مجلة وفاء wafaamagazine
بعدما روّجت المنصات المصرية الرسمية لمسلسل «فاتن أمل حربي» (تأليف: ابراهيم عيسى – إخراج: محمد جمال العدل) وما يحتويه من مضامين تسهم في دعم السلطة المصرية للمرأة المطلّقة، سيما المعنفة منها، وتأمين الحماية المكانية لها مع أطفالها، انطلقت في الساعات الأخيرة موجة مغايرة، تصب غضبها هذه المرة على الكاتب ابراهيم عيسى، الذي يخوض من خلال هذا المسلسل تجربته الأولى في الكتابة الدرامية. انطلقت الحملة بعد طرح الحلقة الخامسة من المسلسل، قضية حرمان المرأة من أطفالها في حال زواجها، وذهاب بطلته (نيللي كريم) الى «دار الإفتاء» لإستخراج فتوى تجيز لها الارتباط والاحتفاظ بابنتيها في الوقت عينه. أثار هذا المشهد حفيظة كثيرين لما تضمنه من نقد واسع لأحكام الشريعة وإمكانية ظلم المرأة، وتوقف العديد منهم عند تعليق البطلة عندما صدّها أحد الشيوخ الأزهريين ولم يجز لها ما طلبته، بقولها: «إن الله رحيم ولا يمكن أن يحرم أُماً من أبنائها». هذا المشهد وغيره، أثار حفيظة المنتقدين، في سعي المؤلف الى فصل الشريعة الإسلامية عن القانون المصري، وتبيان الثغر التي تظلم المرأة المطلّقة في هذه الأحكام، الى جانب انتقاد عيسى بأنه يسعى على الدوام إلى تظهير المتدين على أنه شخص متشدد ولا يتقبل الآخر. واستدل المنتقدون في ذلك بما ظهر في مشهد يحاول فيه البطل (شريف سلامة) الزام ابنته الصغيرة بارتداء الحجاب، واهانة والدتها (نيللي كريم) لأنها سافرة . يذكر أن لعيسى باعاً طويلاً في انتقاد السلطات التشريعية الدينية. بعد إنكاره الإسراء والمعراج، وإشادته بتقديس الهندوس للبقر، أثار الكاتب المصري الجدل أخيراً، عندما أنكر صلاة التراويح، مما دفع دار الإفتاء للرد عليه، وأيضاً بنواب مصريين إلى اتهامه «بإهانة الرموز الدينية وجر البلاد الى فتن كبرى».