مجلة وفاء wafaamagazine
يُنتظر ان تنصّب الاهتمامات والانظار اليوم على اللقاء الرئاسي الثلاثي في القصر الجمهوري، بعد انتهاء الاحتفال بعيد الجيش في الفياضية، والذي يبحث في الموقف من ترسيم الحدود البحرية في ضوء الردّ الاسرائيلي الذي حمله أمس الوسيط الاميركي في ترسيم الحدود عاموس هوكشتاين، حيث يُتوقع انضمامه إلى هذا اللقاء، فيما سيكون ما يحمله في دائرة الرصد والاهتمام، ليبني على الشيء مقتضاه من اليوم حتى مطلع ايلول، حيث تنتهي المهلة المحدّدة للوصول إلى اتفاق على الترسيم من عدمه، كذلك حيث تبدأ المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية جديد، سواء تمّ تشكيل حكومة جديدة قبل هذه المهلة ام خلالها، خصوصاً انّ اللقاء الرئاسي قد يتطرّق إلى هذا الملف اليوم.
فقد اعلن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال مساء أمس، انّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تلقّى اتصالاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، دعاه خلاله إلى عقد اجتماع ثلاثي يضمّهما ورئيس مجلس النواب نبيه بري عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري، للبحث في الموقف من ملف ترسيم الحدود البحرية.
وعلمت «الجمهورية»، انّ اقتراحاً طُرح على هوكشتاين ليلاً، يقضي بانضمامه إلى اللقاء الرئاسي في بعبدا، طالما انّ موعد لقائه مع رئيس الجمهورية محدّد عند الثانية عشرة ظهراً، وقد رحّب هوكشتاين بالفكرة ، وانّ انضمامه إلى هذا اللقاء لن يكون مفاجئاً.
الحكومة وهوكشتاين
وتوقعت المصادر، ان يؤدي هذا اللقاء في جانب منه إلى ترطيب الأجواء وتبادل الملاحظات والعتاب بين عون وميقاتي في حضور بري، قبل ان يتناولوا البحث في المساعي الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة والعقبات التي تعترضها. والأهم، انّ هذا اللقاء سيُعقد قبل جولة هوكشتاين على الرؤساء الثلاثة، وسيشكّل مناسبة لتنسيق الموقف من الطرح الذي يحمله الوسيط الاميركي من الجانب الاسرائيلي، بعد ان تسلّموا تقريراً مفصّلاً حول ما حملته إليهم التقارير التفصيلية التي نقلها إليهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي التقاه هوكشتاين فور وصوله.
عند ميقاتي
وقد تناول هوكشتاين طعام العشاء إلى مائدة ميقاتي مساء امس في حضور نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب واللواء ابراهيم، وبعد العشاء انتقل هوكشتاين مع بوصعب إلى منزل الاخير في الرابية. ويُنتظر ان يختم هوكشتاين جولته بعد ظهر اليوم بلقاء مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
طرح جديد
وكان هوكشتاين وصل إلى بيروت ظهر امس من طريق اثينا، وعلى الفور زار اللواء إبراهيم قبل ان يلتقي وزيرالطاقة وليد فياض الذي «دردش» مع اعلاميين، مؤكّداً أنّ «هوكشتاين يحمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين، وقال لي إنّه إيجابي، ونفى أي شائعات عن التنقيب المشترك بين لبنان وإسرائيل». وأضاف: «هوكشتاين قال لي إنّه سيتفاوض مع البنك الدولي في شأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفّذها لبنان». وأضاف: «شرطان يضعهما البنك الدولي على لبنان هما زيادة التعرفة وبداية الإجراءات لتعيين الهيئة الناظمة». ولفت إلى انّ «الإدارة الأميركية اشترطت حصول لبنان على تمويل البنك الدولي لإعطائه ضمانات بعدم تعرّضه لعقوبات «قانون قيصر» إذا ما استُجرّ الغاز من مصر». وأشار فياض إلى أنّه تطرّق مع هوكشتاين إلى ملف الفيول الإيراني، قائلاً: «بصراحة أنا مع أن نأتي بالكهرباء للبنانيين، ولا يُمكن أن أرفض أي هبة في هذا الموضوع إذا ما تبيّن أنّ الطرح رسمي وجدّي وبات أمامنا على الورق». وتابع: «هوكشتاين أجابني أنّ هذا الأمر يحتاج إلى مجلس وزراء».
