مجلة وفاء wafaamagazine
استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى سفير جمهورية مصر العربية في لبنان الدكتور ياسر علوي. وتم التداول في الشؤون اللبنانية وأوضاع المنطقة.
كما استقبل المفتي دريان رئيس البعثة الديبلوماسية لجمهورية كازاخستان في لبنان يرجان كاليكينوف الذي سلمع درعا تذكارية عربون محبة وتقدير. وتم البحث في تعزيز التعاون بين البلدين.
هذا والتقى مفتي الجمهورية النائب عاصم عراجي وعرض معه الأوضاع العامة في لبنان.
والتقى دريان أيضاً رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، يرافقه النائب التنفيذي لرئيس الهيئة الإدارية في الحزب المهندس ابراهيم زيدان والسفير السابق الدكتور بسام نعماني والمدير العام لمؤسسة مخزومي سامر الصفح. وتم في خلال اللقاء عرض لشؤون الدار والأوضاع العامة في البلاد.
بعد اللقاء قال النائب مخزومي: “لقاؤنا مع سماحته كان للبحث في 3 محاور أساسية. المحور الأول هو المبادرة الكويتية التي تمثل مجلس التعاون الخليجي وهي استكمال لمواقف ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان الذي طلب بألا يكون لبنان تحت سيطرة “حزب الله” وإجراء الإصلاحات وألا يكون لبنان منصة للهجوم الإعلامي أو الأمني أو لتهريب المخدرات”.
أضاف: لسوء الحظ، لا أعتقد أن الرؤساء الثلاثة قادرون على الخروج بموقف يتوافق مع هذه التطلعات والبرهان هو عدم طرح الورقة الكويتية على مجلس الوزراء وإرسال وزير الخارجية اللبناني لتدوير الزوايا كالعادة”.
ولفت إلى “أن المبادرة ملف أساسي وكان يجب أن تجتمع الحكومة لدراستها”.
وقال: “المحور الثاني الذي تطرقنا إليه هو الملف المعيشي للبنانيين عموما وأهل بيروت بخاصة”.
وأعلن انه “سيقف ضد الموازنة المطروحة”، معتبرا انها “تستكمل سحب ما تبقى من أموال اللبنانيين”. واستغرب: كيف يمكن بعد أن خسر أهلنا مليارات الدولارات في المصارف، تحميلهم أيضا عبء 55 في المائة من خسائر هذه المصارف”، لافتا إلى “أن معظم القوى السياسية شركاء للمصارف ويعملون على حمايتها”.
وأشار إلى أن المحور الثالث والأخير الذي بحثه مع سماحته هو الهجمة الإعلامية على بيروت والسنة بخاصة”، لافتا إلى “أن حزب الله يقف خلف هذه الحملة”. وقال: ان “حزب الله” الذي يمتلك 71 نائبا في المجلس، يخاف اليوم من الإنتخابات النيابية لأن من المرجح أن يخسر عددا كبيرا من النواب وأن ينزل عددهم إلى ما دون الستين نائبا. وبهذا يفقد الحزب القدرة على فرض من يريد في المواقع الأساسية أو التحكم بملف الإصلاحات التي لا يريد أن تتم”.
وقال “إن من أصل 15 دائرة إنتخابية، لدى حزب الله قوة ناخبة لا تتجاوز 18 في المائة في بيروت وعلى الرغم من ذلك يريد أن ينزل لائحة باسمه ضد أهل بيروت”.
ad
وتوجه إلى أهل بيروت بالسؤال: هل تريدون أن يضع حزب الله يده على بيروت؟ إذا كان هذا ما تريدونه لا تشاركوا في الانتخابات وأكثروا من عدد اللوائح حتى يفوز حزب الله”.
أضاف: “هذه معركة خيارات اهل بيروت: أو مع حزب الله أو ضده”، لافتا إلى “أن الخيار الأول هو فوز حزب الله الذي سيتمكن من أن يبرر للمجتمع الدولي بأنه يمتلك كتلة سنّية وبالتالي هو يمثل كل لبنان، أو أن تسترجع بيروت القرار. وتمنى على كل الأشخاص الذين يدخلون هذه اللعبة المدروسة من قبل حزب الله أن يسعوا لتخرج بيروت من براثن هذا الحزب وأن يرفضوا الميليشيا غير الشرعية”، معتبرا” أن هذا يجب أن يكون الأساس لأي مشروع سياسي في المستقبل لكي نرجع بيروت إلى أهلها وليبقى حزب الله خارج العاصمة”.
وردا على سؤال عن عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشح للانتخابات النيابية، قال مخزومي إنه “يحترم رأي الأخير”، معتبرا “أن هذا قرار خاص”، مضيفا أنه “يحترم ايضا قرار الرئيس تمام سلام الذي اعتبر أن الناس قالت “كلن يعني كلن”.
