الرئيسية / آخر الأخبار / الاستحقاقات لبنان في محطات الانتظار الاقليمية.. والبلد على فوهة بركان اجتماعي

الاستحقاقات لبنان في محطات الانتظار الاقليمية.. والبلد على فوهة بركان اجتماعي

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة الأنباء ” الالكترونية

في لبنان المتربع على فوهة بركان اجتماعي لا سياسة ولا سياسات، فكل ما في البلد ارتجال بارتجال. العالم كله يتغير إلا في لبنان لا تغيير طالما العقلية التي تدار بها الأمور هي ذاتها لا تتغير. ملامح المشهد الخارجي تدل على تغييرات كبرى لن يكون لبنان ضمنها. أما المشهد الداخلي فملامحه واضحة، صورة مكررة وطبق الأصل لعقلية مريضة ومتعفنة.

 

وفي غياب أي رؤيا عند المسؤولين تواكب الأحداث والمتغيرات الدولية يبقى لبنان بدون حكومة، فيما تترقب الأوساط حركة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد عودته من الخارج َما إذا كان سيزور قصر بعبدا في وقت قريب.

 

مصدر وزاري أشار عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنه من غير المعقول والمنطقي أن تتم زيارة ميقاتي الى بعبدا دون تحديد موعد مسبق. فالرئيس ميقاتي هو مكلّف بتشكيل حكومة ولا يجوز أن يقال له أبواب القصر الجمهوري مفتوحة للجميع. فالواجب يقتضي أنه ما ان تحط الطائرة التي تقله على مدرج مطار رفيق الحريري الدولي حتى تأخذ دوائر قصر بعبدا علما بقدومه ويحدد موعد الزيارة ويتم ابلاغه الى المدير العام لمجلس الوزراء ليبلغ بدوره الرئيس ميقاتي.

 

في هذا السياق تمنى النائب السابق علي درويش في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية ترك موضوع الزيارة للرئيسين عون وميقاتي، كون البيانين اللذين صدرا عن مكتبيهما الإعلاميين اشارا بايجابية الى هذا الامر، مضيفاً: “نحن نعوّل على العلاقة التي سادت بينهما في المرحلة الماضية”، مرجحاً أن يكون هناك لقاء بينهما لمتابعة البحث في تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن أجندة ميقاتي حافلة بالمواعيد هذا الاسبوع ولديه العديد من الملفات التي تنتظر معالجتها وبالاخص إضراب القطاع العام.

 

وفي حين بقيت أصداء عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بقاعكفرا تترد، رأى الباحث والكاتب السياسي الياس الزغبي في حديث مع الأنباء الالكترونية ان مواقف البطريرك الراعي تعبّر بصدق عن الرأي العام اللبناني بأكثريته الغالبة، وهذا الرأي عبّر عن نفسه قبل الانتخابات النيابية. فإذا فرزنا جيدا الأصوات التي نالتها الأحزاب في طوائفها وراجعنا الحاصل العام لتبين لنا ان هناك رفضا لأي طرف يتصرف بالقرار اللبناني على هواه وهذا ما عبّر عنه الراعي غير مرة، وكلامه الأخير حمل رسالة رداً على تفرّد حزب الله وحسن نصرالله بقرار السلم والحرب بل بقرار الحرب، مضيفاً: “هذا الحزب الذي رأى أن المسألة بالنسبة له أبعد من كاريش وهذا يعني انه ربط لبنان بالأجندة الايرانية ولم يكن الراعي الا صاحب موقف وطني لبناني صاف وحاسم في رفض تصرف أي جهة بالقرار السيادي ومصير لبنان”، معتبرا أن هذا الموقف سيكون له امتداد اقليمي خصوصا بعد قمة جدة التي أعطت لبنان مساحة واسعة في البيان الختامي فيمكن القول باختصار ان الوضع اصبح ينتظر ليس ما بعد كاريش بل ما بعد جدة.

 

على الصعيد الحكومي رأى الزغبي أن كل المؤشرات تؤكد أن لا حكومة في الأفق القريب والمتوسط فالجميع انشغلوا عن مسألة تشكيل حكومة ظرفية سريعة العطب كي يركزوا على رئاسة الجمهورية من خلال هذين الاستحقاقين: رئاسة الجمهورية والموازين الجديدة والشرق الاوسط الجديد خصوصا بعد قمتي جدة وطهران القريبة.

 

هذا جزء من الصورة الجديدة للبنان المرتهن لتطورات المنطقة، وما الاستحقاقين الحكومي والرئاسي سوى محطتي انتظار في قطار التسويات.