طرح معدل
وقالت اوساط واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية»، انّ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أبلغ إلى بعض من التقاهم امس في بيروت، انّه يحمل طرحاً جديداً في شأن ترسيم الحدود البحرية، يختلف عمّا سبقه، مشيراً إلى انّ «من المفروض ان يضعنا الطرح المعدل على السكة الصحيحة، وان يحقق تقدّماً نحو الحل». وتوقف هوكشتاين عند رسائل «حزب الله» الأخيرة عبر عملية المسيّرات او الفيديو المصور، معتبراً «انّ هذه التصرفات تزيد الاسرائيليين تشبثاً بمواقفهم ولا تساعد في دفع الملف إلى الامام».
وتعليقاً على موقف هوكشتاين من رسائل «الحزب»، عُلم انّ وزير الطاقة وليد فياض لفت انتباهه إلى انّ هناك رأيين حيال هذه المسألة في البلد، «والرأي الآخر لديه مقاربة مختلفة».
وبالنسبة إلى الفيول الإيراني وأزمة الكهرباء، أوضحت مصادر مطلعة، انّ فياض شرح لهوكشتاين انّه ينتظر منذ سنة المعالجة بلا طائل، «وإذا وصلنا رسمياً اقتراحٌ بمنحنا هبة فيول إيراني فأنا انطلاقاً من موقعي وواجبي حيال الشعب اللبناني سأقبلها، خصوصاً انّ الهبة لا تخضع إلى العقوبات»، فأجابه هوكشتاين بأنّ القرار في هذه المسألة يعود إلى مجلس الوزراء، ما دفع فياض الى ان يؤكّد له أنّ الفيول الإيراني إذا كان مجانياً يفيد الشعب اللبناني في هذا الوضع، «وانا كوزير للطاقة يجب أن اتحمّل مسؤوليتي وأؤدي واجبي تجاهه».
وأكّد هوكشتاين لفياض انّه يُفترض قبل نهاية الصيف ان تُعالَج المشكلات التي لا تزال تعترض استجرار الغاز المصري عبر سوريا، مشيراً الى انّه سيسعى مجدداً مع البنك الدولي ليبدي مرونة في تمويل المشروع، «وآمل في أن تساعدنا من جهتك عبر اتخاذ قرارات تتعلق بزيادة التعرفة ومباشرة الإجراءات المتصلة بتشكيل الهيئة الناظمة».
دعوة إيرانية
وفي هذا السياق، اعلنت ايران انّها «مستعدة لاستضافة الاخوة اللبنانيين للتباحث في شأن المحروقات التي يحتاجها بلدهم الشقيق».
وقال مساعد وزير الخارجية والمدير العام لغرب آسيا وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الايرانية محمد صادق الفضلي عبر «تويتر»، انّ «الجمهورية الاسلامية الايرانية هي احد اكبر مصدّري الطاقة في المنطقة، وقد اعلنت مراراً انّها تقف إلى جانب الشعب اللبناني داعمة. طهران مستعدة لإستضافة الاخوة اللبنانيين للتباحث في شأن المحروقات التي يحتاجها بلدهم الشقيق. نحن لسنا من الذين يتخلّون عن اصدقائهم في الأيام الصعبة».
