الرئيسية / آخر الأخبار / وزير التربية شارك في مؤتمر التجدد الدائم وتحدث عن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي وتحديث المناهج التعليمية

وزير التربية شارك في مؤتمر التجدد الدائم وتحدث عن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي وتحديث المناهج التعليمية

مجلة وفاء wafaamagazine

نظمت جمعية ne0 Voice Foundation مؤتمر “التجدد الدائم” بعنوان: “كي نسير معا من أجل قيام دولة العدالة وطن الإنسان”، في دير سيدة البير – بقنايا، بحضور وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي، وبمشاركة كل من: مؤسسة “أديان”، “اتحاد أورا”، “كرسي كمال يوسف الحاج للفلسفة اللبنانية”، “المؤسسة اللبنانية للمواطنة”، وحزب الخضر اللبناني، وتناول المؤتمر محاور التربية والعدالة والادارة والمشرقية.

حضر المؤتمر ممثل بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل 21 ميناسيان النائب البطريركي جورج أسادوريان، نقيب المحررين جوزف القصيفي، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، رئيس اتحاد أورا الأب طوني خضرا، رئيس حزب الخضر فادي أبي علام، رئيسة عائلة “قلب يسوع” سلوى إسطفان، إلى جانب عدد من الإعلاميين والحقوقيين والأكاديميين والمفكرين.

قلايجيان
افتتح اللقاء بكلمة لرئيس جمعية one voice foundation أنطوان قلايجيان تحدث فيها عن “اهداف الجمعية، وأهمها ترسيخ هوية لبنان وحماية الحريات وحقوق الإنسان فيه، وابقاؤه نموذجا رائعا في التعايش، رغم كل ما يعصف به من صعوبات”.

ودعا اللبنانيين إلى “تجاوز الانتماء الطائفي إلى الانتماء الوطني لبناء الدولة والوطن”، مطالبا “اللبنانيين بالمشاركة في العملية الانتخابية بغية إيصال أشخاص كفوئين لإحداث التغييرات الايجابية المطلوبة”.

ونوه ب”عمل الجمعية في الشأن الاجتماعي”، لافتا إلى “تأمينها 50 ألف علبة حليب للاطفال، بالتعاون مع رابطة كاريتاس، وتسعى إلى تأمين خدمات طبية أخرى في المستقبل”.

الحلبي
وألقى وزير التربية كلمة أثنى فيها على “المؤتمر وأهدافه”، متحدثا عن “استراتيجية وطنية للتعليم العالي وتحديث المناهج التعليمية التي تتبعها الوزارة، من خلال فريق عمل من المتخصصين، بالتعاون مع المؤسسات المعنية”.

كما تناول “ورشة العمل التي أقيمت في السرايا لهذه الغاية، وجمعت أهل التربية جميعهم من دون استثناء على طاولة واحدة”، معتبرا أن “وزارة التربية ليست المسؤولة الوحيدة عن قطاع التربية، بل هي مسؤولية كل اللبنانيين، لتوفير أفضل سبل التعليم للطلاب من خلال الاعتماد على الكفاءات الإنسانية”.

طبارة
ثم انطلق المؤتمر الذي أدارته المحامية والإعلامية رولا ايليا، وكانت اول المحاضرين الدكتورة نايلة طبارة التي تحدثت عن “أسس التربية على المواطنة الفاعلة والحاضنة للتنوع، استنادا إلى خبرة مؤسسة أديان إن على صعيد المناهج والتعاون مع وزارة التربية والمركز التربوي، أو على صعيد البرامج التي تدخل في التربية النظامية أو غير النظامية أي خارج المؤسسات التربوية”.

كما أكدت “أهمية تنشئة المعلمين والمعلمات”، معتبرة أن “قبول التنوع الديني والثقافي والتعامل الايجابي مع وجهات النظر المختلفة هو أهم محاور التنشئة على المواطنة الفاعلة والحاضنة للتنوع والتحصين من أي محاولات للتلاعب على مشاعر المواطنين”.

مخيبر
وتحدث النائب السابق غسان مخيبر عن “سبل تطوير العدالة واستقلالية القضاء ونزاهته وفعاليته”، معتبرا أن “العدالة في لبنان ليست بخير، وكذلك القضاء”.

وتناول “رؤيته لاحقاق العدالة وإصلاح القضاء”، مستذكرا “صورة العدالة الرمزية المتمثلة بالمرأة التي ترمز إلى الاستقلال والحياد عن السلطات”، لافتا إلى “الحيادية التي لا تتأثر بصفة الأفرقاء المتقاضين، والنزاهة التي تمثلها أخلاقيات القاضي لئلا يلتوي ميزان العدالة”.

وعرض “للاصلاح على صعيد القضاء العدلي، المحكمة العسكرية، المجلس العدلي، مجلس شورى الدولة، ديوان المحاسبة،المجلس الدستوري، المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء، المجالس التأديبية المختلفة،القضاء الديني، والقضاء الدولي”.

