الرئيسية / سياسة / “أسهم” الخطيب في “بورصة” الاستشارات

“أسهم” الخطيب في “بورصة” الاستشارات

الخميس 05 كانون الأول 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

“داني أبوحيدر” اسم جديد ينضم الى لائحة الذين قهرتهم الحياة في لبنان، فأقدموا على الانتحار تحت وطأة القلة والديون التي ترهقهم، واللائحة قد تطول نتيجة الاحباط الذي تسببه الطبقة السياسية للبنانيين بعدما عاثت في البلد فساداً أوصله الى قلب الانهيار وأدخله في نفق مظلم بدأت تداعياته الاقتصادية تظهر تباعاً. ولعل الخبر الانساني الذي يتقدم كل الاعتبارات في دول العالم، لا يزال في المرتبة الدنيا في لبنان حيث الصراع على اشده على الكراسي والحقائب والامتيازات والمغانم.

واذا كانت رئاسة الجمهورية حسمت موعد الاستشارات النيابية الملزمة، فان تحديد الوقت لا يحسم اجراءها في أوانها، أو مضيها الى النهاية السعيدة تكليفاً وتأليفاً، في ظل عدم اقتناع معظم الافرقاء السياسيين بالمرشح لتولي رئاسة الوزراء سمير الخطيب لعدم خبرته السياسية وضعف علاقاته الدولية، وربما عدم قدرته على ادارة اللعبة السياسية، فيما رأت مصادر سياسية عبر “النهار” انه “نسخة منقحة عن أعضاء اللقاء التشاوري السني”، الامر الذي حدا رؤساء الحكومات السابقين على اصدار بيان، أوضح مضامينه جلياً بعد ذلك الرئيس فؤاد السنيورة، برفضه ترشيح الخطيب لموقع رئاسة الحكومة ما ولد سجالاً مع دوائر قصر بعبدا.

وبتحديده أخيراً موعد الاستشارات الملزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيد الاثنين ودون اتفاق مسبق على المرشح للتكليف والتأليف، وضع الرئيس ميشال عون الجميع أمام مسؤولياتهم لكنه أفسح في المجال لجولة جديدة من الاتصالات في الايام التي تسبق الموعد. وبدا كأنه رمى كرة اتهامه بخرق الدستور في مرمى الرئيس سعد الحريري أولاً وكذلك في وجه الثنائي “أمل” و”حزب الله” اللذين يقفان على خاطر الحريري حتى الرمق الأخير، وينتظران منه بياناً رسمياً داعما للخطيب، تؤكد المصادر انه لن يصدر إلّا اذا صدر بيانان مماثلان عن الرئاستين الاولى والثانية.

وفي معلومات تؤكدها أوساط “بيت الوسط” أن الرئيس الحريري أيّد اسم المهندس سمير الخطيب، لكن “تيار المستقبل” لم يختره أو يرشّحه. وأفادت الأوساط أن “تيار المستقبل لن يشارك في الحكومة المقبلة التي يتمّ الترويج لها، ما يعني أنه من يكون هناك ممثلون لتيار المستقبل في الحكومة المقبلة، لا عبر سياسيين ولا عبر غير سياسيين. ونترك مهمة تسمية الوزراء للرئيس المكلّف المقبل”.

وأبلغت الاوساط “النهار” أن الموافقة على تسمية الشخصية المرشّحة لرئاسة الحكومة ليس العامل المهم وحده، بل لا بدّ من تسهيل مهمته وعدم العودة الى المطالب القديمة المتمثّلة بالتمثيل السياسي ومشاركة أسماء من الحكومة السابقة التي تعقّد الأمور أكثر مما تسهّلها، وهذا ما يعود ويعرقل التكليف قبل أن يقلع”. وأشارت الى “ان أيّ توافق لم يحصل بين الأفرقاء السياسيين على الحقائب أو الأسماء، بل إن نقطة التلاقي تشمل فقط دعم اسم المهندس الخطيب”.

ولم تجزم الاوساط حتى اللحظة في تسمية كتلة “المستقبل” النيابية المرشح الخطيب و”ما يمكن تأكيده أن الرئيس الحريري أيّده لا أكثر ولا بدّ من الانتظار وترقّب كيفية سير الاستشارات، وعندها تعقد كتلة “المستقبل” اجتماعاً وتصدر بياناً، وهناك تفاصيل لا تزال قيد المناقشة حتى الساعة”.

وهكذا تبدو الامور أكثر تعقيداً من الصورة الزهرية التي أوحت بها عملية تحديد موعد الاستشارات، وقال وزير سابق لـ”النهار” إن بورصة الاسماء لا تزال مشرعة على اسماء جديدة في الفترة الفاصلة عن موعد الاستشارات الاثنين المقبل، وان مفاجأت قد تحصل. ولا يزال الوزير السابق على اقتناعه بان موعد الحكومة لم يحن بعد لارتباطه بتطورات عدة اقليمية ودولية، ويرجح اعادة احياء تصريف الاعمال، أو العودة مجدداً الى صيغة تعيد تكليف سعد الحريري.

الانتفاضة
على صعيد آخر، تدخل اليوم الانتفاضة نهارها الخمسين في ظل تصعيد شهدته المناطق اللبنانية أمس ومنذ ليل الثلاثاء احتجاجاً على ما سرّب الحكومة المرتقبة، وهو مرشح للتفاقم خصوصا مع ازدياد الازمة الاقتصادية.

في بيروت، عاود المنتفضون مساء أمس إقفال جسر فؤاد شهاب “الرينغ”، غير أن القوى الأمنية تدخلت وعملت على فتحه أمام السيارات. وكان هذا الجسر شهد سخونة ليل أول من أمس، إذ أطلقت قوة مكافحة الشغب قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المعتصمين الذين رفضوا الانسحاب من الطريق، وطاردت آخرين الى مناطق مجاورة.

وسجلت المناطق تصعيداً واقفالاً للطرق وللمؤسسات الرسمية، خصوصاً في الشمال، كما في البقاع حيث حصل تصادم مع الاهالي في سعدنايل وأوقف عدد من الناشطين، لكنهم أطلقوا لاحقاً.

النهار