إلى اليرزة
ومن وزارة الطاقة توجّه هوكشتاين الى اليرزة، حيث التقى قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في حضور السفيرة الأميركية. وقال بيان لمديرية التوجيه انّ اللقاء «تناول البحث بموضوع ترسيم الحدود البحرية، وأطلع هوكشتاين العماد عون على آخر تطورات الملف». وكرّر قائد الجيش تأكيده «التزام المؤسسة العسكرية بأي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن»، آملاً في أن «تصل المفاوضات إلى النتائج المرجوة لما في ذلك من مصلحة للبنان».
الخارجية الاميركية
وقبل وصول هوكشتاين امس إلى بيروت بساعات قليلة، أكّدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها امس، أنّه «بعد زيارات إلى باريس وبروكسل وأثينا لمناقشة أمن الطاقة الأوروبي، سيسافر المنسق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار آموس هوكشتاين إلى بيروت اليوم (أمس) لمناقشة الحلول المستدامة لأزمة الطاقة في لبنان، بما في ذلك التزام إدارة الرئيس جو بايدن بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية». وأشارت إلى أنّ «التوصل إلى حل أمر ضروري وممكن، ولكن لا يمكن تحقيقه إلّا من خلال المفاوضات والديبلوماسية».
موقف إسرائيلي
وفي غضون ذلك، أعلن مسؤول إسرائيلي عبر وكالة «رويترز»، أنّ «المبعوث الأميركي سيعرض اقتراحاً إسرائيلياً جديداً في شأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان». وقال: «مقترحنا الجديد يسمح للبنان باستخراج الغاز من المنطقة، مع الحفاظ على حقوقنا».
صور وإحداثيات
وتزامن وصول هوكشتاين مع نشر جهاز «الإعلام الحربي» في «المقاومة الإسلامية فيديو بعنوان»في المرمى» و»اللعب بالوقت غير مفيد»، تضمن مشاهد لمنصّة «كاريش» وإحداثياتها، وذلك في رسالة واضحة إلى اسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية. واستعرض المقطع المصوّر سفينتي الحفر والإنتاج ومنصة عائمة، مع معلومات خاصة بها، سواء لجهة بلد المنشأ أو المميزات أو الإحداثيات الجغرافية، وبعدها عن الشواطئ اللبنانية. كذلك، استعرض الفيديو صواريخ بحرية للمقاومة.
وفيما اعتبرت وسائل إعلام اسرائيلية انّ الفيديو «موجّه أولاً إلينا وهذا تجسيد لتهديدات نصرالله»، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب: «فيديو المسيّرات عن إحداثيات منصات استخراج الغاز لا يمثل موقف الدولة اللبنانية». واكّد انّه «لا توجد مشكلة مع المقاومة الّا انّ القرار حول الترسيم هو قرار الحكومة اللبنانية».
وأشار الى انّ أبرز لقاءات هوكشتاين ستكون مع الرؤساء الثلاثة «وهناك موقف واحد للمسؤولين اللبنانيين وهو العودة الى المفاوضات في الناقورة، وعون وبري وميقاتي يتفقون على ذلك».
نصرالله
في هذه الاثناء، تطرق الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله في المجلس العاشورائي المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس، الى ملف النفط والغاز في المياه اللبنانية، فقال: «هذا الكنز في البحر. ولدينا هذه الفرصة التاريخية، وقد وضعنا انفسنا في مكان بالحدّ الادنى 50 في المئة للذهاب إلى الحرب و50 في المئة أن لا نذهب إلى الحرب، واليوم بتنا في وضع افضل». واضاف: «كل ما نريده في هذا الملف اننا نساعد بلدنا ونعطي الدولة عناصر قوة في المفاوضات، في الصباح سيكون للوسيط الاميركي لقاءات مع الرؤساء، والآن أعيد، نحن لسنا طرفاً في التفاوض ولم نكلّف احداً بذلك وليست مسؤوليتنا ذلك»، وقال: «على ضوء النتائج سنحدّد كيف نتصرّف في الآونة المقبلة، ولا نريد أي جزاء او شكر من الناس، وما يهمّنا النفط والغاز ونجاة البلد»، وشدّد على انّ «حق الشهداء يصل عندما نصل الى الهدف».
