الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / هل تعاني من رائحة جسم مزعجة؟… اليك بعض الأسباب والحلول

هل تعاني من رائحة جسم مزعجة؟… اليك بعض الأسباب والحلول

مجلة وفاء wafaamagazine

ما من أحد إلا ويكره التعرق وينفر من رائحة العرق، خاصة في فصل الصيف حين تسهم الحرارة والرطوبة المرتفعة في زيادة العرق الذي يغير رائحة الجسم للأسوأ؛ ويسبب الإحراج، ويجعلنا نحاول منعه.


لكن “التعرق ظاهرة طبيعية للغاية، ولا ينبغي منعها من دون داع”، وفقا للدكتور كريس كاليويرت، الباحث في جامعة غينت البلجيكية، والخبير في رائحة الجسم. فالغُدد العَرقية تنتشر في أنحاء الجسم، “وكلما زاد عددها ونشاطها، زادت فرص إطلاق الروائح المنفرة”، كما تقول طبيبة الأمراض الجلدية الكندية غيتا ياداف.

 


ورغم أن الأسواق تمتلئ بمزيلات رائحة العرق، فإن معظمها ربما لا يكون كافيا لإنهاء المشكلة؛ لأن العرق ليس المسؤول وحده عن “رائحة الجسم” (Body Odour)، فهناك مصادر أخرى في أجسامنا مسؤولة أيضا، حسب ياداف، من بينها “بعض الأطعمة التي نتناولها، والبكتيريا التي تعيش على بشرتنا”. بالإضافة إلى “التوتر والإجهاد، وما لهما من تأثير على رائحة الجسم”، كما يقول كاليويرت.

المصادر الرئيسية لرائحة الجسم
العرق: انتشار الغدد العرقية في الجسم، تجعلها المسؤول الأكبر عن الرائحة “خاصة في المناطق الغنية ببصيلات الشعر، مثل الإبط؛ حيث تحتوي على المزيد من الدهون والبروتينات والسكريات، مما يجعلها تفرز عرقا أكثر مما يظهر على بقية الجسم”، حسب ياداف.

البكتيريا: تعيش على بشرتنا، وتزدهر في أماكن رطبة ومظلمة في ثنايا الملابس الرياضية والتحتية الضيقة، وتكسر بروتينات الكيراتين مسببة رائحة جسم منفرة، خصوصا تحت الإبط “الذي يعد بيئة مثالية للبكتيريا، المنتجة للرائحة الكريهة”، حسبما تقول ياداف أيضا.
الطعام: يخبرنا كاليويرت أنه “يمكن أن يكون للطعام تأثير على ميكروبيوم الجلد وتطور الرائحة، حسب بحثه الذي أظهر أن “جميع أمراض الجلد تقريبا، لها صلة بالأمعاء”. ووجد أن “الاستهلاك اليومي للخضروات يؤدي إلى تحسين رائحة الجسم، حيث يجعله أقل حموضة، ويزيد البكتيريا ذات الرائحة الجيدة في منطقة الإبط”. كما تقول ياداف إن “شرب الكثير من الماء وتناول الأطعمة المرطبة، مثل الخيار والبطيخ، بالإضافة إلى الحمضيات، يمكن أن يساعد في القضاء على روائح الجسم الكريهة”.
أطعمة كالبصل والثوم والهليون والبروكلي والملفوف واللفت وما شابه: لها تأثير معاكس، كما يقول بريندان كامب، طبيب الأمراض الجلدية من نيويورك. وهو التأثير الذي تفسره ياداف بأن هذه الأغذية “تحتوي على مركبات لا يستطيع الجسم تكسيرها، فيتم إطلاقها نحو السطح عن طريق العرق”.

كما أظهرت أبحاث كاليويرت، أن “تناول اللحوم والوجبات السريعة بشكل متكرر أدى إلى زيادة البكتيريا المرتبطة بالرائحة في منطقة الإبط”.

 

التوتر والإجهاد: يقول كاليويرت، “يمكن أن يكون للإجهاد دور في تطور رائحة الجسم، فهو يطلق الأدرينالين الذي له تأثير مباشر على إفراز الغدد العرقية، مما يجعل العرق المفرز يكسّر ميكروبيوم الجلد، ويؤدي إلى انفجار الرائحة”.

المرض: حيث ترتبط بعض الأمراض -كمرض الكبد، والسكري، والنقرس، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وبعض الأمراض المُعدية- بالتغيرات في رائحة الجسم.

