مجلة وفاء wafaamagazine
استقبل مفتي صور وجبل عامل القاضي العلامة الشيخ حسن عبد الله رئيس اركان الوحدة الفرنسية العاملة في قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان رئيس اركان قوات “اليونيفيل” العميد برونو الوي، في دار الافتاء الجعفري صور، في حضور مدير مكتب المفتي عبدالله حسين عنيسي والشيخ ربيع قبيسي.
وقال العميد الوي: “يسعدني ان ازور اليوم شخصية دينية شيعية منفتحة على الحوار الديني والسياسي، واريد في هذه الجلسة ان اتعرف اكثر على الواقع اللبناني”.
اضاف: “ان كل ما يجري على الحدود بين الطرفين ينتقل بواسطة تقارير الى مجلس الامن، واخيرا شهدت المنطقة توترا بسبب عدم الوصول الى حل بالترسيم البحري”.
وقال: “نحن نسجل الخروقات ونحاول ضبط الوضع الامني عبر الحوار مع الاطراف كافة، وان التدخل من قبل اليونيفيل هو ضمن مهمة تقريب وجهات النظر لتحقيق السلام بالسلام والمحافظة على الاستقرار، وان التعاون مع الحكومة اللبنانية والعلاقة الجيدة مع السكان يساعد على استقرار المنطقة”.
واعتبر ان من “الضرورة ضبط الحدود حتى لا يتطور الواقع الى مشكلة في المنطقة. ومن دواعي سروري ان اخدم في لبنان وسنبذل كل الجهود لتحقيق السلام، وهذا توجه جمهورية فرنسا”.
عبد الله
بدوره، قال العلامة عبد الله: “نستقبلكم اليوم ولبنان يعيش حالة خاصة في منطقة عمل اليونيفيل، وهو ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة ومشكلة حقول الغاز والنفط، وهذا ما يجعل الواقع في الجنوب حساسا جدا، وهذا ينعكس على الاجواء السياسية والامنية في لبنان عامة”.
واضاف: “نرحب بكم افضل ترحيب وان لبنان يعيش نظاما سياسيا طائفيا ومحاصصة التي وصلت الى اقل مستوياتها، بحيث تدنت تلك الحصص الطائفية الى الوظائف الصغرى، وهذا لا يبشر بالخير في لبنان لجهة اعادة بناء الدولة على اسس المواطنية التي يتساوى فيها المواطن بالحقوق والواجبات، وان الدستور اللبناني صريح باحترام المواطنية وان مسألة تقسيم لبنان وطرح الفيدرالية او غيرها من الافكار والاتجاهات التي تفصل بين الهموم اللبنانية المشتركة مرفوض”.
ورأى العلامة عبد الله ان “لبنان بحد ذاته هو صغير نسبة الى الاوطان، وان الطائفة الشيعية تؤمن بالتعايش المشترك وحفظ حقوق الجميع وتؤمن ببقاء لبنان وطنا لكل اهله”.
واشار الى أن “لبنان ومنذ 1948 يعيش معاناة حقيقة من جراء الاطماع الاسرائيلية في لبنان والتعديات المستمرة التي شكلت في الوطن، وقد توالت الاحداث والتعديات حتى الوصول في العام 2007 للقرار الدولي 1701 بعد حرب تموز 2006 وانتشرت قوات اليونيفيل باطار مهام القرار الدولي، وان لبنان يحترم هذا القرار، لكن الكيان الصهيوني الغاصب يعتدي ويخرق القرار الدولي في كثير من المواقع، وخصوصا عبر التهديدات المستمرة وتحليق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق سماء لبنان”.
واعتبر عبد الله، أن “المواطن في جنوب لبنان يعيش حالة من القلق والتوتر الدائم بسبب الخروق الاسرائيلية المستمرة، وهذا الامر يجعله يفكر دائما في حماية نفسه وامتلاكه للسلاح، لان التجربة مع اسرائيل اثبتت جدوى وجود السلاح مع الناس في الجنوب”.
وشدد على “ضرورة ان تحترم اسرائيل سيادة لبنان وان تعمل قوات اليونيفيل على تحقيق تلك السيادة”.
ودعا الى “دعم الجيش بالعتاد والتدريب والسلاح، لكي يصبح قادرا على حماية ارضه، التي هي واجب وطني، وليس تطوعا او اختياريا، بل هو واجب على الجيش وعلى الشعب وان قوات اليونيفيل، مدعوة لدعم الجيش اللبناني وان الخروقات الامنية التي تحصل من الجانب اللبناني ليست عملا منظما بل نضعه في خانة الشبهة”.
واعتبر ان “هناك علاقة وطيدة مع اليونيفيل، ولكن نصر على حقوقنا الطبيعية ونقدم من اجلها الغالي والرخيص، وان اليونيفيل قدمت الشهداء من اجل السلام في لبنان، ونحن قدمنا ونقدم الشهداء من اجل السلام والعيش باستقرار”.
وتمنى عبد الله “احياء مبادرة الرئيس الفرنسي تجاه ترتيب البيت الداخلي اللبناني”، متمنيا “اعادة احياء تلك المبادرة التي اطلقها في قصر الصنوبر في لبنان، وان المشكلة ليست بالمبادرة بل ببعض الاطراف اللبنانية التي حاولت بوحي ما، ان تجهض تلك المبادرة”، متمنيا عليه “دعم افتتاح مركز ثقافي فرنسي في مدينة صور”.