الخميس 28 اذار 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
بحضور حشد من الاساتذة والفنانين التشكيليين والاعلاميين والمهتمين حاضرت التشكيلية مجد رمضان مساء امس الاربعاء في الجامعة الأميركية في بيروت عن “الرسام وتجليات الهوية الفنية”، وقالت: “ان ترسم الحمام فأنت رسام واقعي ،أما ان ترسم الهديل فأنت رسام تجريدي، أن ترسم الحمام والهديل والحب والخيال، فأنت كمن يمزج ارواحا متعددة حيث ترتقي الحواس، فالجمال لا يرضى بغير الكمال”.
وعددت رمضان أنواع الفنون ومدارسها وقدمت نماذج بريشتها وأشارت إلى أن “الفن التشكيلي، هو كل ما هو من الواقع ويتم صياغته بطريقة جديدة، اي يشكل تشكيلا جديدا، معتقدات وفلسفة ونقد، أي الحرية بكامل معناها، والفن التشكيلي هو اللغة غير المنطوقة،والفنان التشكيلي هو الفنان الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال من خلال رؤيته ورموزه الخاصة. لذا تعددت المعالجات فكان لا بد من وضع أطر لهذه الإنتاجات من خلال تعريفها بمدارس الفن التشكيلي”.
وتحدثت رمضان في البدء عن المدرسة الواقعية (realism) حيث ينقل الفنان الواقع من الحياة العادية مستعينا بتقنية الأسلوب والمهارة بتوزيع الضوء – مثلا هو: لا يستطيع ان يرسم ملاكا هو لم يره.
أما التأثيرية – التعبيرية (Expressionism) فهي التي لا تتقيد بالمرئي فقط، بل تعبر عن العاطفة والقيم الروحية اذ لا يمكن الفصل بين الإحساس بالحياة وطريقة التعبير عنها.
وتطرقت الى التعبيرية الرمزية والتعبيرية الواقعية وخاصية إلقاء الضوء على شخصيات اللوحة، وهي أول ما يلفت النظر طرق تعامل الفنان مع الضوء، ذلك إنك تحس بقعة الضوء لماعة ومؤثرة وكأنها منطلقة بالتمام من مصدرها الضوئي.
اما الكلاسيكية (Classic)فهي النمط القديم باليونانية المثالية الكمال وكل الحقيقة.
ومساحة الرومانسية (Romance) تكمن في العاطفة والخيال والإلهام بعيدا من المنطق. فالحقيقة والجمال في العقل وعوالم بعيدة تمزج الماضي برؤى الحاضر.
اما التوحشية (Fauvism) فهي مبالغ بها ومن دون قيود، كتل لونية متجانسة لا قيم لونية تحكمها ولا ظل ولا نور، الوانها صارخة… ونتحدث هنا عن جمال الجمال وجمال القبح. انه القبح الجميل حين تعجز التفاصيل عن شرحه!
وتقوم التكعيبية (Cubism) بتحويل الأشكال المألوفة وإعادة رسمها متبلورة بخطوط منحنية وأسطوانية ليظهر شكلا مستقرا مرئيا فنيا.
أما التجريدية (Abstract) فعبرت عنها رمضان بأنها إختزال الشكل وتشكيل الفكرة… أي الحقيقة بلوحة الوهم.
وتأتي الإنطباعية (Impressionism)لتكون نقلا من الطبيعة وصولا الى نقل إنطباع الرسام عن المنظر بعيدا من الدقة والتفاصيل. إنها انطباعية الفنان عما يشعر به من خلال المنظر واستبداع الطبيعة من الخيال، كما عبرت.
اما الرمزية (Symbolism)فهي ترميز الأشياء من خلال اللون .
وقالت عن السوريالية (Surrealism) انها فوق الواقع من الفن الحديث وما هو غريب ومتناقض وخيالي، كلوحة يتحكم بها مصنع الاوهام… أحلام تلقائية غير تقليدية، معقدة إنفعالية لإظهار الحال النفسية ودمج الواقع بما يتصوره الخيال.
اما المستقبلية (Futurism)فهي التعبير عن الحركة والضوء بسرعة الزمن والمستقبل. فبعض الرسامين اكتفوا بسرعة الضوء والخطوط…
وتعنى الدادائية (Dadaism) بإعادة التدوير، وما يسمى الكولاج وبقايا أشياء (الخشب، الورق، الرمل…) كما وتقدم شكلا ولونا ونسيجا…
أما Landscape فهي مناظر طبيعية من ما هو مرئي لمساحة من الارض وما عليها من شجر او حجر او بشر حيث يمكن للرسام اضافة احساسة بالمناخ والمحيط، كما ويمكن مزج أكثر من مدرسة فنية.
وذكرت الفنانة رمضان أن “معظم الرسامين يبدأون برسم الواقع وينتهون بالتجريد والترميز لعدم السيطرة على عوامل الزمن وثبات اليد”.
ثم عرضت رمضان عددا من لوحاتها، متحدثة عما “يسمى الحدس وهو الإدراك ما فوق الحسي عن طريق الإلهام والبصيرة، كالرؤية المستقبلية للإمور أو التنبؤ”.
واشارت الى ان “الواقعية هي الاساس في الفنون التشكيلية، ومن لا يجيد هذا الاتجاه في الرسم فتجربته منقوصة، وتصنيفه كفنان تشكيلي مثير للجدل، ذلك لانه لا يعرف ألف باء التشكيل الحقيقي المرتكز جملة وتفصيلا على الواقعية والتشريح”.
ورأت في مجال آخر أن “المواضيع التي تحملها اللوحات والتخطيطات، في الغالب، تكون مستوحاة من الواقع المحيط بالفنان الذي يمتزج مع فكرة منشأ الصراع بين الألم والأمل، انه فن الأساطير”.
واعتبرت رمضان أن “الموهبة لا تدرس ولكنها تصقل بالتعليم، فكانت دائما شخوصي في المقدمة ومشاعرهم في الخلفية، ولقد تأثرت كتيرا بالإعمال الكنسية لأنها في ظل كل التجارب التي سبقت كانت تجربة الاعمال الكنسية حاضرة. وفي زمن فوضى الإستسهال والإستنساخ تحت شعار ما يسمى بالحداثة، لا ينفصل الفن عن جوهر الإنسان ونزاعاته في الحياة. وكان على الفن ان يحفظ كرامته، فالفنان يبدأ التخطيط بالتعبير الرمزي والموضوعي وغالبا ما يستقر عليها تكوين الفكرة”.
وأكدت رمضان أنه يجب على “الفنان “الإرتقاء بنفسه عن منطقة التداول، فلا يكون ظلا لغيره ولا مواكبا لموضة ما يثار بإسم الحداثة. فالحكم على الجمال ذاتي، يخضع لذوق المتلقي الذي بدوره يتأثر بمزاج روحه وفكره ومساحة خياله. والحداثة هنا برأيي يصنعها الفنان من خلال عنصر الدهشة لبصيرة المتلقي ومن خلال الجذور المتأصلة في رموزه وصدق شخوصه وتاريخ الهيبة في ألوانه”.
وفي الختام دار نقاش فني مع الفنانة رمضان من قبل الجمهور وتم اخذ الصور التذكارية .