مجلة وفاء wafaamagazine
سبعٌ وثلاثون سنة، ولا يزال راغباً في ممارسة هوايته المفضلة بتسجيل الأهداف، وباحثاً عن تحديات جديدة لم يكن ليفكر بها أي لاعب في سنّه، بل بالاعتزال ولا شيء سواه. كريستيانو رونالدو يبحث عن وجهةٍ جديدة، لكن ليس أيّ وجهة، فهناك أماكن مفضّلة وتلتقي مع سنّه وما يمكن أن يقدّمه وما يرغب في إنتاجه على أرض الملعب، فما هي أفضل الوجهات التي تناسب النجم البرتغالي؟
يمكن القول بنسبةٍ كبيرة إن كريستيانو رونالدو سيخرج من مانشستر يونايتد هذا الصيف. تكتّم الهدّاف البرتغالي المرعب، وصمت ناديه الذي لم يقم بأي ردّة فعل واضحة لإبقائه معه سوى بعض التصاريح الخجولة للمدير الفني الجديد الهولندي «إيريك تن هاغ»، يوشيان بأنّ أيام الـ«سي آر 7» في «أولد ترافورد» أصبحت معدودة.
رونالدو هو من يدفع نحو رحيله بعدما وضع تحدّياً لنفسه بإعادة مانشستر يونايتد إلى منصات التتويج، لكن النتيجة النهائية كانت آخر ما يتمناه «الدون» مع فشل «الشياطين الحمر» في التأهل إلى المسابقة الأحب إلى قلبه، والتي أصاب فيها أرقاماً قياسية استثنائية. هي مسابقة دوري أبطال أوروبا التي لا تزال تمثّل هوساً بالنسبة إلى رونالدو الذي لا يمكنه أن يعيش من دون الموسيقى الخاصة بافتتاح مبارياتها.
من هنا، لن يذهب رونالدو سوى إلى فريقٍ يمثّل طموحاته في مسألتين: الأولى طبعاً المشاركة في «التشامبيونز ليغ»، والثانية ما يمكن أن يؤمّن له أجواء فنية مثالية لإشباع جوعه التهديفي الدائم.
لذا لا يمكن سوى وضع ثلاثة خيارات في الحسبان في ما خصّ الوجهة المستقبلية له، وهي تبدو واقعية بنسبٍ مختلفة.
الحلم في باريس
أوّلاً، هناك باريس سان جيرمان الذي قيل إنه رفض التعاقد مع رونالدو بعدما عرضه وكيل أعماله على مسؤولي نادي العاصمة الفرنسية.
الواقع أن الـ PSG يبدو مكاناً جميلاً للبرتغالي لإنهاء مسيرته في أوروبا على أعلى مستوى، فهناك في فرنسا يمكنه تسجيل الأهداف بسهولة. وفي هذا الفريق بالتحديد، هناك من يمكنه أن يصنع له الأهداف الكثيرة، إذ يكفي ذكر اسم الأرجنتيني ليونيل ميسي والنجم الآخر البرازيلي نيمار وطبعاً الجوهرة الفرنسية كيليان مبابي.
فعلاً مع بطل فرنسا، بإمكان رونالدو أن يعيش نزهة في «حديقة الأمراء»، ويخلق رباعياً لن يحلم أي فريقٍ بجمعه. لكن الأحلام شيء والواقع شيء آخر، ففي الجانب الفني، سيصعب على أي مدربٍ أن يجد حلولاً فنيّة لإخراج أقصى ما يختزنه كل نجمٍ من الأسماء الآنفة الذكر، وطبعاً أن يشركهم كلهم بشكلٍ أساسي، وخصوصاً أن هذه المسألة ستؤثر على المقاربة الدفاعية، إذ يعرف كلّ منهم بدوره المحدود على أرض الملعب على هذا الصعيد.
الضباب في لندن
الخيار الثاني المتاح هو تشلسي الإنكليزي، لكن الضبابية تسيطر على إمكانية إبرام صفقة ضم نجم ريال مدريد الإسباني السابق، وذلك لأسبابٍ فنيّة بحتة.
