مجلة وفاء wafaamagazine
صرّح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال حفل تخريج طلاب جامعة العزم أنه “بين عامي 2015 و2022، سبع سنوات على انطلاقة جامعة العزم التي شكلت ولا تزال منارة علم ومعرفة في طرابلس الفيحاء، تتكامل رسالتها التربوية مع سائر قطاعات مركز العزم التربوي. ونحن نفتخر بأن خيارنا بالاستثمار في العنصر البشري كان صائبا، وهو من أهم العناصر التي يمكن أن تحقق أهداف التنمية لطرابلس والشمال، ولبنان ككل. وها إن جامعة العزم، تمضي بعد سبع سنوات من تأسيسها، في مسيرة تخريج الأجيال في مختلف الاختصاصات، بما يلبي حاجات سوق العمل ويساهم في عملية إنهاض وطننا من أزمته وتحقيق التنمية المستدامة التي يحتاج إليها”.
أضاف: “من جامعة العزم، نعاهد أهلنا الأوفياء دوما في طرابلس أننا سنبقى بجانبهم، كما كنا على الدوام، ولن نتردد عن القيام بأي خطوة تبلسم جراح الموجوعين والمحتاجين، فنحن أهل وإخوة، ومن واجبنا التعاضد لتمرير هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان. كما أننا، من هذا الصرح الجامعي والتربوي الذي نفتخر به وبطلابه والقيمين عليه، نؤكد ان لبنان، رغم الظروف الصعبة، سيبقى عنوانا للعلم والمعرفة ورائدا في محيطه والعالم. وسنوفر لجامعة العزم وسائر قطاعات العزم التربوية كل الامكانات للتقدم اكثر فأكثر والريادة والتطور”.
وتابع: “صحيح أن المناسبة تربوية بامتياز، إلا أن الواقع السياسي يفرض نفسه بندا أول على كل المناسبات، خصوصا ونحن في مرحلة حافلة بالاستحقاقات، وأهمها الاستحقاق المتعلق بتسمية رئيس الحكومة الجديد وتشكيل الحكومة الجديدة. منذ العاشر من ايلول الفائت، تاريخ اعلانها وحتى اليوم، تواظب حكومتنا، حكومة “معا للانقاذ”، على العمل بكل جد لمعالجة الملفات المطروحة، بعدما تسلمت مهامها في أصعب وأخطر مرحلة مر بها لبنان في تاريخه. لم نتردد عن القيام بما هو مطلوب منا بشجاعة واخلاص ومثابرة، حيث توصلنا الى اتفاق اولي مع صندوق النقد الدولي حدد خارطة طريق للمعالجات المطلوبة اقتصاديا وماليا واجتماعيا. وواكبنا هذه الخطوة الاساسية باقرار مشاريع إصلاحية عدة تنتظر التعاون لإقرارها من قبل مجلس النواب الكريم”.
وأردف: “هذه هي خارطة الحل المتاحة للبنان، والباب الفعلي للمعالجة المطلوبة. وكل تأخير في المعالجة والتنفيذ سيعمق الازمة أكثر فأكثر ويجعل أكلاف المعالجة أكبر. من هذا المنطلق، ومع الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل، فإننا نناشد الجميع الإسراع في اختيار رئيس جديد للحكومة وتقديم كل التسهيلات لتشكيل الحكومة الجديدة، لان ترف الوقت لم يعد متاحا أبدا”.
وقال: “في خضم الحديث عن تسمية رئيس الحكومة الجديد، تكثر التحليلات والاجتهادات والتأويلات مما يقتضي وضع الامور في نصابها الصحيح. ومن هذا المنطلق، أقول: مثلما لم أتردد يوما عن الاقدام على تحمل المسؤولية وخدمة الوطن، لا سيما في المراحل المفصلية والخطيرة، فكذلك لن أتردد في رفض اي محاولة لادخالنا في تسويات لا مصلحة للوطن فيها او في مساومات سياسية مخالفة لقناعاتنا، لم تكن يوما واردة لدينا”.
اضاف: “الاقدام على الخدمة العامة وشجاعة المواجهة شيء. أما الانتحار والمواجهات السياسية العبثية فشيء آخر. مخطئ من يعتقد أن رفع الصوت وافتعال الغبار السياسي والاعلامي في وجهنا، يمكنه أن يلزمنا بأن نزيح قيد أنملة عن قناعاتنا. إننا مستعدون للخدمة العامة بقناعات وطنية وشخصية واضحة، لكننا نرفض تحويل موقع رئاسة الحكومة وشخص رئيس الحكومة مادة للتسويات. المعادلة واضحة ولا تراجع عنها بضغط الحسابات العددية أو السياسية التي يحاول البعض فرض المساومة عليها”.
وختم: “أيها الحفل الكريم، ختاما عود على بدء، يا أيها المتخرجون، ثقوا بأن المستقبل سيكون أفضل، رغم ما يعانيه لبنان من مشاكل اقتصادية واجتماعية. ثقوا بأن لبنان سيعود من جديد إلى عزه ومجده. ثقوا بأن وراء كل شدة انفراج. ثقوا بأن الأيام الآتية ستحمل في طياتها ما تستحقونه وما تطمحون إليه. اليوم، تتخرجون من جامعة أعطتكم الكثير، وتنتظر منكم أن تعطوا في حياتكم الجديدة أضعاف أضعاف ما أعطتكم. وعدنا لكم بأننا لن نألو جهدا حتى يعود لبنان إلى ما كان عليه في أيامه الجميلة، إلى صفاء عيشه المشترك، إلى ازدهاره ولقه وتوهجه”.