مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت الديار :
مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، تتسارع الاحدات وتختلط الاوراق والتحالفات، وتتبلور الصورة اكثر فأكثر .
تتحضر محافظة بعلبك – الهرمل كدائرة انتخابية موحدة لمعركة تختلف عن استحقاق السادس من ايار ٢٠١٨، وتتبدل التحالفات في ظل غياب وجوه، وبروز تيارات ومسميات وفق وتوجهات مستقبلية، الهدف منها حجز بعض المقاعد ضمن اللعبة السياسية. وتتجهز بعض القوى بمسمياتها الجديدة والمتنوعة، لخوض معركة انتخابية شبيهة بمعركة نقابة المعلمين الثانويين الأخيرة، وسط اجواء من التشرزم والتشتت لخوض المعركة بأكثر من لائحة، نتيجة عدم التوافق فيما بين هذه القوى.
محافظة بعلبك – الهرمل، المحافظة البقاعية الثانية، وانطلاقا من أرضية الحفاظ على تنوعها السياسي افرزت عشرات المرشحين من مناهل ومشارب سياسية متنوعة. وتتحضر انطلاقا من عدد ناخبيها الـ٣٤٠٠٠٠ ناخب منهم ٢٥٠٠٠٠ شيعي و٥٠٠٠٠ سني و٤٠٠٠٠ مسيحي، لانتخاب عشرة نواب موزعين على الشكل التالي:٦ شيعة، سنيان اثنين، ماروني واحد وكاثوليكي واحد.
اما كيف تبدو صورة المشهد؟ يرسم حزب الله مع حليفته “حركة امل” صورة المشهد الانتخابي انطلاقا من كونهما الناخبين الاقوى على ساحة المحافظة، انطلاقا من بيئتهما ذات الاغلبية للناخب الشيعي بالتحالف مع “جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية” و”البعث” و”السوري القومي الاجتماعي” برسم صورة قديمة جديدة تفرض نفسها مع تغيير بسيط بعناوين المعركة.
فحزب الله يعمل على استبعاد بعض من اسماء نوابه الأربعة الحاليين من داخل التنظيم، مع سعيه لترشيح وجوه جديدة بالتحالف مع “حركة امل” التي سمّت النائب غازي زعيتر بمباركة من الرئيس نبيه بري، الذي اعطى توجيهاته للتصويت لزعيتر في اجتماع لكوادر الحركة عقد في عين التينة في الأسبوع الاخير من كانون اول الماضي، حيت أبلغهم بالاقتراع لمرشح الحركة.
اما الشيعي السادس فهو حليف القوى الوطنية النائب الحالي اللواء جميل السيد الذي نال أعلى نسبة بما يفوق حاصلين انتخابيين بعدد من الأصوات ٣٣٢٢٣ صوتاً.
اما الجديد وخلافاً لتحالفات ٢٠١٨، هناك مبادرات تؤكد على التحالف بين التيار الوطني الحر ولائحة حزب الله “امل” والاحزاب، بضم مرشح التيار الكاثوليكي المهندس روني نصرالله.
اما المرشح الماروني على اللائحة فهو لم يحسم بعد.
اما السنيان، هناك سعي من حزب الله للتحالف مع شخصية وازنة من بلدة عرسال يحظى باجتماع الناخب السني من أجل كسب أصوات عرسال حيث الثقل السني.
اما اكتمال العقد السني، فهو سني “مشاريعي” بعلبكي تسميه “جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية” التي سمّت في انتخابات ٢٠١٨ مرشحها يونس الرفاعي، عضو مجلس بلدية بعلبك الحالي. وبكل الأحوال تعود التسمية في انتخابات ايار المقبل الى “جمعية المشاريع”، الحليف الاساسي لحزب الله في جميع الاستحقاقات السابقة على صعيد الاستحقاقات النيابية والبلدية.
حزب الله إلذي يمسك بأوراق اللعبة، بإمكانه قطع الطريق على اي مرشح من اللائحة الثانية بتحديد اسم الفائز منها، في حال حصلت اللائحة على حاصل او حاصلين، ويمكن التحكم بوصول نائب او نائبين من اللائحة الثانية، مع اشارات تهدف بقطع الطريق على حبشي.
اما المعارضة، فهي تتحضر بكل جهوزيتها وثقلها للاستحقاق المرتقب، باطلاق ماكيناتها الانتخابية وتسمية وتوزيع مندوبيها على الأقلام والصناديق، وفق لوائح اسمية شبابية معارضة مستفيدة من غياب الرئيس الحريري عن العمل السياسي، وعزوفه عن خوض المعركة الانتخابية باسم “تيار المستقبل” كما أبلغ انصاره، مما يفسح المجال امام شقيقه بهاء للاستثمار في الساحة السنية، بالتواصل مع مرشحين شيعة من أجل تشكيل لائحة معارضة، تكون نواتها مع ستة من المرشحين الشيعة، يتوزعون على مناطق بعلبك وقرى شرقي وغربي بعلبك والهرمل وبريتال.
المعارضة الشيعية تسعى من أجل تفعيل دورها في الوسط السني بهدف رفع الحاصل الانتخابي لوصول اكثر من مرشح.
اما “حركة سوا” المستفيد الاول من الفراغ في الشارع السني والتي أطلقت تحركاتها بوقت مبكر بالتواصل مع مرشحين معارضين شيعة، فهي تسعى للاستفادة من استبعاد وعزوف الرئيس سعد الحريري لاستقطاب ما أمكن من بيئته، مستفيدة من حالة الفراغ، وهي في حالة ارباك اشبه ما تكون بتحرك “مكانك راوح”، خطوة الى الإمام مقابل خطوة الى الوراء، حتى تتظهر الصورة النهائية لبعض المواقف بحيث يبنى على الشئ مقتضاه، وفق اشارات وتحركات تقوم بها على الساحة الشيعية وفق خطط بالتعاون مع شخصيات وازنة لم تحسم خياراتها بعد لجهة رسم التحالفات
ومع هذا المخاض، شهدت محافظة بعلبك – الهرمل السبت الماضي ولادة “ائتلاف قوى التغيير” في بعلبك – الهرمل والذي يضم ١٥ تيار وجمعية وتنظيم وحركة في سعي منها لتوحيد الجهود والقوى من أجل خوض معركة معارضة بعيدة عن “القوات اللبنانية” و”سوا” انطلاقا من روحية ١٧ تشرين..
وصورة انتخابات نقابة المعلمين الثانويين مازالت غير بعيدة، وقد تأجلت ثلاث مرات، حيث تمكنت فيها قوى السلطة والاحزاب من الاطاحة بلائحتي المعارضة. فهل تنسحب الانتخابات النيابية المقبلة على انتخابات المعلمين الثانويين؟