الرئيسية / آخر الأخبار / جعجع: وضعنا المتأزم سببه ممارسات “التيار” و”الحزب”

جعجع: وضعنا المتأزم سببه ممارسات “التيار” و”الحزب”

مجلة وفاء wafaamagazine

أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى أنه “في نيسان لا نستطيع ان ننسى ان قلّة قليلة من ابطال القوات اللبنانية مع اهالي زحلة بتلاحم بطولي واسطوري تصدّوا لآلة القتل والتدمير الأسدية في 2 نيسان 1981 وحولّوا زحلة من عروسة البقاع، الى عروسة الثورة، الثورة على الظلم والقهر والاحتلال في لبنان في ذاك الزمان، وانتفاضتهم على المحتل سبقت بشوط كبير بقية اللبنانيين. في 2 نيسان لا نستطيع ان ننسى أيضًا ان النظام السوري اعتقد “انو بكم عسكري وبكم دقيقة بينتهي من موضوع زحلة” ولكنه أخطأ في ظنه فهو من انتهى وغادر وبقيت زحلة”، مشبهاً مقاومة زحلة في وجه الاسد في العام 1981 بمقاومة الاوكرانيين اليوم.

 

وقال جعجع، في كلمة لمناسبة ذكرى شهداء زحلة: “إذا كان الانسان مفطورا بطبيعته على النسيان، إلاّ انّ ملاحم البطولة في زحلة انحفرت في الوجدان صور شهداء وأبطال في التلال والحفافي، وبعضها كان مجمّدا في صقيع صنين، وبدل نسيان هذه الملحمة وتلاشيها مع الزمن، تتخلد أكثر واكثر، وبعد “41 نيسان من اول نيسان” ستبقى ذكرى زحلة عصية على النسيان من الآن الى آخر الزمان”.


واضاف: “بين اول نيسان وهذا النيسان، ما زالت القوات اللبنانية تعيش في وجدان زحلة وذاكرتها، وما زالت تنمو وتزهّر يوما بعد يوم بأحلام اولادها، وتطلعات شبابها وصباياها، وإيمان اهلها بمستقبل مشرق ووطن يليق بهم، وهذه الاحلام لا يمكنها الا ان تتحقق، وهذا الايمان في النهاية سينبت سنابل امل ورجاء وقيامة، لأنه مزروع كحبة الحنطة في أرض زحلة الخصبة، وعلى قدر ما يكون الإيمان والأمل في القوات كبير، على قدر ما يكون الحصاد اكثر بكثير”.


واستذكر جعجع الست الزحلاوية المسنة التي تتمتع بعنفوان كبير، في أحد ملاجئ زحلة في نيسان 1981، حين قالت للأسد بكل شجاعة “خود جماعتك وفل من هون، انت ارنب بالجولان ما تعمل حالك علينا اسد بزحلة وبلبنان””، مضيفا: “اما نحن فنقول لا يمكننا نسيان هذا “الارنب في الجولان” فكم وكم من ارنب صغير “فقّس” في لبنان، ارانبه تستمر بالتنقل هنا وهناك لتضييع “شنكاش” المعركة الأساسية بحركاتهم ويأكلون الغلة والمحصول ويعبثوا الارض فوضى وفسادا، وكما اخرجت زحلة ارنب الجولان الكبير، حان الوقت لإخراج مخلّفاته الصغار في أقرب فرصة، وتاريخها في 15 ايار”.

 

ورأى انه في “نيسان لا نستطيع ان ننسى انّ تاريخ زحلة دائما مقاومة، وليس فقط في 2 نيسان 1981، انما من الأساس كانت محط اطماع “والي الشام”، اسم الوالي يتغير من عصر الى عصر، ولكن الاطماع ذاتها، وصمود اهل زحلة ومقاومتهم عبر الأجيال ايضا هي ذاتها. هذه المقاومة تتخذ شكلا جديدا في كل مرة، وستشكل هذه المرة مقاومة انتخابية، تقول لوالي الشام الجديد وازلامه في لبنان، ان زحلة “هيي هيي”، في كل الأزمان، رأس حربة في وجه الاحتلال والفرض والسيطرة والحرمان”.

