مجلة وفاء wafaamagazine
رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “أمل” مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية عبر تطبيق zoom لمناسبة ولادة الامام الحسن بن علي المجتبى، أن “مفهوم السياسة الذي انتهجته مدرسة أهل البيت يشكل عنوانا انسانيا راقيا، ما زالت مفاهيمه تصلح لكل زمان ومكان، فالامام الحسن استطاع ان يقدم النموذج المواجه في عصره، حيث انعدام الرؤية، واضمحلال الموضوعية، وغلبة الانانيات، على كل سلوك قويم، فكانت الفكرة تتجاوز كل هذا الإطباق وضيق الافق، وشكلت حياته السياسية دروسا أخلاقية رائدة في هذا العلم”.
واستحضر تعريف الامام الحسن لهذا المفهوم مستشهدا بقوله: إن السياسة هي أن ترعى حقوق الله، وحقوق الأحياء، وحقوق الأموات، فأما حقوق الله فأداء ما طلب، والاجتناب عما نهى، وأما حقوق الأحياء فهي ان تقوم بواجبك نحو اخوانك، ولا تتأخر عن خدمة أمتك، وان تخلص لولي الأمر ما أخلص لأمته، وأن ترفع عقيرتك في وجهه اذا ما خلا عن الطريق السوي، واما حقوق الأموات فهي ان تذكر خيراتهم وتتغاضى عن مساوئهم فان لهم ربا يحاسبهم”.
واعتبر الفوعاني ان “الوقوف في وجه الطغاة والمنافقين ليس مجرد ترف في حراك، أو خطاب في أندية او مقالات غب اموال، أو ارتباطات لمآرب مشبوهة، فالسياسة الحقيقية ان تمنع الانزلاق وان تقف حيث يضعف البعض، وأن تحمل المسؤولية الوطنية حين يجبن الجميع، وهذا ما كان عليه الامام موسى الصدر حيث تحركه يهز الضمائر، ويوبخ السلطة ويحذر من مقابر التاريخ مع غياب العدالة، والنظرة الدونية لابناء الوطن الواحد”.
وفي شأن الاستحقاق الانتخابي، ركز الفوعاني على طروحات حركة امل التي تشكل “عناوين وطنية جامعة، بعيدا عن أي اصطفاف طائفي او مناطقي بل تنطلق من الرؤية الاستشرافية للاخ الرئيس نبيه بري ان لبنان الوطن سينتصر على كل محاولات التشويش الضيق التي يحاولها البعض، والذي مازال يستحضر خطابات شعبوية ومذهبية، ويمتهن الكذب والفتنة والتخرصات التافهة”، مضيفا “ليعلمن هذا البعض ان حركة أمل صادقة واضحة في كل توجهاتها، ولا تنتظر من بعض الداخل وكثير الخارج والكم الهائل من التشويه ان يثير غبار التشكيك والطعن بمواقفها وتحالفاتها، فحركة امل اول من بادر الى إطلاق ماكينة انتخابية واول من أنهى كل التحضيرات اللوجستية لهذه العملية واول من كان واضحا بلا مواربة، فلا يشككن ذوو النفوس المريضة والعقول الضغناء بهذه العناوين، وليكف هؤلاء الذين لم يعد ينطلقون في تحليلاتهم الا من الحقد والغل، ونذكر الجميع اننا الواضحون في تحالفات فوق الطاولة واننا لا نخجل بمواقف واضحة وضوح الشمس، فحركة امل لا تتحالف مع احد تحت الطاولة، وحركة امل اول من نادى بحفظ الوطن ومقاومته وهي ترقى الى قدس الاقداس، وان كل ذلك في صلب ثقافتنا وميثاقنا، ولسنا بحاجة إلى شهادة من احد، بل يحتاج الآخرون إلى شهادات في الشفافية والمصداقية”.
وتوقف عند مجريات الامور في فلسطين المحتلة، ورأى ان “عمقا واحدا يجمعنا من لبنان الى فلسطين وهو المقاومة ورفض التطبيع وستهزم كل المشاريع السوداء امام قبضات المقاومين الشرفاء الذين رأوا ان فلسطين قضيتهم ، وان بالمقاومة والمقاومة فقط، تستعاد الكرامات وتصان ساحات الشرف في المسجد الاقصى وكنيسة القيامة، وفي فصح مجيد يجمع بين من يرى ان الانسان وكرامته واصالته هو البعد الحقيقي للايمان بالله وبين من يستحضر عنصريته قتلا وهتكا ومستوطنات وتدنيسا وتدجيلا، وقد اتخذ المجاهدون الفلسطينيون من شهر رمضان المبارك شهر الانتصارات والشهادة، وشهر الاعداد والتدريب، وقد ارتقى الشهداء وأثبتوا ان دماءهم طريق الانتصارات، وان التطبيع تحت أقدام المجاهدين في وقت يصم العالم قلبه عما يجري وعلينا توحيد الجهود للخروج بموقف عربي في مواجهة العدوانية الصهيونية المتمادية”.