الرئيسية / آخر الأخبار / الجيش في عيده: صامدون باللحم الحي.. الترسيم: تفاؤل حذر.. ماذا عن إسرائيل؟

الجيش في عيده: صامدون باللحم الحي.. الترسيم: تفاؤل حذر.. ماذا عن إسرائيل؟

 

في العادة يوصف شهر آب بأنّه لهّاب مناخيّاً، الا أنه لهّاب سياسياً تزدحم فيه الأحداث والتطورات، وجميعها لها ارتداداتها على الزمن اللبناني البائس. بدءًا بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وكذلك ما يتصل بالاستعدادات لإحياء الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب، وايضا ما هو منتظر على الصعيد التشريعي من اقرار مجلس النواب لمجموعة قوانين اصلاحية طلبها صندوق النقد الدولي، وايضا ما هو منتظر على صعيد الازمات المتتالية، سواء بالنسبة الى ازمة القمح وفقدان الرغيف، او ارتفاع اسعار الاساسيات مع تصاعد الحديث عن رفع الدولار الجمركي. وايضا ما هو منتظر على الصعيد السياسي وسط الشلل القائم وتعثّر تأليف الحكومة، وكذلك ما هو منتظر من خطابات وخطوات مرتبطة بذكرى عاشوراء، وصولاً الى آخره في 31 آب مع ذكرى تغييب الامام موسى الصدر وخطاب منتظر من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يفترض ان يحدد فيه خريطة مقاربته للاستحقاق الرئاسي الذي يدخل في اليوم التالي في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في جلسة انتخالبية تبقى صلاحية تحديدها بيد رئيس المجلس.

 

وإذا كانت بداية هذا الشهر ووفق العدّاد الرئاسي تتزامَن مع الشهر الثالث من الفترة المتبقية للرئيس ميشال عون في رئاسة الجمهورية، فهي تجلّت من جهة ثانية في العيد السابع والسبعين للمؤسسة العسكرية التي تكاد تكون الرمز الوحيد المتبقّي في عتمة البلد، الذي يؤشّر الى أن الدولة ما زالت موجودة.

 

وقد كان عيد الجيش هذا العام، مناسبة وطنية جامعة للتأكيد على أنّ المؤسسة العسكرية مستمرّة رغم المعاناة التي أصابتها، والاعباء التي تكبدتها، وستبقى صامدة حتى ولو باللحم الحي. وللتأكيد أيضاً على أن قيامة لبنان لا بدّ حاصلة، وقاهرة لكل الصعاب التي ألمّت بهذا البلد الصغير، ولكل العقليات التي عاثت فيه تخريباً وتغليباً لمصالحها، وأسقطت الدولة في وضع فوضوي مختلّ، خَلّع كلّ مؤسساتها، وشلّ كل مفاصلها السياسية والادارية، وجفّف خزينتها، وترك الشعب اللبناني بكل فئاته فريسة سهلة امام لصوص التجويع وعصابات السطو على ودائع اللبنانيين.

 

 

 

تفاؤل حذر

على أن مناسبة هذا العيد الوطني، ارتدّت أهميّة اضافية، بتزامنها مع إشاعة اجواء تفاؤل حول قرب الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وهو الملف الذي يعوّل عليه في تمكين لبنان من الاستفادة من ثرواته البحرية وتجاوز ازمته الاقتصادية والمالية الخانقة.

 

ولقد وصف اللقاء، الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، وجمع الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي بمشاركة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، بأنه محطة بالغة الأهمية على طريق الحسم النهائي لهذا الملف بعد سنوات طويلة من الأخذ والرد حوله بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي. وكان اللافت تَزامنه مع ضخ إيجابيات على هذا الصعيد خلافاً لكل الزيارات التي قام بها الوسطاء الاميركيون الذين تعاقبوا على هذا الملف وصولاً إلى هوكشتاين.