 

وعاد بالذاكرة لـ2 نيسان 1981 “عندما لبست “القوات اللبنانية” الخوذ وبنت المتاريس وتنقّلت في زحلة دفاعا عنها بكل ايمان وحماس واندفاع من دون اي اعتبارات”، مشيرا الى انه “بعد هذا التاريخ انتقلت القوات من متاريس زحلة الى قلوب اهلها ووجدانهم من دون اي حسابات؛ وبعد الـ 2005 انتقلت الى عقولهم ايضا، لأنها برهنت انّها ليست فقط مجرد حركة مقاومة عفوية “كل ما دقّ الخطر عالبواب”، إنما مؤسسة تفكر وتخطط وفق حسابات دقيقة، وتتمتع بالتنظيم والارادة والوعي والمشروع لبناء دولة قوية للمستقبل وتحقيق الأمجاد “من اول وجديد”؛ واعتباراً من الـ2009 انتقلت القوات في زحلة من قلب القلوب وصميم الأفكار والعقول، الى قبة البرلمان وقلب الحياة التشريعية وصميم العمل الوطني لتستكمل معركة الدفاع عن حرية زحلة وحقوق ابنائها وكرامتهم التي بدأت بها منذ 2 نيسان 1981، الا انها هذه المرة استخدمتها في سلاح الكلمة والموقف والمشاريع، كي تكون زحلة في المقابل نقطة ارتكاز اساسية بالنسبة للقوات لتضع رؤيتها الكبيرة للبنان بالمستقبل على سكّة التحقيق”.

 

وشبّه طبيعة “القوات” وصلابتها ومقاومتها بطبيعة زحلة التي تعيش في “السهل”، ولكنها ليست سهلة ابداً، فمن الممكن ان تزحل ارضها، من وقت الى آخر، بسبب عوامل طبيعية، الا ان رجالها ونساءها ثابتون على المبادئ والالتزام بالكلمة والموقف مثل صخور صنين في كل الاوقات؛ وصحيح انّها ارض الكرم والضيافة والسهل الممتنع للجيران والزوار، ولكن في لحظة كرامة وغضب تصبح اوعر من جبال صنين في حال تطاول أحد عليها؛ وصحيح ايضا انها تتمتع بتنوع حزبي وعائلي وسياسي، الا ان وقت الخطر “كلن بيصيروا قوات”.


كما أكد ان “خطر التجويع والتفقير والاذلال وطمس الهوية وتهديد المصير والكيان يدق، في هذه المرةّ، أبواب زحلة وكل لبنان ومصدره محور الممانعة المتمثل بـ”حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحلفائهم، وكما في كل مرة و”متل كل تاريخن بالحزّات”، سيبقى اهل زحلة امينين لأنفسهم ومعتقداتهم وتاريخهم، وفي 15 ايار “ما فيون الا ما يصوّتوا قوات””.


وقال: “في انتخابات هذا العام الزحلية، ولو ان “الأسد” غير موجود كما كان في الثمانينات والتسعينات، ولكن شياطينه، وليس ملائكته، ما زالوا موجودين، من خلال من يتباهى، وللأسف، من الفاتيكان تحديدا، انّ وجود “حزب الله” المسلّح، هو قائمقام الأسد في لبنان، وانه لا يؤثر بتاتا على الوضع الداخلي في البلد. ونحن لا نستطيع الا ان نتوقف، مع الكثير من الرفض والأسف، امام هذه المواقف التي اتت مليئة بالذل والذمية والتدليس، سعيا الى “كمشة” اصوات انتخابية و”حفنة” مقاعد نيابية وعدهم بها “حزب الله” ونظام الأسد، والتي تذكّرنا بقصة الثلاثين من الفضة”.

 

وأضاف: “للصراحة امام هذين النموذجين من المواقف والتعاطي، لا يمكننا الا ان نقول “يا ضيعان هيك شعب بطل، بهيك مسؤولين مش مسؤولين”. فإذا وجود “حزب الله”، كما هو حاليا، لا يؤثر على الوضع الداخلي اللبناني، فلتشرح لنا جماعة “التيار” كيف ولماذا وصل وضعنا الى هنا؟ بالطبع لديهم مئة جواب وجواب، باعتبار انهم “شاطرين بالحكي وصفّ الكلام والغش والخداع”، لا بل هذا اختصاصهم بامتياز، الامر الذي لا يخفي حقيقة انّ وضعنا المتأزم سببه ممارسات “التيار” و”حزب الله”.


وتوجه جعجع الى اهالي زحلة بالقول: “أمامكم ثلاث خيارات في الاستحقاق النيابي وهي: القوات اللبنانية وحلفاؤها، التيار الوطني الحر وحزب الله، والمستقلون. فاذا انتخبتم المستقلين، من تنتخبون؟، أمّا إذا انتخبتم “التيار” يعني انكم تنتخبون “حزب الله” مع كل النتائج التي تترتّب عن هذا الخيار اي لا سيادة، لا استقلال، لا حرية، لا دستور، ولا قانون، على اعتبار أنّ هذا الاخير لا يُطبّق على الفريقين، اضافة الى انه لا استقرار، والأهمّ، لا دولة بالمطلق وأنتم ترون بأي عزلة نعيش جراء حكم “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”. اما في الشأن الاجتماعي والاقتصادي، فلا كهرباء و”اتصالات بتقطش هيدا إذا ضلّت ماشية” واقتصاد متعثّر الى اقصى درجة، لا مشاريع، لا فرص عمل، شح بالأدوية، والقليل القليل ممن يستطيع دخول المستشفيات، بينما الجامعات والمدارس حدّث ولا حرج: معاناة كبيرة، وصعوبة كبرى حتى بتأمين لقمة العيش”.