أضاف مخزومي: “إثر ثورة تشرين 2019 عندما استقال الرئيس سعد الحريري كان هذا تلبية لمطالب الشعب وهذا ما يقوم به اليوم أيضا الرئيس سلام. أحترم هذا القرار وأتمنى على كل من تبقى من هذه الطبقة الفاسدة من رئيس الجمهورية إلى رئيس المجلس والنائب وليد جنبلاط وغيرهم وكل من شارك في دمارنا أن يتعلموا من خطوة الحريري وينسحبوا من الحياة السياسية”.
ad
وعما اذا سيكون لانسحاب الحريري أثر إيجابي على النواب المستقلين في الانتخابات النيابية المقبلة، قال مخزومي: “للرئيس الحريري حيثيته وهو تمنى على نواب تياره عدم الترشح، ولمعرفة حجم القرار يجب أن ننتظر الانتخابات واستطلاعات الرأي”.
وختم مخزومي: “كنا نتمنى أن يكمل الحريري المعركة الانتخابية لأن له وجوده وكيانه داخل بيروت”.
الى ذلك، استقبل المفتي دريان وفدا من مخاتير بيروت برئاسة المختار مصباح عيدو، وتم البحث في الشؤون البيروتية والأوضاع الاجتماعية والمعيشية وضرورة اجراء لانتخابات النيابية في موعدها.
كما استقبل المفتي دريان وفدا من الهيئتين الإدارية والاستشارية لجمعية متخرجي المقاصد الإسلامية في بيروت، برئاسة مازن شربجي الذي قال بعد اللقاء: “جئنا اليوم إلى دار الفتوى لسماع رأي صاحب السماحة والتزود بتوجيهاته. هذه التوجيهات التي كنا وما زلنا نثق بها وبحكمتها ودورها الوطني الجامع والحريص على ثوابت اللبنانيين. هذه الدار التي طالما ارتبطنا معنويا وروحيا بها على مر الزمن، نعيد تأكيدنا اليوم على الارتباط الوثيق للمقاصديين بها وبسيدها سماحة المفتي، وانطلاقا من ثوابتنا الوطنية ومن تحت قبة هذه الدار نؤكد الآتي:
ad
أولا: تمسكنا الكامل بهوية لبنان العربية، ورفضنا كل ما يسيء لهذه الهوية، ووقوفنا في وجه أي محاولة لسلخه عن محيطه العربي أو تغيير هويته المصانة بالدستور وباتفاق الطائف والتاريخ والجغرافيا، ومواثيق جامعة الدول العربية.
ثانيا: حرصنا الثابت على ضرورة نسج أفضل العلاقات مع الدول العربية، ونخص بالذكر دول مجلس التعاون الخليجي وبخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. ونكرر إدانتنا التامة لكل إساءة كانت بالفعل أو بالقول أو بالتعدي على سيادتهما وشعبهما.
ثالثا: ندعو كل الأطراف إلى احترام أسس العلاقات التاريخية مع دول الخليج العربي، والابتعاد عن كل ما يسيء لها وتحديدا الانخراط في صراع المحاور الذي لا يجر على بلدنا إلا الخراب.
رابعا: نؤكد تمسكنا بالدستور والمؤسسات واتفاق الطائف بنصوصه كاملة من دون تجزئة أو تعديل أو تغيير قليلا كان أو كثيرا. كما نحذر من تداعي الانعكاسات السلبية التي ترتد سلبا على التوازنات القائمة في البلاد.
ومن هذه الدار العزيزة الغالية، نطالب كل المعنيين الموجودين في مواقع المسؤولية الحفاظ على حقوق المواطنين بألا يفقدوا أو يخسروا قيمة ودائعهم في المصارف، حتى صرنا نرى غرائب الدهر في قطاعنا المصرفي مع “ندرة العملة الوطنية” في بعض المصارف مؤخرا.
ad
خامسا: نؤكد ضرورة إبعاد خطابات الشحن الطائفي والسياسي مع اقتراب موعد الانتخابات، فنحن نؤمن بأن للطائفة السنية دائما وفي كل الظروف والأحوال دورا مركزيا وأساسيا كبيرا في تحقيق التوازن الداخلي والوحدة الوطنية.
كما نرفع الصوت عاليا للمعنيين لانقاذ القطاع التربوي، لما لذلك من أثر سلبي كارثي على المدى القريب والبعيد. ونقترح أن تنشئ الدولة آلية للمساهمة في الأقساط التعليمية المدرسية والجامعية لغالبية اللبنانيين الذين باتوا يعجزون عن تحملها.
وكذلك الأمر بالنسبة الى القطاع الصحي، ونغتنم الفرصة لتأكيد ادانتنا ألاعتداء الآثم الذي تعرض له مستشفى المقاصد الإسلامية، ونكرر الدعوة الى حماية طاقمها الطبي والتمريضي والإداري.
ونوجه التحية الخالصة للمؤسسة العسكرية وقيادتها وكافة الأجهزة الأمنية من دون استثناء لما تقوم به من مهام صعبة في ظل الأوضاع الاستثنائية والدقيقة. ونخص بالذكر قوى الأمن الداخلي ومديرها العام اللواء عماد عثمان، ولشعبة المعلومات فيها وقائدها العميد خالد حمود على الإنجاز بتوقيف شبكة التجسس الإسرائيلية مؤخرا. وهذا يدل على أن الأمل في الحفاظ على المؤسسات في ظل الوضع المزري لا يزال قائما ويؤكد رهاننا على الدولة ومُؤسساتها”.