مجلة وفاء wafaamagazine
برعاية رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، وبمناسبة الأربعون ربيعاً، افتتحت المنطقة الأولى ووحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله العمل الفني “أيقونات خالدة من زمن المقاومة” (جدارية كل أمجادنا-جدارية سنبقى)، وذلك على الجدار الحدودي في بلدة كفركلا الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله عبد الله ناصر، مسؤول وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله الشيخ علي ضاهر، هيئة أبناء العرقوب، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الاستشهاديين، وفنانين تشكيليين ورسامين، وجمع من الأهالي.
بداية، استعرض السيد صفي الدين برفقة عدد من عوائل الاستشهاديين الجدارية الضخمة لاستشهاديي المقاومة الإسلامية التي رسمها عدد من الفنانين التشكيليين والرسامين بالريشة والألوان، وتضم 13 استشهادياً هم ( أحمد قصير، عامر كلاكش، علي صفي الدين، هيثم دبوق، عبد الله عطوي، أسعد برو، ابراهيم ضاهر، عباس الوزواز، صلاح غندور، حسين أيوب، علي أشمر، بلال الأخرس، عمار حمود)، ومن ثم وضع السيد صفي الدين بصمته على الجدار الاسمنتي من خلال طلائه قالب شعار “الأربعون ربيعاً” وطبعه عند بداية الجدارية.
بعدها، افتتح السيد صفي الدين جدارية “سنبقى ويفنى بناء العدا” التي رُسمت بالريشة واللون الأحمر، وأرّخت لمحطات مفصلية من تاريخ المقاومة حفرت عميقا في وجدان الشرفاء والأحرار في لبنان والعالم ابتداء من مواجهة الاحتلال الصهيوني في العام 1982، مروراً برفع الراية فوق موقع الدبشة، وصولا إلى التحرير عام ٢٠٠٠ وتحرير الأسرى من معتقل الخيام، ثم إلى مواجهات ٢٠٠٦ من خلال أيقونة تدمير فخر الصناعة الإسرائيلية “الميركافا”، ثم إلى تحرير الجرود، وتختتم بصورة رمزية لافتتاح مرحلة جديدة من الصراع مع العدو وهي مرحلة المسيرات التي حلقت فوق حقل كاريش حماية للثروة الوطنية في البحر.
ومن ثم تحدث السيد صفي الدين فقال نحن نقف هنا في هذه النقطة الحساسة لنوجّه رسالة واضحة، بأننا اليوم وبعد أربعين عاماً نحن أقرب إلى فلسطين والقدس، وأقرب إلى تحقيق الأمنية والطموح والرغبة الجانحة لمعظم شعوب أمتنا الإسلامية والعربية، ونحن أقرب إلى الإسرائيلي للنيل منه في البر والبحر إذا شئنا، ونحن نحدد متى نشاء، وليس هو من يفرض أي معادلة في هذا المجال.
وأكد السيد صفي الدين أننا لا نريد حرباً ولا نسعى إليها، ولكن حينما يكون الواجب للدفاع عن وطننا وبلدنا وأمتنا ومقدّساتنا وعن قيمنا، فنحن جاهزون دائماً من موقع الثقة والمعرفة والقدرة وفهمنا لطبيعة هذا العدو.
وشدد السيد صفي الدين على أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والحياتية الكثيرة في لبنان، يجب أن لا تجعلنا نتخيّل أن وضع أعدائنا أفضل من وضعنا بكثير، فهم يعيشون أزمات، ويتحدثون عن أزمات وجودية وثقافية وتاريخية وإلى ما هنالك.
وأشار السيد صفي الدين إلى أنه حينما ضغط الأميركي سنة 1982 ومعه الإسرائيلي وبعض العرب الذين انخرطوا في “كامب ديفيد”، ضغوطاً قصوى على لبنان ليدمروه وليجعلوه مرتعاً للمصالح الإسرائيلية في هذه المنطقة، ولّد فينا قبل أربعين عاماً، المقاومة الأقصى والأصعب والأهم في تاريخ منطقتنا.
وتوجّه السيد صفي الدين للأميركي والإسرائيلي وبعض العرب بالقول، كلّما ازددتم ضغطاً على بلدنا، سنزداد عزماً وقوة وصلابة، وإن جربتمونا في جبهة، فنحن جاهزون في كل الجبهات.
ورأى السيد صفي الدين أنه مخطئ من يظن أن المقاومة ضعيفة، وأن شعب المقاومة ضعيف في ظل هذه الضغوطات وكل هذا الظلم الأميركي الذي يمارس على بلدنا، فنحن بإمكاننا أن نتخذ خيارات في الوقت المناسب، وسنتخذ الخيار المناسب، ونحن بعد انقلاب المعادلات أصبحنا في وضع مختلف، وعلى الإسرائيلي الذي يختبئ خلف هذه الجدران أن يعرف أن هناك يوماً آتياً حتماً، بأن هذه الجدران لن تكون، لأننا في الداخل سنكون.
وأشار السيد صفي الدين إلى أن هناك أناس ثقافتهم وتربيتهم وتاريخهم السياسي بما فعلوه ويفعلونه دائماً في لبنان أو في العالم العربي، بعيدون كل البعد عن الشموخ والكرامة والإباء والعزة وكل هذه القيم الشامخة التي تحملها المقاومة، لذا هم لا يستوعبون اليوم، ويدّعون أنهم لا يفهمون، ونعتقد أنهم لن يفهموا، وبالتالي، فإن كل الذي يحصل من حولنا من مؤامرات التطبيع والضغوطات والحصار على بلدنا، يجب أن لا يجعلنا في لحظة من اللحظات أن نتخلّى عن واجبنا الذي نتمسك به.
وقال السيد صفي الدين نحن اليوم من خلال هذه النقطة ومن خلال الأعمال الفنية نؤكد على حقنا، وعلى قيامنا بواجبنا، وعلى تمسكنا بمقاومتنا، وعلى إصرارنا على ثقافة المقاومة التي صنعت فينا معادلات جديدة لا يمكن أن نتخلّى عنها أبداً، ومخطئ وواهم كثيراً من يتخيّل في لبنان وغيره أنه يمكن أن يأتي اليوم الذي نتخلى فيه عن هذه المعادلات.
وختم السيد صفي الدين بالقول هؤلاء الاستشهاديون الذين رُسمت صور وجوههم المباركة على الجدران، سيكونون معنا في يوم من الأيام حينما يتطلّب الواجب أن نكسر هذا الجدار وندخل إلى داخل فلسطين، لأن الاستشهاديين موجودون، ولأن طريقهم ما زال محفوظاً ومصاناً، ولأن الاستشهاديين المستعدين للتضحية من أجل أن يبقى بلدنا عزيزاً وكريماً وقوياً، موجودون للأزمنة الصعبة لكسر كل الأطواق ولتجاوز كل المحظورات، سواء كانت إسرائيلية أو أميركية أو أطلسية أو دولية، وعلى العالم أن يعرف أننا شعب لا ننهزم لا بحصار ولا بأطواق ولا بتهديدات، ونحن شعب نملك الاستشهاديين الذين تعلّموا في مدرسة كربلاء وفي مدرسة أبي عبد الله الحسين (ع)، والذي يتتلمذ في هذه المدرسة لا يُهزم.