 

وشدد على انه “في عهد تيار الاصلاح والتغيير تعمّم وساد الفساد ووصلنا الى شفير الانهيار تحت حجة “ما خلونا”، ولكن في المقابل عند اقتراب موعد الانتخابات وتبادل المصالح والخدمات لم يجد “التيار العوني” ان يتحالف الا مع الذي اتهمه لسنوات وسنوات بأنه “ما خلّي”. وبالتالي من يصوّت لـ”التيار” و”حزب الله” عليه ان يدرك انه يصوّت لـ”هودي كلّن””.


ورأى انه “الى جانب العاطفة والمحبة ووحدة الحال التي تجمع القوات وزحلة، فمن يبغي حقيقة خلاص لبنان واخراجه من أزمته، عليه ان يصوّت “قوات لبنانية” لأنّه عندها يصوّت: لـ”زحلة التاريخ”، وللبنان الذي تحبّه زحلة وللسيادة والحرية والاستقلال ولمشروع “الجمهورية القوية” اي الدولة الفعلية التي لا خلاص لنا من دونها، لمستقبل أولاده وللحفاظ على إرث آبائهم واجدادهم. عندها يصّوت: لـ”مؤسسات فعلية” للدولة، لنظافة الكف والشفافية والاستقامة ولإدارة فعّالة ومنتجة لمؤسسات الدولة، لنمو الاقتصاد وتوافر فرص عمل للجميع، لاعادة العلاقات الخارجية مع كل دول العالم، العربية والغربية، وعندها يصوّت: “تيصير عنّا كهربا، وتجي المي وتيرجع لبنان فعلاً سويسرا الشرق”. وبالتالي “بدّك هودي كلّن، صوّت قوات”.


وأكد ان “القوات منذ نشأتها، في عز الاخطار الوجودية على شعبنا، ما اجت تتاخذ مكان حدا او تتسكّر بيت حدا”، بل لتعلن للجميع انه حان الوقت ليتوقف هذا التشرذم والضياع على مستوى القرار اذ كان يهدم معنويات شعبنا ويشتتّ قوته ويضّيع قراره ووجهة معركته، فلنعمل سويا ضمن وحدة على مستوى القرار الوطني الكبير، وهذه المقاربة بالذات هي التي سمحت لأهالي زحلة وللمقاومة اللبنانية ان يمنعوا أيا كان اضعافهم وتقسيمهم في حرب زحلة، الامر الذي سمح ان تنتصر زحلة وينتصر لبنان”.

 

وقال: “نحن نعمل على مستوى الوطن ووجوده، لذا حان الوقت ان يوقف بعض الاشخاص “زكزكات وحزازيات صغيرة”، لأن معركتنا بالحقيقة ليست معهم، وهم ليسوا هدفنا، وقضيتنا ليست ضدّهم لا كأفراد ولا كـ”بيوتات”، إنما هي انقاذ لبنان وضمان مستقبله ومستقبل اجياله وتحريره من سلطة الفساد وهيمنة السلاح، وكل الباقي يصبح من التفاصيل. وفي هذه المناسبة اذكر ان زحلة لم تقاوم محاولات مصادرة حرية قرارها عام 1981 لتعيد وكالة شعبية ونيابية لحلفاء “نفس هالجهة” عام 2022 أو لتمنح الوكالة لأشخاص “ما رح يقدّموا ولا يأخّروا” في ما يحدث في لبنان”.


وأضاف: “في 2 نيسان غيّر صمودكم معادلات وأسقط مؤامرات وشق الطريق امام وصول المقاومة الى السلطة لبناء دولة الحق والحرية والمؤسسات، وفي 15 ايار فليغير اقتراعكم مرّة اخرى معادلات، وليسقط مؤامرات، وليستبدل اكثريات دفترية متحكّمة برقاب اللبنانيين بأكثريات شعبية فعلية تعبّر عن ارادة الناس. فليكن صوتكم المدماك الاول لوصول نمط ونهج جديد الى الحكم، كان من المفترض ان يختبره ويتعرّف عليه اللبنانيون أكثر من مرة في السنوات السابقة، واولهم في 23 اب 1982 مع انتخاب البشير، ومن بعدها في المواقع النيابية والوزارية التي تسلمتها “القوات” عام 2016 وكنّا من خلال ممارستنا للسلطة نشبه “ابطال زحلة” بتضحياتهم وايمانهم وزهدهم وتجرّدهم ونظافتهم للمصلحة الوطنية العامة ومصلحة لبنان”.