مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة النهار
لم تظهر صورة التحركات السياسية الداخلية في الساعات الأخيرة أيّ تطورات من شأنها بلورة الاتجاهات السياسية والنيابية حيال الاسم أو الأسماء المحددة المرشحة للتكليف بتشكيل الحكومة الجديدة، بل أن الواقع ازداد غموضاً وضبابية بما بات يرسم تساؤلات كبيرة عمّا ستفضي إليه الاستشارات النيابية الملزمة التي من المقرّر أن تجري الخميس المقبل في قصر بعبدا. وعشية استحقاق التكليف بدا لافتاً أن الكتل النيابية في مجملها وتبعاً للتحالفات السياسية في ما بينها لم تتوصل بعد إلى أيّ تفاهمات أو توافقات حول الرئيس المكلّف الأمر الذي سيجعل من الأيام الفاصلة بين مطلع الأسبوع والخميس فترة حاسمة لبلورة التفاهمات أو المراوحة في مأزق لا يمكن التكهن بما سيفضي إليه. هذا المشهد المربك والملبد بالتعثر الواسع في التوصل إلى قيام تفاهمات حول الرئيس المكلف اثار احتمالات سلبية وإن على نحو غير مثبت مثل ما تردّد من إمكان التذرع بعدم توصل الأفرقاء إلى بلورة المرشحين للرئاسة الثالثة وإرجاء الاستشارات إلى موعد آخر.
لكن الأوساط الرسمية المعنية استبعدت هذا الاحتمال فيما أبدت أوساط سياسية ونيابية ثقتها بأن الأيام القليلة الفاصلة عن الخميس ستشهد تطورات بارزة من شانها فرز الكتل النيابية والنواب المستقلين حول عدد محدود جداً من الشخصيات المطروحة لتشكيل الحكومة ومن بينها طبعاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وذكر في سياق أن وساطات التوفيق والتقريب بين ميقاتي ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مستمرة، وهي ستتكثف في الفترة الفاصلة عن الخميس المقبل.
وفي هذا الإطار، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس في عين التينة نائب رئيس المجلس الياس بوصعب.
وكان “التيار الوطني الحر” ردّ تكراراً بنفي اتهامه بمحاولة فرض شروطٍ وزارية على ميقاتي .وأصدر بياناً قال فيه “كثر في الأيام الأخيرة الكلام الكاذب عن مطالب وشروط تُنسب زوراً إلى “التيار الوطني الحر” في الملف الحكومي. إن “التيّار”، الذي يريد سريعاً تأليف حكومة تكون على مستوى المرحلة، يؤكّد أنه لا يتواصل إطلاقاً مع أيّ فريق أو جهة في شأن المشاركة في الحكومة من عدمها، ولا حديث بتاتًا مع أيّ طرف، ولا حتى داخل التيار بعد، بشأن مطالب أو شروط للتيار او لرئيسه من أجل المشاركة في أيّ حكومة. وتالياً، يكفي هذا الواقع ليُسقِط كل ترويج كاذب ومشبوه وغرضيّ عن شروط ومطالب تشاع في الإعلام وتنسج حولها المقالات والتحاليل والربورتاجات الكاذبة”.
في المقابل، تشهد الجبهة المناهضة لتحالف “حزب الله “– “التيار الوطني الحر”، سلسلةُ لقاءات مرتقبة لمحاولة التصدي لدخول مرشّح 8 آذار إلى السرايا. في هذا الإطار، من المتوقع، أن يزور وفدٌ اشتراكيّ معراب اليوم. كما أن ثمة اتصالات لمحاولة التوافق مع “التغييريين” والمستقلّين السياديين، على شخصية واحدة يسمّونها في الاستشارات، إلّا أن رفض بعض التغييريين أيّ تنسيق مع الاحزاب السياسية المعارِضة، قد يحبط هذه المساعي ويؤدّي في نهاية المطاف.
أمّا في المواقف من الاستحقاق المنتظر، فاستعجالٌ كنسيّ للتكليف والتأليف وإصرارٌ على إنجاز الانتخابات الرئاسية في مواعيدها أيضاً. ففي قداس اختتام أعمال سينودس أساقفة الكنيسة المارونية، في بكركي، أكّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي “إننا نصلي كي يفتح المسؤولون المدنيون والسياسيون عندنا في لبنان قلوبهم وعقولهم لأنوار الروح القدس ومواهبه فيضعوا حداً لعادة التعطيل، ويسرعوا في حسم الوضع الحكومي والتحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون أيّ إبطاء. لا يمكن إبقاء البلاد بدون حكومة وبدون رئيس للجمهورية. وحان الوقت لنحسم أمام العالم ما إذا كنا جديرين بهذا الوطن وبتكوينه التعدّدي. إن أداء الجماعة السياسية يثير اشمئزاز الشعب والعالم، إذ يعطي الدليل يومياً على فقدان المسؤولية والاستهتار بألآم الشعب ومصير لبنان. هذه مرحلة دقيقة تستدعي اختيار رئيس حكومة يتمتع بصدقية ويكون صاحب خبرة ودراية وحكمة في الشأن العام ليتمكن من تشكيل حكومة مع فخامة الرئيس بأسرع ما يمكن من أجل اتخاذ القرارات الملحة، وأولها المباشرة بالإصلاحات الحيوية والمنتظرة. لذا نرفض تمضية الأشهر القليلة الباقية من هذا العهد في ظل حكومة تصريف الأعمال. ونرفض الشغور الرئاسي والفراغ الدستوري لأنهما مرادفان هذه المرة لتطورات يصعب ضبطها دستورياً وأمنياً ووطنياً”.