الاستحقاق الرئاسي
وعلى جبهة الاستحقاق الرئاسي، قالت أوساط سياسية متابعة لـ«الجمهورية»، انّ هذا الاستحقاق «فرض نفسه أولوية الأولويات في هذه المرحلة الفاصلة عن بداية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد في مطلع أيلول المقبل. وانّ معظم المواقف والتحركات السياسية أصبحت تندرج في السياق الرئاسي، ولو انّ ظاهرها لا يشي بذلك، حيث انّ القوى المؤثرة تعوِّل على هذا الاستحقاق، إما من أجل إبقاء القديم على قِدَمه، وإما بغية إحداث التغيير في الرئاسة الأولى، بهدف إحداثه في تكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة جديدة، تقطع في طريقة تشكيلها مع الحكومات السابقة».
وفي الإطار نفسه، قالت مصادر قريبة من المعارضة لـ»الجمهورية»، انّ «الانتخابات الرئاسية تشكّل مدخلاً لإعادة التوازن إلى داخل المؤسسات الدستورية، والذي إفتُقِد في ظل أكثرية نيابية لفريق 8 آذار وأكثرية وزارية ورئيس للجمهورية في ظل رئاسة العماد ميشال عون، ومع خسارة هذا الفريق أكثريته في الانتخابات الأخيرة لم يعد قادراً على التحكُّم بالمسارات الدستورية بالسهولة التي اعتاد عليها، وهذا المعطى لا يجب التعامل معه وكأنّه لم يحصل لمجرّد انّ مكونات المعارضة لم تنجح في توحيد صفوفها، إنما البناء عليه والدفع من أجل وحدة صف على موقف موحّد وتحديداً في الاستحقاق الرئاسي.
وأكّدت المصادر نفسها، «انّ التغيير لا يحصل في كبسة زر ولا بواسطة عصا سحرية، إنما من خلال العمل التراكمي والجهد المتواصل والنضال المستمر واعتماد سياسة كل جولة بجولتها من دون تكبير الحجر، والفوز بكل جولة قادر على تحسين شروط المواجهة برمتها. ومن هنا من الخطأ التعامل مع الاستحقاق الرئاسي وكأنّ ما بعده غير ما قبله، سوى في حال نجح فريق 8 آذار في ان يمدِّد لنفسه رئاسياً عن طريق شخصية من لونه السياسي. فيما نجاح مكونات المعارضة في انتخاب الرئيس المؤمن بالسيادة والإصلاح، والذي لا يتأثّر بممارسته بالسلاح وسياسات النفوذ، لا بدّ من ان يقود مسار الدولة إلى التغيير المنشود أقله في ثلاثة جوانب أساسية:
– الجانب الأول، يتعلّق بإدارة الدولة لناحية تمسّك رئيس الجمهورية بتطبيق الدستور ورفضه منطق المقايضات والصفقات والمساومات وغض النظر. وان يكون القدوة في القرارات التي يتخذها والتعيينات التي يعتمدها بعيداً من المحسوبيات والزبائنيات، وعلى أساس معياري الكفاية والجدارة. فالدولة على صورة رئيسها، ولا يستطيع الرئيس ان يدين غيره إذا كان يعتمد في ممارسته سياسة الصيف والشتاء على سطح واحد، ويبدّي مصالحه الشخصية ومصالح المحيطين به، فيما يستطيع ان يشكّل العدوى الإيجابية وان يُحرج غيره في تفانيه وشفافيته ورفضه أي شيء لنفسه.
– الجانب الثاني، يرتبط بموقفه الصارم لجهة انّ ما للدولة هو للدولة، وهي صاحبة القرار ولها وحدها الكلمة الفصل، ويرفض أي شراكة لأي فريق معها من دون الحاجة إلى الصدام معه، وأن لا يسمح بالخلط بين ما هو شرعي وما هو غير شرعي، لأنّ الانحدار والانهيار الفعليين بدأا عندما سقط «زيح» الفصل بين الدولة والدويلة.
