى، ينشأ نوع من الاستياء وتتضرر العلاقة بين الزوجين.

وتشير المختصة إلى أننا “أحيانا نتشبث بفكرة الكمال، حتى لو كان ذلك يعني التعاسة”.

يبدأ هذا البحث عن الكمال منذ اللقاء الأول. كيف يتجلى هذا؟
ad

نقلت الخبيرة النفسية أن إحدى مريضاتها قابلت رجلا عظيما، ولكنها وجدت اللقاء الأول بينهما مخيبا للآمال. وتوضح كومو أننا “في البداية، نريد جميعًا أن تتطور العلاقة بطريقة خيالية. إنه أمر طبيعي، ذلك لأن الحب لا يخلو من بعض السراب الذي لا يمكننا الهروب منه. لكن يبدو أن المرحلة الأكثر تعقيدا هي المرحلة التالية، التي تتمثل في اكتشاف نقاط الاختلاف مع الطرف الآخر”.

متطلباتنا تخضع لتصورات واعية وغير واعية. ماذا يقصد بذلك؟
تؤكد المحللة النفسية أن هذه “التصورات” راسخة في أذهاننا من خلال تاريخنا الشخصي، وتغذيها البيئة الثقافية والاجتماعية التي نعيش فيها، والأشخاص الذين عرفناهم والكتب التي قرأناها والأفلام التي شاهدناها.

السعي لتحقيق الكمال موجود حتى على المستوى الفردي، حيث نريد أن نكون الشخص المثالي للشريك. ما عواقب ذلك على العلاقة؟
تقول كومو إنه خلال مرحلة التعارف (الخطوبة) يحاول كل طرف إظهار أفضل ما فيه، ولكن من الصعب إخفاء حقيقتنا لوقت طويل.

بمرور الوقت، نبدأ العودة لطبيعتنا والتخلي عن بعض العادات الأولية التي أظهرناها في بداية اللقاء، وهو ما يمكن أن يربك الشريك ويؤثر على العلاقة. قد يجعل ذلك الطرف الآخر يظن أن العلاقة لم تعد قابلة للاستمرار، في حين أن الحقيقة هي أن البداية كانت مثالية للغاية.

في بداية العلاقة، يكون لدينا رؤية مثالية للشريك حتى لو كان ذلك يعني أحيانا إخفاء حقيقة أنه لن يكون مناسبا لنا على المدى الطويل. كيف يمكن لأوهامنا أن تكون بهذه القوة؟
تشير كومو إلى أن الأشخاص في بداية العلاقة يكونون تحت تأثير طبيعتهم البيولوجية، حيث يبتعدون عن الواقع خلال استمتاعهم بمشاعر الحب، وخلال هذه المرحلة يقل نشط جزء الدماغ الذي يعالج المعلومات المنطقية نتيجة تأثير الهرمونات. يجب أن ننخدع إذا أردنا أن ندخل في علاقة ونؤسس عائلة.

 

“التحدث كثيرا لا يعني أننا نتواصل بشكل جيد”، ما المقصود بذلك؟
بحسب المختصة النفسية سيسيليا كومو، غالبا ما نضع ما يشبه المرشحات عندما نتواصل مع شريك حياتنا. التحدث أمر مهم، لكن لا يزال عليك القيام بذلك دون إخفاء جوهر أفكارك.

ولكن بما أن الأزواج مقتنعون بأن جرح بعضهم بالكلام علامة على الفشل، تجدهم يحرصون على انتقاء كلماتهم. من غير المجدي التحدث دائما عن كل شيء، لذلك لا بد من التركيز على الأساسيات. قد يعرف بعض الأزواج بعضهم جيدا، لكن أحيانا من الأفضل كتم بعض الأمور.

هل الخلافات ضرورية في علاقات الأزواج؟ وما الدور الذي تلعبه على وجه التحديد؟
تقول كومو إن “الخلافات تسمح لك بإعادة تحديد مكانك وموقفك في العلاقة الزوجية. وما يهمني ليس مدى صحة ما يتفوه به الطرفان وإنما مشاعرهما الحقيقية.

عندما نشعر بأن الطرف الآخر لا يرانا ولا يسمعنا ولا يعترف بنا، هناك حلان: إما أن نصمت ونترك العلاقة تنهار، أو نضع حدودًا. من المهم جدا الإشارة إلى ما لا يمكن التسامح معه، حتى لو كان أمرا شخصيا للغاية. إما أن نتدخل في وقت مبكر، أو ننفجر جراء فقدان القدرة على التحمل أكثر”.

“الزوجان المثاليان هما من يتقبل كل منهما عيوب الآخر”، كيف ذلك؟
تؤكد كومو أن علينا تقبل حقيقة أن الزوجين شخصان غير مثاليين بالضرورة. ربما يتجادلان كثيرا، ولا يتقنان فن الحوار، لكن هذا لن يمنعهما من فهم بعضهما بعضا.

وتضيف أن ما يدفع الأزواج إلى السعي إلى الكمال هو رفض الفشل، لكنها تعتقد أن الأزواج الأكثر ثباتا هم الذين يدركون عيوب الآخر وعيوبهم.

وترى المحللة النفسية أن العلاقة المثالية بين الزوجين تقوم على 4 ركائز، هي:

الاعتراف بالاختلاف.
التفاهم.
المعاملة بالمثل.
الامتنان.