كيف تحصل على رائحة جسد منعشة؟
لا تمنع مزيلات العرق بأنواعها التعرق -بما فيها الطبيعية التي تحتوي على مكونات مضادة للبكتيريا وخافضة للرطوبة كزيت جوز الهند وصودا الخبز والشاي الأخضر وعصير الليمون وخل التفاح- لكنها تجعل رائحة الجسم أفضل عن طريق محاولة إخفائها، أو المساعدة في تثبيطها، للحفاظ على رائحة جسد طيبة.

وعلى الرغم مما تعرضت له مضادات التعرق التي تستخدم مركبات الألمنيوم في الآونة الأخيرة من انتقادات، “بزعم تسببها في أمراض معينة”، فإن معظم الخبراء اتفقوا على أنها آمنة.


فتقول ياداف إن “الدراسات لم تظهر ارتباطا بين مضادات التعرق التي تحتوي على الألمنيوم، والإصابة بأمراض كسرطان الثدي أو ألزهايمر”؛ لكنها تستطرد قائلة “إذا كان استخدام تركيبة خالية من الألمنيوم يُشعرك بالاطمئنان، فلا بأس”.

أما كريس كاليويرت، فيفضل الابتعاد عن مضادات التعرق المصنوعة من الألمنيوم، بعد أن أظهر بحث أجراه عام 2014 “أنها تؤثر سلبا على المجتمع الميكروبي المنتشر على سطح جلد الإبط (ميكروبيوم الإبط)، ويمكن أن تحفز البكتيريا المسببة للرائحة”. لذا، فهو يحذر قائلا “لا تستخدم مضاد التعرق إذا كانت الرائحة خفيفة، كي لا يزيد الأمور سوءا على المدى الطويل”، ويوصي من لا يعانون من تعرق الإبط بشكل مفرط، بالاستخدام المعتدل لمزيل العرق العادي.


ولا يجد كاليويرت مانعا من استخدام مزيلات العرق الحمضية، المصنوعة من مكونات حمض اللاكتيك وحمض الماندليك، التي عادة ما تكون مخصصة لتقشير الوجه وتنعيم البشرة؛ لأنها “تحافظ على نظافة الإبط عن طريق إزالة العرق والجزيئات ذات الرائحة المنُفرة، أفضل من الماء وحده”.


مزيل العرق ليس لكل الأماكن في الجسم
معظم الناس يركزون على منطقة الإبطين، رغم أنها ليست المنطقة الوحيدة التي تنتج رائحة مُزعجة. لذلك يُذكر كاليويرت بأن “غدد الرائحة الموجودة في الإبط، موجودة أيضا في مناطق أخرى من الجسم، كالفخذين، على سبيل المثال”.

لكنه يوصي بقصر استخدام مزيل العرق على الإبط فقط، “كي لا يؤثر على الميكروبيوم في المناطق الداخلية، ويحول رائحتها للأسوأ”. وينصح باستخدام العطور والزيوت الأساسية، كزيت جوز الهند “فمع أن تأثيرها على الميكروبيوم أقل، لكنه أطول”.


كما توصي ياداف باستخدام “المناديل الماصة للعرق” (Deodorant Wipes)، “فرغم أنها لا تحتوي على مزيل للعرق، لكنها تساعد على الانتعاش ومكافحة الرائحة”.

هناك أيضا بدائل أخرى تستخدم البروبيوتيك لإزالة الروائح الكريهة من مناطق الجسم الرطبة، من دون إضرار بالميكروبيوم، مثل بخاخات الجسم، والكريمات، والصابون. وإن كان كاليويرت يرى أن تأثيرها “يحدث بشكل عابر عند استخدامها”، حيث يحتاج البروبيوتيك إلى أن يكون حَيّا لكي يكون فعالا، “وهو ما لا يحدث غالبا في مزيلات العرق أو غسول الجسم”.


لذا، يوصي موقع “مايو كلينك” (Mayo Clinic) بالمواظبة على الاستحمام يوميا (يُفضل بصابون مضاد للبكتيريا)، واختيار ملابس من أقمشة طبيعية توفر تهوية جيدة للجلد، و”ملابس مصنوعة من أقمشة صناعية مُطوَّرة لامتصاص الرطوبة من الجلد، لممارسة الرياضة”، حسب بريندان كامب.

هذا، بالإضافة إلى تقنيات الاسترخاء، للتقليل من الإجهاد الذي يحفز التعرق، والحد من الكافيين والتوابل والأطعمة ذات الرائحة القوية