مجلة وفاء wafaamagazine
لن تكون مواجهة منتخب لبنان وضيفه الفيليبيني في 25 الشهر الحالي على صورة آخر مواجهةٍ جمعت بينهما في كأس آسيا لكرة السلة، إذ إن تلك المباراة بالتحديد أطلقت حالة طوارئ في بلاد المنتخب الزائر، الذي على ما يبدو سيحشد كل قواه لإرضاء شعبه الذي جعل من المستديرة البرتقالية اللعبة الشعبية الأولى
ما إن خرج منتخب الفيليبين من كأس آسيا لكرة السلة حتى ظهرت تأثيرات هذه النكسة من النواحي المختلفة، ما رفع مستوى التأهب لكي لا تخسر اللعبة محلياً المزيد من قيمتها التجارية التي حوّلتها في العصر الحديث إلى «بيزنس» بكل ما للكلمة من معنى، فأصبح هناك أسهم تُباع وتشترى فيها، وصار الشركاء يبحثون عن سبلٍ لزيادة نجاحها من أجل رفع مستوى أرباحهم، ما انعكس إيجاباً على المستوى الفني لدى الأندية والمنتخب هناك على حدٍّ سواء.
الخروج من كأس آسيا بطريقةٍ مخيّبة للآمال أطلق جرس الإنذار فبادر رئيس الاتحاد آل بانليليو إلى الطلب من كل المساهمين وشركاء البطولات التضحية بكل تفصيل من أجل منتخب «جيلاس بيليبيناس»، حتى لو جاء هذا الأمر على حساب البطولة المحلية التي تستقطب عدداً كبيراً من المستثمرين ورؤوس الأموال، الذين صُدموا أصلاً باحتلال الفيليبين المركز التاسع في البطولة القارية الذين غابوا عن دورها ربع النهائي للمرة الأولى منذ 15 عاماً.
هذه السقطة جاءت بعد الفشل الأكثر مرارةً في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا في فيتنام، حيث فوّت الفلبنيون فرصة إحراز الميدالية الذهبية للمرة الـ14 على التوالي إثر خسارةٍ مفاجئة أمام منتخب إندونيسيا، التي ستستضيف معهم إلى جانب اليابان كأس العالم المقبلة.
لكن ورغم مهمة الاستضافة التي تتطلب الكثير من العمل، لا يبدو أن هناك رضى بأن يكون المنتخب مجرد جسر عبور للمنتخبات الأخرى في أهم حدثٍ سلوي ستحتضنه البلاد، فكان بدء العمل على تصحيح الأخطاء التي وقع بها المنتخب، وعلى رأسها الفترة التحضيرية والتدريبية، إضافةً إلى النقص في التشكيلة مع غياب أسماء بارزة لأسبابٍ مختلفة، وأخرى سعى القيّمون إلى مشاركتها مع المنتخب ولم يغلقوا ملفاتها قبل اليوم.
نجم الـ NBA في بيروت
هنا تبدأ الحكاية، إذ يمكن القول وبحسب المعطيات المتوفرة إن المنتخب الفيليبيني سيصل إلى بيروت لمواجهة لبنان بأفضل تشكيلة عرفها منذ فترةٍ طويلة، بحيث نجح في ضمّ النجم الفيليبيني – الأميركي جوردان كلاركسون الذي اختير أفضل لاعب سادس في دوري كرة السلة الأميركي الشمالي للمحترفين في الموسم الماضي.
صانع ألعاب فريق يوتا جاز الذي نشط في الـNBA منذ 8 أعوام بدايةً مع لوس أنجليس لايكرز ومن ثم مع كليفلاند كافالييرز قبل وصوله إلى يوتا جاز، سينضم إلى تشكيلة مليئة بلاعبين ينافسون في بطولاتٍ قوية مثل أوستراليا واليابان وكوريا الجنوبية. وهذه المسألة لا يزال يعمل عليها الاتحاد الفيليبيني بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للحصول على أحقية تسريح اللاعبين من أنديتهم من أجل مواجهة لبنان بأفضل مجموعةٍ متاحة.
بعد نكسة كأس آسيا استقطب الفيليبينيون كل نجومهم لتفادي انهيار اللعبة تجارياً
بطبيعة الحال، اسم كلاركسون سيكون الأبرز على الساحة حيث ستترقب كل قارة آسيا بدايته في إحدى المباريات الرسمية لـ«الفيبا» بعدما لعب بألوان الفيليبين في دورة الألعاب الآسيوية عام 2018، محققاً 26 نقطة، 6.5 متابعة، و5.5 تمريرات حاسمة في البطولة.
كلاركسون يشدّ النجوم
قدوم كلاركسون كان كافياً لشدّ كل نجوم المنتخب من أجل اللعب إلى جانبه، فكان أوّل من أجاب سريعاً على دعوته لاعب الارتكاز كاي سوتو. ابن الـ20 عاماً الذي يبلغ طوله 2.18 م، يعدّ أحد المواهب المتوقّع أن تنافس عملاق أوستراليا ثون مايكر على لقب الأفضل في المركز رقم 5 آسيوياً، وهو الذي ينشط أصلاً في الدوري الأسترالي مع فريق أديلاييد ثيرتي سيكسرز.
واللافت أن سوتو الذي يرشّحه كثيرون للحاق بكلاركسون إلى الدوري، سيلعب إلى جانب الأخير للمرة الأولى، ما سيضاعف من قوة «جيلاس»، وخصوصاً مع حضور نجومٍ آخرين مثل كيفر وثيردي رافينا، بوبي راي باركس جونيور، فرنسيس لوبيز، كارل تامايو، كيفن كيامباو، ودوايت راموس.
كما يحكى أن هذه الأسماء سيُضاف إليها سي جاي بيريز وكريس نيوسوم، ما يعني أن ملف استعادة جنسية اللاعبين الأميركيين من أصولٍ فلبينية قد أُغلق نهائياً مع مشاركة أمثال كلاركسون في مبارياتٍ لـ«الفيبا»، وذلك بعدما واجه المنتخب الفيليبيني هذه المعضلة مع لاعبين مثل باركس جونيور، وبيريز ونيوسوم، قبل أن يحصلوا تباعاً على الضوء الأخضر لتمثيل المنتخب الفيليبيني.
وتبقى النقطة الوحيدة التي يمكن التوقف عندها هي في كيفية تفاعل كل هذه الأسماء مع كلاركسون المفترض أن يكون النجم الأول في الفريق، بينما يرى كثيرون من هؤلاء بأنهم بمنزلته في فرقهم الخارجية، وسيتجرّؤون بالتالي على أخذ المبادرة في ظروفٍ عدة، ما يعني أن على المنتخب اللبناني اللعب من دون ضغوط بوجود أحد نجوم الـ NBA في مواجهته لأن الخطر قد يأتي من أماكن أخرى، وهو ما أثبتته التجارب سابقاً أمام منتخبات القارة الأكبر في العالم.