مجلة وفاء wafaamagazine
مزحةٌ ألقاها مدرب بايرن ميونيخ جوليان ناغلسمان، عقب حمله درع الدوري الألماني، مشتكياً من ثقله. لكن في الواقع هذه المزحة تعكس مدى الإحساس الذي يشعر به أي فائز بلقب وحاملٍ لكأسه. تلك الكؤوس لا تُقدّر بثمن معنوياً، لكنّ بعضها يحمل قيمةً مادية لا يستهان بها أبداً
هو حلمٌ مشترك عند كل الرياضيين حول العالم. الفوز وحمل الكأس في أي بطولةٍ يشاركون فيها، إذ بالنسبة إلى هؤلاء لا تقدّر هذه الكؤوس بثمن، لكن الواقع أن بعضها لديها أثمان باهظة تزيد من الشعور بثقل أهميتها تماماً كما قال مدرب بايرن جوليان ناغلسمان عند حمله درع الدوري الألماني لكرة القدم للمرة الأولى في مسيرته التدريبية.
من هنا، يمكن الانطلاق للحديث بالأرقام حول الثمن الذي وصلت إليه بعض الكؤوس القيّمة جداً في هذا الزمن، وعلى رأسها طبعاً ما يعتبره كثيرون أهم كأس في عالم الرياضة، والتي تنتظر فائزاً واحداً في نهاية السنة الحالية.
هي كأس العالم لكرة القدم المصنوعة من ذهب 18 قيراطاً، والتي يبلغ وزنها 6 كيلوغرامات، وقيمتها المالية 20 مليون دولار أميركي. وهذه الكأس تغيّرت كثيراً إلى الأفضل مع الزمن، إذ بعد أن كانت النسخة القديمة أي «كأس جول ريميه» تحمل شكل آلهة النصر، باتت الميزة الجميلة في الكأس الحالية هي في حفر أسماء الفائزين باللقب في كعبها، وهي التي حلّت مكان الكأس القديمة في مونديال 1974، وكانت قيمتها تبلغ 50 ألف دولار فقط.
والكأس الحالية التي تعكس صورة حمل شخصين لكوكب الأرض، يحصل الفائز بها على نسخةٍ طبق الأصل مطليّة بالذهب، علماً أن قصة كأس العالم تصلح لمسلسلٍ تلفزيوني من خلال قصة تخبئتها في علبة أحذية خلال الحرب العالمية الثانية، ومن ثم سرقتها قبل أن يجدها كلب يدعى «بيكلز»، ومن ثم سرقتها مجدداً في عام 1983…
الأقدم والأكثر جاذبية
في كرة القدم أيضاً هناك أقدم كأس في تاريخ اللعبة وهي كأس إنكلترا التي سيرفعها ليفربول أو تشلسي بعد لقائهما في المباراة النهائية في نهاية الأسبوع الحالي (يوم السبت المقبل)، وتبلغ قيمتها المالية مليوناً و180 ألف دولار.
هذه الكأس التي لا يتجاوز طولها 61.5 سم، تزن أكثر من كأس العالم (6.3 كلغ)، وهي مصنوعة من معدن الفضة الإسترليني الصلب، وقد تمّ تصنيع 5 نسخ منها فقط منذ إطلاق المسابقة في عام 1872 حيث كلّفت النسخة الأولى 20 جنيهاً استرلينياً فقط. لكن هذه النسخة بالتحديد سُرقت من أحد متاجر مدينة برمنغهام عام 1895 حيث كانت تُعرض للجمهور.
وعند الحديث عن الكؤوس القديمة لا بدّ من ذكر «كأس ستانلي» للهوكي على الجليد المصنوعة من خليط من الفضة وسبائك النيكل، وتبدو ثقيلة جداً بحيث يصل وزنها إلى 15.5 كلغ، علماً أنها مُنحت للفريق البطل للمرة الأولى عام 1892، وتبلغ قيمتها الحالية 650 ألف دولار.
لكن ليس بالضرورة أن تكون الكأس غالية مادياً لتكون حلماً للرياضيين، إذ إن كأس مسابقة دوري أبطال أوروبا لا يتجاوز سعرها الـ 15 ألف دولار، وهي غير مصنوعة من الذهب بل من الفضة، لكنها بلا شك تجذب لاعبي كرة القدم بشكلٍ رهيب.
كأس العالم لكرة القدم مصنوعة من ذهب 18 قيراطاً ويبلغ وزنها 6 كيلوغرامات وقيمتها المالية 20 مليون دولار
صاحبة الأذنين الطويلتين يبلغ طولها الإجمالي 73.5 سم، ووزنها 7.5 كلغ، وهي كانت تبقى في خزائن النادي الفائز بها 5 مرات أو 3 مرات متتالية قبل عام 1968. لذا فإن أندية أياكس أمستردام الهولندي، برشلونة الإسباني، بايرن ميونيخ الألماني، إنتر ميلانو الإيطالي، ليفربول الإنكليزي وريال مدريد الإسباني (حامل الرقم القياسي بـ 13 لقباً)، تحتفظ بنسخةٍ منها في خزائن جوائزها. علماً أنه ابتداءً من عام 2009 لم يتمكن الفائز باللقب من الاحتفاظ بالكأس الأصلية بل بنسخةٍ عنها تحمل اسمه، ليكون المكسب الكبير هو في قيمة الجوائز المالية للبطل المتوّج والتي تصل إلى 108.9 ملايين يورو.
أما اللافت أكثر فإن كأس مسابقة «يوروبا ليغ» (كأس الاتحاد الأوروبي سابقاً)، فتبدو أغلى بكثير، إذ إن قيمة الفضة والرخام التي تزن 15 كلغ، تصل إلى 4.5 ملايين دولار.
الذهب هو الهدف
وينطبق هذا الكلام على كأس الدوري الإنكليزي الممتاز التي تُعدّ الأرفع مستوى في البلاد التي يقال إنها كانت في أساس نشأة كرة القدم. هذه الكأس الكبيرة التي يصل طولها إلى 104 سم، ووزنها إلى الـ25 كلغ، مصنوعة من الفضة الإسترليني وتلك المذهّبة من عيار 24 قيراطاً، لكن اللافت أنه رغم أنها تحتوي على مواد أخرى فإن سعرها لا يتجاوز الـ 10 آلاف دولار بحسب بيانات الاتحاد الإنكليزي للعبة!
وبالعودة إلى ما تحدث عنه ناغلسمان، فإن درع «البوندسليغا» مصنوع من 71.98 قيراطاً من التورمالين والفضة المذهّبة، ويصل وزنه إلى 11 كلغ، وقد مُنح للمرة الأولى إلى فريق كولن عام 1964، ويحمل اليوم أسماء كل الأندية الفائزة بالدوري منذ عام 1903. أما قيمته فتصل إلى 50 ألف يورو.
طبعاً هناك كؤوس أغلى بكثير، إذ إن كأس ليبرتادوريس الممنوحة لبطل الأندية في أميركا الجنوبية تصل قيمتها إلى 8.5 ملايين دولار، وكأس الأمم الأفريقية تقدّر بـ 150 ألف دولار، بينما تبلغ قيمة الجائزة الفردية الأغلى على قلب أي لاعب وهي الكرة الذهبية، أكثر من 800 ألف دولار، وهي مصنوعة من الذهب والنحاس ويبلغ وزنها 12 كلغ، وقد أطلّت للمرة الأولى عام 1956 لتصبح بعدها الهدف الذي يسعى إليه كل نجوم كرة القدم سنويّاً.