مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة ان “الوضعين الاقتصادي والاجتماعي لا يبشران بالخير بل على العكس تسير الأمور من سيء الى أسوأ وكأن للحكومة نهجا بتقنين بعض السلع او التوقف عن استيرادها، ما يسبب فوض في الأسواق ولا بديل للمواطن الا ان يكون بين ذئاب السوق السوداء وبين امل البقاء بأدنى مقومات الحياة، وهذا أشبه بمسرحية متقنة، تكون مقدمة لرفع الدعم عنها، وهذا ما حصل فعلا بالنفط والدواء والطحين والان طرح الدولار الجمركي واشتعال الاسعار وفقدان بعض البضائع”، وسأل: “أليس هذا الأسلوب نفسه؟” معترا أن الامر “بمثابة التمهيد لخنق المواطن بسكين الحاكم الفاسد الذي يشعل مدفأته من شجر الناس المثمر التي تكون مصدرا لرزقهم ورزق اولادهم”.
كلام المفتي شريفة جاء خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، أشار فيها الى أن “ملف تأليف الحكومة يبقى يراوح مكانه وسط المحسوبيات والحسابات السياسية التي لم تؤد إلى نتيجة ولم تقدم حلولا للمشاكل التي تعصف بالبلاد”.
أضاف: “نثمن أي خطوة تعتبر إيجابية لانطلاق قطار تأليف الحكومة التي نعول عليها لتباشر بمعالجة المشاكل والملفات المتراكمة وأولها تنفيذ خطة اصلاحية تنهض بالاقتصاد الوطني وتوفر العدالة الاجتماعية والرعاية الصحية، دون ان ننسى اننا اصبحنا على أبواب استحقاقات دستورية نأمل ان تسير وفق آلياتها في الدستور اللبناني بعيداً من أي حسابات طائفية وفئوية”.
ولفت الى ان “الوضع الإقليمي والدولي يستدعي منا وحدة في الموقف والقرار وخصوصا في ملف النفط الذي يشكل امراً سيادياً بامتياز ويستعدي استنفار كل الجهود لعدم تضييع الفرص، ولا سيما أن العدو الصهيوني يتربص بلبنان لسرقة ثرواته”، مشدداً على “دور المقاومة كعامل التوازن والردع لمواجهة الاطماع والعدوانية الصهيونية”.
وختم: “المواطن يقتل بين سندان الفراغ الرئاسي ومطرقة المماطلة في تأليف الحكومة وهو بالاصل يكوى بنار تعطيل المؤسسات وسيف الغلاء المصلت على رقبته واهل الحل والعقد، وكأنهم في زمن الرفاه الكامل وما زالت المراهنة عند البعض على وعود الخارج. لا حل الا بجلوس الجميع على طاولة دائرية تطرح عليها كل المشاكل العالقة، تمهيدا لحل الازمة، لكن لا بد من النزول من الابراج العاجية العالية والنظر الى الامور بواقعية بعيدا من المواربة وتسجيل النقاط والا نكون اجرمنا بإبقاء البلد في موت سريري”.
