مجلة وفاء wafaamagazine
في اللقاء الذي انعقد بـ «الرابطة الثقافية» في طرابلس مع نواب ما سمي بـ «التغيير»، وشارك فيه عدد من نشطاء المجتمع المدني وهيئات وجمعيات، تحدث النواب عن مشاريعهم وشرحوا مواقفهم واستعرضوا ازمات طرابلس، وانتهى كلامهم دون فتح باب للاسئلة او النقاش بينهم وبين المشاركين، في سابقة لم تحصل من قبل، الامر الذي استفز احد قادة المجتمع المدني في طرابلس، رئيس «جمعية اللجان الاهلية» سمير الحاج الذي تداول مع المشاركين في امر منع الحوار والنقاش مع النواب، فاتفق مع المشاركين على رأي واحد، وهو ان عنوانا واحدا للقاء هو « الفشل»، وقال للنواب: اذا كان هذا هو تغييركم فان الفشل قادم اليكم.
هذا المشهد يختصر واقع نواب اطلقوا على انفسهم لقب نواب «التغيير»، وهم منذ دخولهم قبة البرلمان، لم يستطيعوا فك شيفرة واحدة من شيفرات ازمات طرابلس المتعددة والمتراكمة، وابرزها ازمة الكهرباء ومافيا المولدات التي تقبض على المدينة الاهم بعد بيروت، كأخطبوط يمسك برقاب المواطنين ويمتص من دمائهم، ما لم تستطعه الحرب الاهلية في ابشع مراحلها.
الطرابلسيون باتوا على قناعة ان «نواب التغيير» ذاهبون الى الفشل، حين ذهب كل نائب منهم بمفرده الى لقاء وزير الداخلية لوضع ملف مافيا المولدات بين يديه، ولم يستطع نواب طرابلس الاجتماع بكتلة واحدة لممارسة ضغطهم كي يحلوا ازمة الكهرباء في عاصمة الشمال، العاصمة الاقتصادية للبنان، والتي تدفع اغلى فاتورة اشتراك كهرباء على مستوى لبنان وربما في العالم كله، بغياب الرقيب والحسيب، ولاستناد اصحاب المولدات الى مرجعيات نيابية وسياسية يوفرون الحماية والغطاء لهم.
اجتمع «نواب التغيير في طرابلس»، واستقبلوا زملاء لهم في مقر مستحدث لحزب لا يملك حضورا شعبيا في المدينة، وعلى منوال نواب سابقين، عقدوا مؤتمرا لم ينتج حلولا لكهرباء مغيبة، ولمافيا مولدات تحزم في ارقام فواتيرها وتضرب بقرارات الدولة والقضاء بعرض الحائط، ويبقى المواطن الطرابلسي ومعه الشمالي من ابناء الاقضية الاكثر حرمانا في عكار والمنية والضنية يعاني من ازمات الكهرباء والماء والرغيف والدواء والاستشفاء، وحتى البنى التحتية الرديئة والشوارع والطرقات الاسوأ بين طرقات لبنان، فيما لم يتمكن «نواب التغيير» من تجاوز حدود الكلام، بل وتحولوا الى «ندابين»…
نواب طرابلس الجدد، ومعهم نواب المناطق الشمالية الاخرى، استراحوا على كراسيهم البرلمانية، واقتدوا بالسابقين، يتسابقون الى امتلاك السيارات المفيّمة، ومواكب ومرافقين يعبرون الطرقات المحفرة الشاهدة على حرمان مزمن واهمال وتهميش طويل الامد.
وقد لامست بعض الجمعيات المحلية حجم عجز نواب فازوا مصادفة بفعل قانون انتخابي هجين، فحذروا مدينة واهلها من فشل يقود الى فشل آخر، وانهيار معيشي واجتماعي واقتصادي يقود الى مزيد من فوضى أمنية، وغياب لامن وامان بعد تزايد عمليات السلب والنهب في عز الظهيرة، ما يعني ان الفلتان بات السائد من طرابلس الى عكار….