رحمه
وأكد الدكتور جوزيف رحمه “الحاجة إلى الإصلاح الإداري في لبنان عبر تطوير آداء الخدمات الحكومية”، معددا “العوامل التي توجب عملية الإصلاح الإداري وكيفية تطبيقه عبر اعادة هندسة الادارات العامة في أبعادها البنيوية والاعتماد على المكننة وتكنوولوجيا المعلومات وتنمية الموارد البشرية”، مذكرا ب”العوائق الكثيرة التي تعيق مسيرة الاصلاح الاداري في لبنان”.

الجلسة الثانية
استؤنفت الجلسة الثانية مع الدكتور رمزي أبو شقرا، الذي حاضر عن “التربية على المواطنة بين التخمة في النصوص والجوع والعطش في النفوس: في سطوة المنهج الخفي وسلطانه”، متسائلا عن “فائدة مواطنية العالم إن لم يكن الانسان مواطنا في بلده”.

وقال: “إن من ينظر إلى المشهد المواطني في لبنان اليوم يدرك الأخطار المحدقة ببلدنا، ويتلمس صعوبة المرحلة ودقتها”.

وأشار إلى أن “الأهداف التربوية من معارف ومهارات وقيم أشبه ما تكون في التعليم المدرسي بالهرم المقلوب الذي لا يمكنه أن يستقر”، وقال: “إن التربية على المواطنة تبدأ ميدانيا بتحدي الجغرافيا التي تراكمت في الأذهان، بدءا من اكتشاف وإعادة اكتشاف بلادنا”.

واعتبر أن “التحديات التي تواجه التربية تحتاج إلى مواجهات تتعدى المناهج الرسمية والادبيات”.

ذبيان
وألقت رئيسة مؤسسة “العميد أسعد ذبيان للتربية على ثقافة السلام” الدكتورة رولا ذبيان كلمة تناولت فيها “مصطلح العدالة الانتقالية من خلال محاور أربعة: إبراز الخاصيات التي تميزه عن العدالة القضائية التقليدية، تبيان العلاقة التي توثقه بالذاكرة الفردية وتلك الجماعية في المناطق اللبنانية التي خرجت في تاريخ لبنان الحديث، من النزاعات المسلحة وإيضاح الدور الذي يؤديه في إخراج المجتمع من عقلية النزاع الاحترابي إلى فضاء الفكر التصالحي الضامن لبناء الإنسان ككيان فاعل، إظهار الدور الذي يلعبه في أدب الشفاهة والشهادة على الحدث من منظور الضحية، بحيث تصبح الرواية الشفوية الفردية مرجعا موثوقا، يستطيع التاريخ المدون الرسمي الركون إليه”.

نعمة
ثم حاضرت أستاذة “كرسي كمال يوسف الحاج للفلسفة اللبنانية” والباحثة في الفكر العربي الحديث والمعاصر الدكتورة هدى نعمة، عن “المشرقية في صلب تحديث مفهوم العيش معا”، مقدمة “رؤية أولية تؤسس لمشرقية معاصرة تقوم على فلسفة عيش مشترك أصيل، تشكل فيه الكيانات المختلفة نسيجا رائعا من تفاهم الأضداد وتناعمهم، وذلك بتحفيزهم على التلاقي والتواصل في بيئة تمتد مساحتها على مساحة الإنسانية المشرقية المدعوة إلى التعافي من غريزة العنف والهلاك للتنعم بالسلام القائم على مبدأ اتحاد الحياة بالله، فتتخذ المشرقية مفهوم المصالحة بين الهويات الدينية والثقافية، وتصبح مشروع عهد جديد لنظام اجتماعي يتساوى فيه المشرقيون في منطق الاحترام المتبادل”.

صياح
وتحدث نائب رئيس جمعية “أصدقاء الجامعة اللبنانية” الدكتور أنطوان صياح عن “المشروع السياسي لتجمع لبنانيون من أجل الكيان، الذي اطلق الوثيقة الوطنية في 7 كانون الاول 2021 بهدف الخروج من الجمود السياسي الذي يعاني منه لبنان منذ اتفاق الطائف لليوم”.

واذ اعتبر أن “المجتمع اللبناني يعاني من الكثير من المشكلات والأزمات الوجودية، المزمنة والطارئة على حد سواء”، تناول “الملفات الخمسة التي طرحها المشروع”، شارحا “دواعي اقتصار المعالجة على هذه الملفات”، معتبرا إياها “نقطة انطلاق لحوار وطني كبير من شأنها أن تضع خارطة طريق نحو بناء الدولة العادلة والقادرة. أما الملفات الخمس فهي: الاصلاحات الدستورية، مجلس الشيوخ، الحياد، اللامركزية الادارية الموسعة، الدولة المدنية، والاصلاحات الدستورية”.

وفي الختام، جمعت التوصيات المنبثقة عن المؤتمر لدرسها وصياغتها وتحديد خطة عمل وتشكيل لجنة متابعة لتنفيذ ما خلص اليه المؤتمر من رؤى ومواكبتها.