 

على أنّ التفاؤل، كما يقول معنيون مباشرون بملف الترسيم لـ»الجمهورية»، هو امر موجود، تِبعاً لما طرحه الوسيط الاميركي، والتجاوب الذي أبداه مع الموقف اللبناني الموحد الذي عبر عنه الرؤساء الثلاثة.

 

وبحسب هؤلاء فإنّ جو اللقاء كان مريحاً بصورة عامة، وهوكشتاين قدم طرحاً يمكن اعتباره متطورا ومتقدما وأكثر وضوحاً من السابق، وبَدا من خلال ذلك وكأنه يسعى من خلال طرحه الى أن يطمئن الجانب اللبناني الى جدية الولايات المتحدة الاميركية وسعيها إلى انهاء سريع لملف الترسيم بما يحقق مصلحة مشتركة بين لبنان واسرائيل. لافتاً في سياق عرضه إلى أنّ واشنطن راغبة في حصول اتفاق نهائي بين الجانبين في غضون اسابيع قليلة لا تتجاوز نهاية شهر آب الجاري. بما أوحى وكأنه ضامن سلفاً الموقف الاسرائيلي مما طرحه.

 

ولكن على الرغم من هذا الجو المريح، فإنّ التفاؤل الذي أُشيع، يبقى تفاؤلا حذرا لا يعوّل عليه حتى نتبلغ بالموقف الاسرائيلي الذي لم نعتد منه سوى على الخداع والمماطلة والمناورات وزرع الالغام والمفخخات التي يهدف من خلالها الى قرصنة حقوق لبنان وحدوده البحرية. وبالتالي، مع وضوح الموقف الاسرائيلي النهائي الذي وعد هوكشتاين بنقله سريعا يبني لبنان على الشيء مقتضاه.

 

 

 

ولكن ماذا طرح هوكشتاين؟

بحسب مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» فإن ما طرحه الوسيط الأميركي في جوهره يضمن حدود لبنان البحرية الى الخط 23، وحقه في حقل قانا كاملا، الا أن هناك بعض التفاصيل العالقة تستوجب البحث والنقاش.

 

ورفضت المصادر تأكيد أو نفي ما تردّد عن أن طرح هوكشتاين يقضي بموافقة اسرائيل على الخط 23 للبنان على أن يقابله تعرّج شمالاً في الخط وصولاً الى خط الوسط ما بين لبنان وقبرص، بما لا يمنح لبنان كامل حقل قانا مقابل حصول اسرائيل على مساحة مماثلة شمال الخط 23، الا ان المصادر لفتت الى انّ هذا الطرح ليس بجديد، سبق أن طرحته اسرائيل ونقله هوكشتاين، ورفضه لبنان. والموقف الرسمي الذي تبلغه هوكشتاين جوهره أن لبنان متمسك بحدوده البحرية كاملة، ولن يتخلى عن الخط 23 وحقل قانا كاملاً.

 

الاجتماع

وكان لقاء الترسيم في القصر الجمهوري قد انعقد في الحادية عشرة والنصف قبل ظهر امس، واستمر لساعة ونصف الساعة، وحضره الرؤساء الثلاثة وهوكشتاين ومساعدوه والسفيرة الاميركية دوروثي شيا، ونائب رئيس مجلس النواب والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير مستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان والمستشار الديبلوماسي لرئيس الجمهورية السفير اسامة خشاب. ووفق المعلومات الرسمية التي وزّعت حول اللقاء الموسّع فإنّ هوكشتاين عرض على الجانب اللبناني حصيلة المشاورات التي اجراها مع المسؤولين الاسرائيليين في ما خَص مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، واستمع الى موقف لبناني موحد وفق الثوابت اللبنانية المعلنة.

 

 

 

هوكشتاين

وتحدث هوكشتاين الى الصحافيين فوصف المحادثات التي أجراها بـ»المهمة جدا» وقال: «أنا مُمتنّ للرئيس عون على دعوته الى هذا الاجتماع في حضور الرؤساء الثلاثة، وتشرفت بذلك لمناقشة هذه المسألة المهمة جدا مع ممثلي الحكومة اللبنانية. وابقى متفائلاً في مواصلة التقدم الذي حصل في هذا الملف خلال الاسابيع المنصرمة، وانتظر عودتي مجددا وقريبا الى المنطقة للانتهاء من هذا الملف والوصول الى النتيجة المرجوة».

