مجلة وفاء wafaamagazine
بعد مسيرة استثنائية في الملاعب الإنكليزية كلاعبين، عاد ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد مرة أخرى إلى إنكلترا من بوابة التدريب. إمكانات واعدة يقدمها المدربان الشابان رفقة أستون فيلا وإيفرتون، تُبشّر بمنافسة محتدمة جديدة. هذه المرة من على خط التماس
عندما يتمّ ذكر فرانك لامبارد، يحضر ستيفن جيرارد مباشرة، والعكس صحيح. تقاطعت الحياة المهنية للاعبان الإنكليزيان لفترة طويلة، بدءاً بالمقارنة الجماهرية بينهما، مروراً بالتنافس على المركز الأساسي في المنتخب الإنكليزي وصولاً إلى الاعتزال في الدوري الأميركي لكرة القدم في نفس الموسم. تدرّج الإنكليزيان بعدها في عالم التدريب قبل أن يحطّا رحالهما هذا الموسم في أندية منتصف الجدول من «البريمرليغ».
كان جيرارد مدرّباً للشباب في ليفربول، ثم أمضى ثلاث سنوات ونصف ناجحة رفقة فريق غلاسكو رينجرز الإسكتلندي إلى أن حصل هذا الموسم على مركز المدرب في أستون فيلا. ظهر الفريق بصورةٍ مختلفة منذ مجيء المدرب ستيفن جيرارد إلى داخل أسوار ملعب «فيلا بارك»، حيث يقدّم أداءً ممتازاً. الإدارة تدعم مدربها الشاب، والدليل على ذلك مجيء البرازيلي فيليبي كوتينيو وسط ترقّب للتوقيع مع الأوروغواياني المخضرم لويس سواريز في سوق الانتقالات الصيفي المقبل. هدف جيرارد الآن هو إنهاء الموسم ضمن المراكز العشرة الأوَل، خاصةً بعد الخروج من كأس الاتحاد الإنكليزي.
شكل النجمان السابقان ركيزة أساسية في المنتخب الإنكليزي لسنوات (أرشيف)
سيتيح باقي الموسم لإدارة النادي تقييم أداء جيرارد والعمل على أهداف الانتقالات لفترة الصيف. الفريق في صدد إعادة الهيكلة من أجل المنافسة على المقاعد الأوروبية مطلع الموسم المقبل. وفي ظل أداء أستون فيلا اللافت، قد تشكّل المحطة الحالية نقطة انطلاق ممتازة لجيرارد نحو العودة إلى آنفيلد بحسب الشائع في الوسط الرياضي، إذ ينتهي عقد مدرب ليفربول يورغن كلوب في عام 2024.
أما بالنسبة إلى لامبارد، فقد شكّل فريق ديربي كاونتي وجهة انطلاقه لعالم التدريب. انتقل بعدها إلى تشيلسي خلفاً للمدرب ماوريتسيو ساري في 2019 ومكّن الفريق من إنهاء الموسم في المركز الرابع دون إبرام أي صفقة. يُحسب للامبارد اعتماده على أبناء أكاديميّة تشيلسي، لكن سوء النتائج في موسمه الثاني مع «البلوز» (2021) حال دون استمراره، خاصةً بعد الصفقات الكبيرة التي أبرمها الفريق حينها. أمرٌ لا ينفي تأثير لامبارد الكبير على فريق تشيلسي الحالي بقيادة الألماني توماس توخيل، إذ لا ينكر هذا الأخير فضل لامبارد في بناء أُسس الفريق الحالي لتشيلسي دون إغفال أثره في تحقيق دوري أبطال أوروبا للنسخة الماضية.
كان واضحاً بأنّ مهمة تشيلسي جاءت في وقت مبكر جداً بالنسبة للامبارد، حيث فشل في التعامل مع الضغوط الكبيرة لإدارة الفريق اللندني. الآن جاءت الفرصة. إيفرتون هو الاختبار الحقيقي لفرانك كي يظهر إمكاناته ويقدم أوراق اعتماده.
يحظى المدرّبان الشابّان باهتمام الوسط الرياضي في ظل ندرة نجاح المدربين الإنكليز
يعتمد لامبارد على تشكيلة 4-3-3، وهو يركز من الناحية التكتيكية على الاستحواذ. وبحسب موقع «Squawka» المختص بالإحصاءات، بلغ متوسط استحواذ ديربي كاونتي على الكرة تحت قيادة لامبارد 56.2٪، كخامس أعلى معدل في الدوري (تشامبيونشيب). وفي موسمه الأول رفقة تشيلسي، كان متوسط الاستحواذ أكثر من 60٪، ولم يتفوق على تلك النسبة إلا ليفربول ومانشستر سيتي.
ومنذ تعيينه على رأس العارضة الفنية لفريق إيفرتون، حقق لامبارد فوزاً كبيراً في كأس الاتحاد الإنكليزي أمام برينتفورد بنتيجة (4-1)، تبعه خسارة بثلاثية لهدف في الدوري أمام نيوكاسل ثم فوز بثلاثية نظيفة على ليدز يونايتد. تم دعم لامبارد في السوق الشتوي بأفضل طريقة ممكنة عبر جلب جميع الأسماء التي طلبها، والتي برز منها متوسطي الميدان دوني فان دي بيك وديلي آلي. هو مدرب واعد يُنتظر منه الكثير رفقة «التوفيز» وسوف يشكل الهروب من الهبوط أفضل انطلاقة ممكنة للامبارد، بانتظار استحقاقات الموسم المقبل.
يحظى المدربان الشابان باهتمام الوسط الرياضي في ظل ندرة نجاح المدربين الإنكليز، فهل يشكلان بداية حقبة جديدة؟