– الجانب الثالث، يتصلّ بتمسكه بأفضل العلاقات مع المجتمعين الدولي والعربي وتحديداً الخليجي، وان يرفض استمرار لبنان منصّة لاستهداف هذه الدول إن سياسياً أو أمنياً أو عن طريق تصدير المخدرات، وان يحرص على إدانة أي اعتداء سياسي او غيره ضد هذه الدول التي عليها ان تتفهّم بدورها انّ لبنان الرسمي ملتزم بأفضل العلاقات معها، ولكن ما في اليد حيلة في ظل حالة الأمر الواقع القائمة، والتي تشكّل معالجتها مسؤولية دولية وعربية ولبنانية، اي انّ على هذه الدول ان تميِّز بين لبنان الدولة ولبنان الدويلة».
وأضافت المصادر: «يخطئ من يعتبر انّ الفرصة غير متاحة، وان يستسلم للإحباط والأمر الواقع. فالفريق الآخر في أضعف مراحله ولحظاته بسبب فشله وانكشاف مشروعه أمام الرأي العام، بأنّه قاد البلد إلى الانهيار، فيما لا حلّ سوى في دولة المؤسسات، والانتخابات الرئاسية تشكّل مدخلاً فعلياً لإعادة إنتاج سلطة تشبه الناس وتحكم باسم الشعب اللبناني، وتحدّ من تمدُّد الفريق غير الشرعي داخل المؤسسات الشرعية، وتعمل في المقابل على تمدُّد مشروع الدولة على الحدود وداخل المؤسسات، وتنتهج نهجاً إصلاحياً وشفافاً يوقف الهدر والفساد، ويقرّ القوانين الإصلاحية التي تبدأ باستقلالية القضاء ولا تنتهي بقانون التعيينات، وتعطي لكل صاحب حقّ حقه على قاعدة الكفاية لا المحسوبية»..
وختمت المصادر: «انّ المعارضة مدعوة إلى وضع كل جهودها لتوحيد صفوفها والفوز في الاستحقاق الرئاسي الذي يأتي مرة كل 6 سنوات، فضلاً عن انّ الفوز في هذا الاستحقاق يدفع في اتجاه ترجمة التغيير الذي اقترعت الناس من أجله في الانتخابات النيابية الأخيرة، فيما تفويت هذه الفرصة يعني تمديداً للأزمة لولاية رئاسية جديدة».
في بكركي
من جهة ثانية، وفي خطوة مفاجئة، عاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس من فاريا إلى بكركي، وأرجأ عودته الى الديمان لساعات من اجل عقد بعض اللقاءات السياسية اليوم، وأبرز زواره الرئيس فؤاد السنيورة، بهدف التشاور في كل التطورات الجديدة والاستحقاقات المقبلة ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي، في ضوء المواقف التي أطلقها البطريرك تجاه التحضيرات القريبة للاستحقاقين الرئاسي والحكومي، لجهة تحديده للمواصفات للرئيس العتيد وردّات الفعل التي انتهت إليها هذه المواقف. كما سيكون اللقاء مناسبة لتقييم التطورات في لبنان والمنطقة.
مواقف
وكان الراعي قال في عظة الاحد أمس: «لا يمكن أن نسلّم بإغلاق ملف تشكيل حكومة جديدة، كأنّ الحكومة مجرد تفصيل في بنيان نظام الدولة اللبنانية، مع العلم أنّ اتفاق الطائف جعل مجلس الوزراء، إلى جانب رئاسة الجمهورية، الركيزة المحورية ومركز السلطة التنفيذية. فلا قيمة للتكليف ما لم يستتبعه التأليف». واستغرب «أن يكون المعنيون بتأليف الحكومة يسخّفون هذا الأمر، خلافاً للدستور واتفاق الطائف». واعتبر «انّ وجود حكومة شرعية يولي الدولة القدرة على مفاوضة المجتمعين العربي والدولي وعلى اتخاذ القرارات وتوقيع المعاهدات».