الإدارة تبدو متحمّسة لهذه الخطوة، وتريدها أن تكون الأولى والأكبر في الحقبة الجديدة للنادي الذي خسر الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش. لكن المعطيات تشير إلى أن المدرب الألماني توماس توخيل غير متحمّس لهذه الخطوة كونه يفضّل العمل مع لاعبين أصغر سنّاً وأقل سمعةً لناحية الشخصية القوية، وطبعاً أكثر التزاماً بالجوانب التكتيكية الصارمة، وخصوصاً في ما خصّ الواجبات الدفاعية لكل عنصرٍ على أرضية الميدان.
ليس بإمكان رونالدو العيش من دون الموسيقى الخاصة بافتتاح مباريات دوري الأبطال
توخيل نفسه زاد من هذه الضبابية قبل أيام عندما سأله أحد المشجعين إذا ما كان النادي سيتعاقد مع رونالدو، إذ أجابه: «لن أخبرك».
جوابٌ كافٍ لخلق غموضٍ أكبر، لكن فنياً أسلوب تشلسي الخلّاق هجومياً يناسب رونالدو كثيراً، وأيضاً «البلوز» بحاجةٍ إلى لاعبٍ مثله يعرف الدوري الإنكليزي الممتاز جيّداً، ولديه مرونة في شغل المراكز الهجومية، وطبعاً يمكنه أن يسدّ الثغرة في مركز رأس الحربة الذي تركه البلجيكي روميلو لوكاكو.
الجنّة في ميونيخ
لكن إذا كان هناك أي فريقٍ يمكنه أن يمثّل «جنّة» بالنسبة إلى رونالدو لإنهاء مسيرته بأرقامٍ تهديفية لافتة وبألقابٍ كثيرة، فهو بلا شك بايرن ميونيخ بطل ألمانيا.
النادي البافاري هو الخيار الأمثل للبرتغالي إذا قمنا بتشريح طريقة لعب رونالدو وأيضاً النهج الهجومي لبايرن. ففي ميونيخ، سيجد ثالث أقوى فريقٍ هجومي في أوروبا في الموسم الماضي، وهو الذي سجّل 97 هدفاً في «البوندسليغا» في طريقه إلى التتويج باللقب.
هناك أيضاً سيجد صانعي أهدافٍ كثر ومجتهدين، أمثال المخضرم توماس مولر، وليون غوريتسكا وجوشوا كيميتش، وسيرج غنابري والفرنسي كينغسلي كومان والكندي ألفونسو ديفيس، وقد انضم إليهم أخيراً النجم السنغالي ساديو مانيه.
في هذا الفريق، كمّ كبير من اللاعبين الذين يعرفون كيفية التصرّف بالكرة ووضعها في المكان المناسب داخل منطقة الجزاء حيث يهوى رونالدو الوجود دائماً. وهنا يمكن سؤال البولندي روبرت ليفاندوفسكي عن هذا الأمر.
اسم الأخير أيضاً يعطي سبباً للتفكير بأن يكون الـ«سي آر 7» خليفته في حمل القميص الرقم 9 مع رحيله إلى برشلونة الإسباني.
«الدون» نفسه يعرف أنه سيتنعّم بمكانٍ يناسب سنّه أي مركز رأس الحربة الذي يحيطه المدرب جوليان ناغلسمان غالباً بأربعة لاعبين أصحاب نزعة هجومية، ما سيؤمّن لرونالدو إمدادات دائمة ليجد نفسه أمام الشباك حيث لم يفقد أي شيء من قدراته التهديفية التي مكّنته مع إحدى أسوأ نُسَخ مانشستر يونايتد في التاريخ من تسجيل 24 هدفاً في 38 مباراة. ولكن لكي يتحقق كل هذا، يجب أن يوافق الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ على رونالدو، رغم أن هذا الأمر يبدو صعباً نسبياً.
ختاماً، تبقى كل وجهة محتملة لرونالدو غير نهائية، وخصوصاً مع تبدّل اسماء الاندية المهتمة بالحصول على توقيعه او تلك التي يبدو مهتماً بمنحها شرف اللعب بألوانها، وآخرها بحسب ما تردد أمس أتلتيكو مدريد الاسباني.
الأخبار