مجلة وفاء wafaamagazine
يقضي الآباء على أجهزتهم الذكية تقريباً نفس الوقت الذي يقضيه أطفالهم بدورهم على أجهزتهم، وهو ما لا يقل عن ثلاث ساعات كل يوم.
كشفت دراسة استطلاعية عالمية جديدة قامت بها كاسبرسكي عن أهمية اتّباع العادات الرقمية السليمة في الأسرة وتأثير سلوك الوالدين في أطفالهم وبالعكس. وأكدت أن الأطفال دائمًا يراقبون ما يفعله آباؤهم ويقلدونهم فيه، والحال نفسه عندما يتعلق الأمر بعاداتهم الرقمية. فإذا رأى الأطفال أن والديهم يستخدمون أجهزتهم باستمرار، فسوف يعتبرون هذا السلوك أساسيًا ويقضون الكثير من الوقت على الإنترنت.
إلمام الأهل
بالرغم من صعوبة أن يكون المرء أحياناً نموذجاً يحتذى به، فإن على الآباء أن يكونوا ملمّين بتأثير سلوكياتهم في سلوكيات أطفالهم، وأن يحاولوا أن يكونوا مثالاً يحتذى به عندما يتعلق الأمر بالقواعد المتعلقة بوقت الشاشة. وتظهر النتائج أن الأطفال يتكيّفون بنشاط مع طريقة استخدامهم للأجهزة بناءً على طريقة استخدام والديهم لها. فعلى سبيل المثال، عندما يقضي 80 % من الآباء أقلّ من ساعتين يومياً على الأجهزة، فإن أطفالهم يفعلون ذلك أيضاً. لكن إذا استخدم الآباء أجهزتهم أكثر من ساعتين في اليوم، فيرجّح أن يفعل الأطفال الشيء نفسه، إلا في 19 % فقط من الحالات. بمعنى آخر كلما زاد عدد الساعات التي يقضيها الآباء في استخدام أجهزتهم، زاد عدد الساعات التي يرجح أن يقضيها الأطفال بدورهم على أجهزتهم.
التصرف بوعي
من المهم تحقيق توازن أفضل بين وقت الشاشة والأوقات التي يجب أن يقضيها الأطفال في أنشطة أخرى. فالأطفال يستفيدون بالتفاعل الملموس مع العالم الواقعي أكثر من استفادتهم من المعلومات الرقمية، خاصة الذين تقل سنّهم عن 12 عاماً. لذلك يجب أن يحرص الآباء على استخدام الأدوات التقنية المتاحة التي يمكن أن تساعدهم على تحسين الحياة الرقمية لأطفالهم، وضمان أن يكون وقتهم أمام الشاشة آمناً ومتوازناً. كما أن حرصهم على جعل أنفسهم قدوة في هذا الجانب أمر مهم للغاية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن كثيرا من الآباء مقتنعون بأنه يكفي تنظيم وقت استخدام أطفالهم للأجهزة والتحكم في نوع المحتوى الذي يمكنهم الوصول إليه حتى تكون الأمور على ما يرام. ولكن على الآباء أولاً الحرص على تقليل استخدامهم لأجهزتهم هم لكي يقتدي بهم أطفالهم بدل التفكير في معاقبة الأطفال لإلزامهم بالسلوكيات المرجوّة.