وتطرّق الراعي إلى حادثة المطران موسى الحاج، فطالب المسؤولين عنها بما يلي: «أن يعيدوا إليه جواز سفره اللبناني وهاتفه، وأن يسلّموه الأمانات من مال وأدوية كان يحملها إسمياً لأشخاص ولمؤسسات، لأنّها أمانة في عنقه، وأن يؤمّن له العبور من الناقورة، ككل الذين سبقوه، إلى أبرشيته ذهاباً وإياباً من دون توقيف أو تفتيش. وأن يكفوا عن تسمية المواطنين اللبنانيين المتواجدين في فلسطين المحتلة «بعملاء».
عوده
وقال متروبويت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خلال قداس في كاتدرائية مار جاورجيوس في بيروت: «بعد مرور سنتين على أحد أضخم التفجيرات العالمية، لا يزال اللبنانيون عموماً، وذوو الضحايا وجميع المتضررين خصوصاً، ينتظرون انتهاء التحقيق وصدور نتائجه. سنتان من الوعود الواهية، ومن القهر والفقر والذلّ والعتمة الشاملة. سنتان من الجدالات العقيمة، آخرها ما شهدناه في الجلسة التشريعية الأولى للمجلس النيابي الجديد، التي كنا نتوقع أن تكون جلسة إقرار مشاريع إصلاحية ضرورية، فإذا بها تقف شاهداً على أنّ المسؤولين في هذا البلد لا يهتمون بالإصلاح، ولا يعرفون التكاتف، لكنهم يمتهنون التناكف». وطالب باسم «جميع أبناء بيروت المنكوبة»، بـ»بذل أقصى الجهود من أجل استكمال التحقيق وإظهار الحقيقة كاملة، وتطبيق القانون على كل من يظهرهم التحقيق على صلة قريبة أو بعيدة بتفجير المرفأ».
قبلان
وتحدث المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال إحياء ليالي عاشوراء، عن إطار وطني مركزي للقضايا الوطنية فقال، انّ «الإنقاذ فقط بالنفط البحري جنوباً والحل بإذعان تل أبيب أو الحرب، والإحداثيات التي مرّرتها المقاومة اليوم (أمس) دليل حاسم وعلامة مجد لبناني كبير». واضاف ان «تقسيم لبنان ليس ممنوعاً فحسب بل مستحيل، حتى لو أدّى ذلك إلى حرب عالمية. وليس لأحد مصلحة في الفراغين الحكومي والرئاسي، وواشنطن مصلحتها في الفراغ المسرطن، وحسم وضعية لبنان يتوقف على انتخاب رئيس جمهورية وطني وقوي وجامع بعيداً من التوابل السياسية».
الإهراءات
وعلى صعيد آخر، سقط جزء متصدّع من إهراءات مرفأ بيروت امس بعدما تكرّر اندلاع النيران فيه، وذلك قبل أيام من إحياء لبنان الذكرى السنوية الثانية للانفجار المروع في 4 آب 2020، وفور الانهيار غطى غبار كثيف أجواء مرفأ بيروت، ليتبين بعد انقشاعه أنّ صومعتين سقطتا حتى الآن.
وقد حصل هذا الانهيار في الاهراءات بعد أسبوعين من اندلاع حريق في القسم الشمالي منها، نتج من تخمّر مخزون الحبوب مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة.
وأصدرت إدارة مرفأ بيروت بياناً نفت فيه توقف المرفأ عن استقبال البواخر «خوفاً من انهيارات اضافية في صوامع القمح، وذلك بعد انهيار جزئي حصل اليوم (أمس) في الجانب الشمالي من الإهراءات». وأكّدت أنّ سير العمل في المرفأ لم ولن يتوقف، وأنّ الإحتياطات والإجراءات متخذة منذ مدة زمنية تحسباً لأي طارئ».
الجمهورية