 

 

 

بري وميقاتي

وبعد اللقاء سُئل الرئيس بري عما إذا كان الاجتماع ايجابياً؟ فاكتفى بالقول: «إن شاء الله خير». اما الرئيس ميقاتي فلم يُدل بأي تصريح وهو يغادر قصر بعبدا، مكتفياً بإشارة ايجابية من يده. فيما اكتفى اللواء ابراهيم بالقول: «كل شي منيح».

 

اما بوصعب فقال إن «الاجواء ايجابية، والفجوة في الخلافات الموجودة في هذا الملف قد ضاقت والفترة الزمنية التي تفصلنا عن عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت ستكون قصيرة»، لافتاً الى أنّ «الجميع كانوا مرتاحين، وننتظر تحقيق ما تمّت مناقشته خلال الاجتماع وإن شاء الله نرى نتيجة خلال الاسابيع القليلة المقبلة في هذا المجال».

 

وردا على سؤال قال بو صعب: «لم يطلب منّا أحد قضم البلوكات وتمديد الأنابيب ولبنان طالبَ ببلوكاته كاملة ولم يتغير شيء في موقفه، وهوكشتاين لم يعرض علينا أبدا أي تقاسم للثروة أو البلوكات أو الارباح مع العدو الإسرائيلي».

 

 

 

عند بو حبيب

 

وبعد اللقاء زار هوكشتاين وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، الذي ادلى بموقف لافت اكد فيه على أن الموقف اللبناني موحّد بشكل كبير وقد لاحظ هوكشتاين هذا الأمر. وقال: «هناك تقدم هائل والمفاوضات مستمرة ولم تنته بعد وننتظر ردة الفعل الاسرائيلية».

 

 

 

«أمل»

الى ذلك، أكدت حركة «أمل»، في بيان لمكتبها السياسي امس، «أهمية وحدة الموقف الرسمي والالتفاف الوطني حول موضوع الترسيم بما يؤمن للبنان ورقة قوة لاستعادة حقه في ثرواته وموارده الطبيعية». وشددت على «عدم القبول بأي شكل من اشكال التسلل لتمرير التطبيع تحت أي عنوان كان، والإصرار على عدم التنازل عن الثروة الوطنية والحق اللبناني ومحاولات تمييع الأمور في ملف النفط والغاز». ودعت إلى «ضرورة طلب الحكومة من الشركات الملتزمة التنقيب إلى عدم التلكؤ والتأخر في تنفيذ مهامها والقيام بعملياتها وفقاً للاتفاقيتين الموقعتين».

 

من جهة ثانية، اعتبرت «أمل» انّ «ازدياد الازمات وتفاقمها على المستويات كافة يتطلب الإسراع في تشكيل حكومة جديدة وعدم الركون إلى ما رافقَ هذا الواجب السياسي من تردد كبير وغياب المبادرات، ممّا أوصَل البلاد إلى حالة حادة من الانهيارات المتتالية، ليس اقلها العجز عن إيجاد الحلول لمعالجة الازمات. كل هذه العناوين تستدعي حالة طوارئ استثنائية بعيدة عن الحسابات الضيقة والشعبوية وإنجاز التشكيل بما يؤمّن للبنان نافذة إنعاش بالحد الأدنى لتخفيف عبء المعاناة عن كاهل المواطن الذي يئنّ من شظف العيش وقلة الموارد الأساسية لحياته الكريمة». كما شددت على أنه «من الضروري إنجاز الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس للبلاد بما يشكّل تأكيداً للديمقراطية ويحقق استعادةً للثقة الدولية بلبنان ودوره ومكانته في العالم».

