مجلة وفاء wafaamagazine
موسمٌ شاق ينتظر مانشستر يونايتد في إنكلترا والبطولات الأوروبية. الفريق في حالٍ يُرثى لها منذ اعتزال المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون عام 2013. لا نشاط يُذكر في سوق الانتقالات حتى الآن واختبارات ملحمية تنتظر «الشياطين الحمر» مع انطلاقة الدوري الإنكليزي الممتاز في 6 آب المقبل. الأمور تصب بعكس ما يشتهي «أحمر مانشستر»، فهل يحقق المدرب الجديد إريك تن هاغ النجاح؟
عانى مانشستر يونايتد كثيراً خلال استحقاقات العقد الماضي، وكان العامين الأخيرين الأكثر صعوبة على فريق شمال إنكلترا. الاستقرار «النوعي» الذي كوّنه أسطورة الفريق أولي غونار سولشاير عند إشرافه على العارضة الفنية للنادي تهدّم تباعاً إثر تردي النتائج. وفي ظل السقوط الحر، ارتأت الإدارة بالألماني رالف رانغنيك خير سلفٍ على المدى القصير، فتم تعيينه خلال منتصف الموسم المنصرم بهدف معاينة الأضرار، على أن يستلم منصباً إدارياً بدءاً من الموسم المقبل. لكن، ما لم يكن في الحسبان، تفاقُم الأضرار أكثر مع رانغنيك ومغادرته النادي كلياً (سيدرب منتخب المجر في الفترة المقبلة). هكذا، قامت الإدارة بتسليم الشعلة إلى مدرب أياكس أمستردام الهولندي إريك تن هاغ، أملاً بإعادة الاستقرار إلى داخل أسوار ملعب «أولد ترافورد»، وسط آمالٍ كبيرة قد تصطدم بلغة الواقع. اشتهر تن هاغ خلال السنوات الماضية رفقة أياكس حيث اعتلى المنصات المحلية وأعاد الفريق إلى الخريطة الأوروبية من بوابة دوري أبطال أوروبا. أظهر الهولندي إمكانات واعدة في عالم التدريب وقدّم كرة جميلة محققاً نتائج لافتة، فهل يكرر الأمر في إنكلترا؟
أنهى مانشستر يونايتد مسابقة الدوري في المركز السادس وتأهل إلى «اليوروبا ليغ» دون تحقيقه أي لقب، وفي دوري أبطال أوروبا صعد من دور المجموعات وخرج من دور الـ16 على يد أتلتيكو مدريد. موسمٌ غير ناجح تأملت الجماهير على خلفيته الدخول بقوة في سوق الانتقالات الصيفي، لكن ذلك لم يحدث أقله حتى الآن.
مع نهاية موسم 2021/2022، رحل خمسة لاعبين عن الفريق بشكلٍ رسمي بعد انتهاء عقودهم، هم الفرنسي بول بوغبا، الأورغواياني إدينسون كافاني، الإسباني خوان ماتا، الإنكليزي جيسي لينغارد والصربي نيمانيا ماتيتش. ورغم التطلعات الكبيرة للنشاط في الاستقدامات، لم يوقّع مانشستر يونايتد مع أي لاعب حتى اللحظة.
سيواجه مانشستر يونايتد الأندية «الستة الكبار» في أول 13 مباراة من الدوري
ساهم الموسم السيء أيضاً بانخفاض القيمة السوقية للاعبي الفريق طبقاً للتقييم الجديد الصادر عن موقع «ترانسفر ماركت» المختص بالإحصائيات وأرقام اللاعبين والأندية، وذلك من 774.25 مليون يورو إلى 713.55 مليون يورو بنسبة تراجع بلغت 7.8%، ليحتل بعد فقدانه قرابة الـ60 مليون يورو المركز الرابع بين أعلى القيم السوقية لفرق الدوري الإنكليزي خلف مانشستر سيتي، ليفربول وتشيلسي.
جدول مزدحم
تحدٍ آخر ينتظر تن هاغ. فبعيداً عن ضعف المنظومة بشكلها الحالي، أسفر جدول الدوري الإنكليزي الممتاز عن استحقاقات صعبة لمانشستر يونايتد خلال الأسابيع الأولى. أقيمت قرعة مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز للموسم المقبل وأسفرت عن مواجهات متوازنة لأغلب الفرق، لكن نادي مانشستر يونايتد سيقابل «كابوساً» في وقتٍ مبكر من الموسم بمواجهته «الستة الكبار» في أول 13 مباراة، وهو ما يزيد الضغط ربما على الإدارة لتسريع نشاطها في سوق الانتقالات الحالي.
سيواجه تن هاغ فريق ليفربول على ملعب أولد ترافورد في الأسبوع الثالث من الموسم الجديد كأولى الاختبارات الكبيرة. تأتي المواجهة على أرضه بعد استضافة برايتون وزيارة برينتفورد في الأسبوع الثاني من الموسم. ومن بعدها، ستنهال المباريات الصعبة على تن هاغ إلى أن تتوقف البطولة بعد 12 تشرين الثاني/ نوفمبر لإفساح المجال أمام إقامة نهائيات كأس العالم في قطر، خلال الفترة ما بين 21 تشرين الثاني/ نوفمبر و18 كانون الأول/ ديسمبر، قبل أن تعود عجلة مباريات الدوري للدوران من جديد في 26 كانون الأول/ ديسمبر. موسم صعب منتظر، وستظهر تجلياته باكراً على اعتبار أن المدرب الجديد سيكون قد أخذ وقتاً كافياً للاستعداد.
