مجلة وفاء wafaamagazine
يريد قادة القوات الجوية الأميركية التخلّص من مئات الطائرات المقاتلة والمسيّرة «غير الضرورية»، لتحويل الإنفاق نحو الأسلحة النووية ذات التقنية العالية، لكونها «مناسبة للحرب مع الصين أو روسيا».
وطلبت القوات الجوية ميزانية لعام 2023، بقيمة 169 مليار دولار، بما يزيد بمقدار 13.2 مليار دولار عن طلب العام الجاري.
وصرح وزير القوات الجوية، فرانك كيندال، للصحافيين قبل طرح مقترح الميزانية، اليوم، بأن طلب سلاح الجو الأميركي مدفوع «بالتهديدات (…) وبالحاجة إلى التحرك بقوة».
وأعطى طلب سلاح الجو الأولوية لتطوير تقنيات القوة النووية البعيدة المدى. وللقيام بذلك، يقترح إخراج 150 طائرة من الخدمة، بما في ذلك ثماني طائرات رادار E-8 JSTARS، و21 طائرة هجومية من طراز A-10، و33 طائرة تدريب من طراز F-22، و15 طائرة من طراز E-3 Sentry AWACS تحمل الرادار، و13 طائرة للتزود الجوي بالوقود KC-135، و10 طائرات شحن C-130H، و50 عربة تدريب من طراز T-1.
وتابع كيندال قائلاً إن القوات الجوية «ستخفض العدد الإجمالي للأفراد النظاميين بمقدار 4900 طيار نتيجة للتخفيضات».
وحاول سلاح الجو التخلص من أنظمة يرى أنها غير مفيدة، لكن المشرعين أجبروه على الاحتفاظ بأنواع أكثر من الطائرات. فرفض الكونغرس مراراً طلبات القوات الجوية لإخراج الطائرة A-10 من الخدمة.
وأفاد كيندال بأن «طائرة A-10 ليست قادرة على النجاة بشكل كبير ضد الدفاعات الروسية»، مضيفاً: «نحن قلقون بشأن التهديدات المتطورة الآن، ولسنا قلقين بشأن نفس التهديدات التي كنا قلقين بشأنها، على الأقل بنفس الدرجة، عندما كنا نقوم بعمليات مكافحة التمرد أو مكافحة الإرهاب».
وفي علامة أخرى على هذا الانتقال، قال كيندال إن القوات الجوية تخطط لنقل 100 من طائراتها بدون طيار «MQ-9 Reaper» إلى «منظمة حكومية أخرى». وتُطيّر وزارة الأمن الداخلي ووكالة ناسا طائرات بدون طيار غير مسلحة، فيما تستخدمها وكالة المخابرات المركزية الأميركية أيضاً.
وفي طلبها، تسعى القوات الجوية إلى الحصول على 245 مليون دولار، لتنفيذ مشاريع بناء صغيرة لخمسة مواقع ضمن مبادرة الردع الأوروبية، في إيطاليا وأيسلندا والنرويج والمجر وإسبانيا. تأتي تلك التحركات بعد عامين فقط من إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب، عن تخفيضات كبيرة في وجود القوات الأميركية في ألمانيا.
وعلق كيندال على هذا التغيّر قائلاً «ربما نمرّ بعملية إعادة النظر في موقفنا في أوروبا بناءً على الأحداث الأخيرة، نقوم ببعض الأشياء لتقوية الناتو إلى حد كبير في الوقت الفعلي»
وفي مجال البحث والتطوير، تطلب القوات 2.5 مليار دولار إضافية للركائز الجوية والأرضية للثالوث النووي؛ أكثر بقليل من 1 مليار دولار من تلك الزيادة مخصص للصواريخ البديلة للرادع الاستراتيجي الأرضي Minuteman III.
كما تسعى إلى الحصول على 929 مليون دولار لسلاح المواجهة البعيد المدى، ارتفاعاً من 609 مليارات دولار العام الماضي، و577 مليون دولار لنماذج أولية تفوق سرعتها سرعة الصوت من سلاح الاستجابة السريعة الذي يطلق من الجو، وصواريخ كروز الهجومية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
كما تطلب القوات الجوية 1.7 مليار دولار إضافية للإنتاج الأولي لعدد غير معروف من قاذفة القنابل الشبح من الجيل التالي B-21.
كذلك يريد سلاح الجو شراء 33 مقاتلة شبحية من طراز F-35، وهو عدد أقل مما كان مخططاً له سابقاً، كما يخطط سلاح البحرية ومشاة البحرية معاً لشراء 28 طائرة من طراز F-35، بإجمالي 61 طائرة في طلب الميزانية. بالمقارنة، وافق الكونغرس أخيراً على 85 طائرة من طراز F-35 طلبها البنتاغون في عام 2022. يريد سلاح الجو أيضاً شراء 24 مقاتلة من طراز F-15EX في عام 2023، بزيادة عن الخطط السابقة.
وأشار كيندال إلى أن القوات الجوية «استخدمت الأموال التي لم تنفقها على طائرات F-35 لدفع ثمن الترقيات اللازمة للأسطول الحالي». والهدف من تلك الترقيات «هو إيصال هذه القدرة إلى الميدان وفي المحيط الهادئ بأسرع ما يمكن أن نصل إليه هناك».
على الرغم من التخفيض في مشتريات F-35- المخطط لها، قال كيندال «إن القوات الجوية لا تزال ملتزمة بالطائرة ولم تغيّر هدفها المتمثل في شراء 1763» مؤكداً «بالطبع، نحن ملتزمون بالطائرة F-35، بدأنا منذ 15 عاماً بالإنتاج، وسنقوم على الأرجح ببناء طائرات F-35 لمدة 15 عاماً أخرى».
وأفاد كيندال بأن «السيناريوات التي نشعر بالقلق بشأنها ليست هي نفسها كما كانت من قبل» «عندما كنا نقوم بحملات لمكافحة التمرد، وكنا قلقين بشأن فقدان الطيارين في مثل هذه الحالات. كانت الحاجة مختلفة. إن الأعمال العدوانية مثل ما نراه في أوروبا، أو قد نشهدها في المحيط الهادئ … تضعنا في سيناريو مختلف تماماً للإنقاذ القتالي».
الاخبار