 

 

 

إحتفال الجيش

وكان الجيش قد أحيا عيده السابع والسبعين في احتفال اقامه في الكلية الحربية في ثكنة شكري غانم في الفياضية ترأسه الرئيس عون وحضره الرئيسان بري وميقاتي وشخصيات وزارية ونيابية ودبلوماسيون، وجرى خلاله تقليد السيوف للضباط المتخرجين الـ123 بينهم 46 أنثى، في دورة حملت اسم «مئوية الكلية الحربية».

 

وفي كلمة له اكد رئيس الجمهورية انّ «الاحتفال بعيد الجيش يحلّ هذا العام في ظروف صعبة تمر بها البلاد، تحت وطأة التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة في ظل اتساع حجم الصعوبات الحياتية والاقتصادية التي يواجهها العسكري أسوة بأهله وعائلته وشريحة واسعة من أبناء وطنه»، مشددا على أنه لا يدّخِر جهداً «في سبيل التخفيف من وطأة هذه الصعوبات ضمن القدرات والامكانات المتاحة والسعي الى ان يبقى لبنان بعيداً عن كل التجاذبات والتأثيرات».

 

وإذ لفت عون الى أنه «بالتوازي مع حرص لبنان على المحافظة على الهدوء والاستقرار على حدوده الجنوبية»، أكد «حرصنا على حقوقنا في مياهنا الإقليمية وثرواتنا الطبيعية، وهي حقوق لا يمكن التساهل فيها تحت أي اعتبار»، مشيراً الى أنّ «المفاوضات غير المباشرة الجارية لترسيم الحدود الجنوبية البحرية، هدفها الأول والأخير الحفاظ على حقوق لبنان والوصول من خلال التعاون مع الوسيط الأميركي الى خواتيم تصون حقوقنا وثرواتنا، وتحقق فور انتهاء المفاوضات فرصة لإعادة انتعاش الوضع الاقتصادي في البلاد».

 

وقال: «من موقعي، وانعكاساً لتحمّلي لمسؤولياتي الدستورية، أجدد التأكيد انني، وكما التزمت اجراء الانتخابات النيابية، سأعمل بكل ما اوتيت من قوة من اجل توفير الظروف المؤاتية لانتخاب رئيس جديد يواصل مسيرة الإصلاح الشاقة التي بدأناها».

 

وأكد من جهة ثانية أن «هذا الإنجاز الوطني لا يتحقق الا اذا تحمّل مجلس النواب الجديد، رئيسا واعضاء، مسؤولياته في اختيار من يجد فيه اللبنانيون الشخصية والمواصفات الملائمة لتحمل هذه المسؤولية»، آملاً «الا يكون مصير الانتخابات الرئاسية مماثلا لمصير تشكيل الحكومة الجديدة التي لم تتوافر لها حتى الساعة المقومات والمعايير الضرورية، لتكون حكومة فاعلة وقادرة على القيام بمسؤولياتها حاضرا ومستقبلا». وشدد في هذا السياق على ان «عدم تشكيل الحكومة يعرّض البلاد الى مزيد من الخضات، ويعمّق الصعوبات الاقتصادية والمالية. ومسؤولية المعنيين أساسية في منع تعريض البلاد الى مزيد من التدهور والترهل».

 

وفي وقت لاحق امس، استقبل الرئيس عون قائد الجيش العماد جوزف عون على رأس وفد من القيادة العسكرية مهنئاً بعيد الجيش.

 

واكد قائد الجيش «الإصرار على الصمود باللحم الحي بانتظار انقضاء الازمة التي تعصف ببلدنا. فالجيش يتحمل كامل مسؤوليته تجاه وطنه وشعبه، وسط تعدد المهمات وتشعبها، رافضاً الاستسلام، متمسّكاً بقسمه مهما غلت التضحيات.

