مجلة وفاء wafaamagazine
وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة عيد الفطر، قال فيها: “بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي يؤمن الخائفين، وينجى الصالحين، ويرفع المستضعفين، ويضع المستكبرين، ويهلك ملوكا ويستخلف آخرين، والحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين ، نكال الظالمين صريخ المستصرخين ، موضع حاجات الطالبين ، معتمد المؤمنين ، وصل اللهم على محمد عبدك ورسولك ، وامينك، وصفيك، وحبيبك، وخيرتك من خلقك، وحافظ سرك، ومبلغ رسالاتك افضل واحسن، واجمل واكمل، وازكى وانمى، واطيب واطهر، واسنى واكثر ما صليت وباركت وترحمت، وتحننت وسلمت على احد من عبادك وانبيائك ورسلك، وصفوتك واهل الكرامة عليك من خلقك. اللهم وصل على علي امير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين، عبدك و وليك ، واخي رسولك ، وحجتك على خلقك ، وآيتك الكبرى ، والنبأ العظيم ، وصل على الصديقة الطاهرة فاطمة سيدة نساء العالمين ، وصل على سبطي الرحمة و امامي الهدى، الحسن و الحسين سيدي شباب اهل الجنة، وصل على ائمة المسلمين، علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي ، والخلف الهادي المهدي، حججك على عبادك، وامنائك في بلادك صلاة كثيرة دائمة. اللهم إنا نسألك في هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا ولمحمد ذخرا ومزيدا أن تصلي على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم في العالمين، وان تجعلنا ممن قبلت عمله، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات انك قابل التوبات غافر الخطيئات انك مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات، انك غفور رحيم”.
وتابع: “في هذا اليوم المبارك عيد الفطر السعيد، أسأل الله أن يجعل لنا ولكم ولبلدنا فيه الخير والبركة والامن والاستقرار والخروج من هذا الواقع المزري والمؤلم الذي يقتضي من جميع اللبنانيين توحيد الكلمة والرؤية السياسية والاقتصادية لمستقبل لبنان وعدم تضييع الوقت بالاتهامات المتبادلة والاهتمام بالمصالح الخاصة، وهذا يدعونا للتخلي عن حب الذات وعدم النظر الى الامور من زاوية طائفية او حزبية او مناطقية التي هي اساس لكل ما اصاب ويصيب لبنان من حروب اهلية وما يستتبعه من خراب ودمار لكل منجزات اللبنانيين وضحايا بريئة وايتام وارامل ودموع الامهات الثكالى وفقراء ومساكين، وان يتحول اللبنانيون إلى متسولين على أبواب السفارات وبيع للكرامات وشراء للذمم يستخدمها البعض للحصول على الأصوات في الانتخابات ،وهو إسقاط للوطن والقيم الوطنية والاخلاقية وهل تبنى هكذا الأوطان ؟ لا وإنما هو هدم لها وتخريب لعقول المواطنين كما يقول الشاعر وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا”.
أضاف: “إن الذين يقومون بهذا اللون من الممارسات ويعززون الشعور الطائفي ويزرعون الحقد والعصبية بين المواطنين لا يمتلكون الحس الوطني وينطلقون من مبادئ عنصرية يتماهون بها مع العنصرية الصهيونية الغرائزية الحيوانية ويتطلعون لتحقيق اسرائيليات مشابهة لها في المنطقة العربية، فهم أخطر على لبنان من العدو الاسرائيلي اللقيط الذي لا صلة له بالمبادئ والأخلاق والدين فيما ينتمي اللبنانيون إلى قيم حضارية واخلاقية رسالية تشكل حاجة انسانية ملحة في هذه المرحلة المصيرية الخطيرة من وجودها. لقد شكل افتقاد البشرية قيادة القيم الاخلاقية واستبدالها بالقيم المادية العنصرية احد أخطر عناصر تهديد الوجود للكيان البشري فهل يستبدل اللبنانيون ما يمتلكون من هذه القيم الحضارية بقيم العنصرية الحيوانية الهابطة، كما استنكر سبحانه وتعالى على اليهود هذه الطبيعة المتخلفة والتي تشكل ميزة اخلاقية ثابتة حيث ذكرها واثبتها في الكتاب العزيز ليعرفها الناس جميعا من كان وسيكون إلى يوم الدين حيث قال تعالى ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)”.
وتابع: ” أيها اللبنانيون، لقد كان أول اهتمام الله في هذا اليوم يوم عيد الفطر المبارك وكأول عمل يجب علينا القيام به حتى قبل صلاة العيد ان نراعي حقوق الفقراء وان نؤدي زكاة الفطرة كحق شرعي لهم، بل لا قبول لصلاة العيد من دون أداء هذه الفريضة لهم اولاً، وكما لاحظنا وتلاحظون أن تؤدى هذه الصلاة جماعة في صفوف متراصة كتعبير عن وحدة الصف وان المشاركة الجماعية كعمل عبادي يتطلب القيام به فضلا عن المضمون الذي نتلوه فيها ابتداء من تحميد الله على جعله هذا اليوم للمسلمين عيدا كتنبيه لهم على أهمية الوحدة بين المسلمين وانه تعالى اسمه لذلك استحق الحمد، وانها نعمة من النعم الكبرى التي انعم بها على المسلمين، ولذلك خصها بالذكر في صلاة عيد من أعياد المسلمين الكبرى ليرسخ هذا المعنى في أنفسهم، وليتذكروا قوله تعالى للمسلمين ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا ) ولذلك فإن الذين ينفخون في نار الفتنة بين المسلمين باسم الطائفة والدين ويقومون بتفجير مساجد المسلمين باهلها المصلين ينتهكون حرمة الدين ويخالفون تعاليمه مما يتطلب من المرجعيات الدينية ومسؤولي البلاد الاسلامية وحكوماتها إدانة هذه الأعمال الاجرامية والارهابية، وان الذين نفذوها او امروا بها جماعة منحرفة لا يمثل أي من اهل لهذا الدين وليسوا من أهل هذا اليوم، ولا يشملهم الله بهذه النعمة”.
وقال: “هكذا سائر مضامين هذه الصلاة التي تؤكد هذا المعنى وتعبر عن معنى العيد وكيف ينبغي أن نحياه في أمورنا الخاصة والعامة، وأن نتذكر أهلنا الأحياء والأموات على السواء بالتراحم والتواصل والتضامن والتكافل والتعاون وبالأخص الايتام ( الله الله في الأيتام فلا تغبوا افواههم ) والارحام (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا) والجيران فقد (أوصانا رسول الله بهم حتى ظننا إنه سيورثهم) اي سيفرض علينا أن نورثهم وكذلك فلم يعرض عن ذكر الأموات بل خصهم بالذكر والدعاء ( اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء والأموات الارحام منهم والجيران فقد ( أوصانا رسول الله بهم حتى ظننا إنه سيورثهم )، اي سيفرض علينا أن نورثهم، وكذلك فلم يعرض عن ذكر الأموات بل خصهم بالذكر والدعاء ( اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات) فلم تنقطع الصلة بيننا وبينهم بما فيه خير فإنه له اثره الطيب على الناس ينتفع به الحي والميت، فالصدقة عنهم تنفع المتصدق بزيادة العمر، وهل هناك اهم من العمر ثمنا لهذا التواصل وللميت وللحي معا زيادة في الثواب وغفرانا للذنوب وقربا من الله”.
وختم: “أيها الأخوة المؤمنون، اوصيكم واوصي نفسي بما امرنا تعالى في كتابه المجيد: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما). كل عام وانتم بخير”.