 

وشدد على انه «في خضمّ ما نعيشه اليوم من تعثر لمؤسسات الدولة، تبقى المؤسسة العسكرية الوحيدة والأخيرة المتماسكة، والأساس للكيان اللبناني، والضمانة لأمنه واستقراره كما استقرار المنطقة، خلافاً لكل المشككين والمراهنين على تفككها وانهيارها. ولن نسمح لأحد بالمساس بها. وإنّي على ثقة، بأننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، بفضل عزيمة جنودنا وإرادتهم، وبدعم اللبنانيين، المقيمين والمغتربين، كما الدول الصديقة».

 

وقال: «أمامنا استحقاقات وطنية ومفصلية، أقربها ترسيم الحدود البحرية، نلتزم بأي قرار تتخذونه في هذا الشأن لما فيه مصلحة لبنان وخير اللبنانيين. ونعاهد أبناء وطننا، أننا على قسمنا باقون. ما يهمنا، وما يعنينا، هو تحصين المؤسسة العسكرية، وإبعادها عن كل التجاذبات، وإبقائها متماسكة وقادرة على حماية لبنان وصون استقراره».

 

بدوره، اكد رئيس الجمهورية على ان «لا مجال لليأس في ظل الظروف القاسية التي نعيشها، و»إن شاء الله خير» في ما خَص ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية».

 

 

 

الحكومة

حكومياً، على الرغم من اهمية الملف الحكومي، فإنه جرى تناوله سريعا في اللقاء الثلاثي بين الرؤساء عون وبري وميقاتي الذي سبق اللقاء الموسّع حول ترسيم الحدود في حضور هوكشتاين، ولكن من دون الغوض في تفاصيله.

 

وقالت مصادر سياسية لـ»الجمهورية» انّ المعنيين بملف التأليف قد تكيّفوا مع الواقع التعطيلي لهذا الملف، وبالتالي لم يعد يشكل اولوية ملحّة بالنسبة اليهم، بدليل التمسك بما سمّيت معايير رئيس الجمهورية واقتناعات الرئيس المكلف، وعدم التراجع عنها من قبلهما. علماً ان رئيس الجمهورية وفي كلمته في احتفال عيد الجيش قد نعى بصورة غير مباشرة امكانية تأليف الحكومة، عندما قال انه يأمل «الا يكون مصير الاستحقاق الرئاسي مماثلاً لمصير تشكيل الحكومة الجديدة التي لم تتوافر لها حتى الساعة المقومات والمعايير الضرورية».

 

وفي المقابل اكدت مصادر حكومية لـ»الجمهورية» انّ عقدة تأليف الحكومة ليست في جانب الرئيس المكلف، بل هي مقيّدة بمجموعة معايير واشتراطات تراعي فقط الفريق السياسي لرئيس الجمهورية، وتجعل بالتالي من تأليف الحكومة امرا مستحيلا.

 

الّا ان مرجعا مسؤولا اكد بدوره لـ»الجمهورية انه «لو كانت النوايا صافية من البداية لشكّلت الحكومة بعد التكليف مباشرة، ولكن على ما بات مؤكدا انهم من البداية لا يريدون تشكيل حكومة بدليل انهم اقفلوا باب النقاش حولها، فضلاً عن أنهم اصطدموا بعامل الوقت الذي داهَم الجميع وبات من المستحيل تأليف حكومة خصوصاً مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي وتفرّغ الجميع لمواكبته، مع أن المُضحك المبكي هو انهم جميعا خارج هذا الاستحقاق، ولا يملك أي منهم قدرة التأثير فيه».

 

 

 

قمح أوكراني

من جهة ثانية، وفي ذروة تفاقم ازمة االرغيف، اعلنت السفارة البريطانية، في بيان أمس، انّ «أول سفينة تحمل شحنة حبوب منذ غزو روسيا لأوكرانيا، أبحرت من ميناء أوديسا على البحر الأسود، وذلك بموجب اتفاق إسطنبول الذي توصلت إليه الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي (22 تموز). وغادرت السفينة «رازوني» من أوديسا صباح اليوم (امس) متجهة إلى لبنان، مُبحرة عبر ممر مائي آمِن جرى تأمينه بموجب الاتفاق».

 

 

 

الجمهورية