مجلة وفاء wafaamagazine
انتهت زحمة الانتقالات وجاء وقت الحسابات. مبالغ ضخمة صرفتها أندية البطولات الخمس الكبرى هذا الموسم بينها أصابت أرقاماً قياسية مرعبة. مبالغُ أكدت بأن الأندية خرجت من معاناة أزمة «كورونا» التي ضربت دورتها الاقتصادية لمدة عامين على الأقل، فخرجت هذه المرّة إلى السوق لتصرف أكثر من 4 مليارات ونصف المليار يورو مقابل تعاقداتها
98 فريقاً في البطولات الخمس الكبرى أكملوا 837 عملية انتقال نهائية أو إعارة خلال سوق الانتقالات الصيفية
رقمٌ كبير جداً لا يوازي طبعاً الرقم المرشح للتغيّر صعوداً مستقبلاً، ويرتبط بالإضافات والشروط المالية التي ترتبط بالكثير من الصفقات، وخصوصاً تلك التي تخص أندية ساعية إلى تحقيق الأرباح من «بيزنس الميركاتو».
وكالعادة، تكشف عملية حسابية بسيطة بأن أندية الدوري الإنكليزي هي الأكثر إنفاقاً في السوق، حيث أصابت رقماً قياسياً وصل إلى 2.24 مليار يورو. واللافت أن تشيلسي الذي خسر مالكه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش كان الأكثر صرفاً في السوق مستفيداً من الدعم المالي الذي أمّنه مالكه الجديد الأميركي تود بويلي، فتعاقد مع 8 لاعبين جدد مقابل 279 مليون يورو، تلاه مانشستر يونايتد الذي دفع في السوق 240 مليون يورو، بينما كان ليستر سيتي الأقل نشاطاً في «الميركاتو» بتعاقده مع لاعبَين اثنين فقط مقابل 17 مليون يورو. في المقابل، حقق العائد إلى دائرة الكبار نوتنغهام فورست رقماً قياسياً بتعاقده مع 22 لاعباً.
بطبيعة الحال، بلغ المعدل العام للصفقات في «البريميير ليغ» 15.99 مليون يورو للصفقة الواحدة، بينما تراوح هذا المعدل بين 3 و3.6 ملايين يورو في البطولات الكبرى الأخرى.
أمر مفهوم خصوصاً أن المبالغ التي دُفعت في إنكلترا توازي تقريباً ما دفعته أندية إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا مجتمعةً، إذ إن 4 أندية فقط من خارج إنكلترا، هي يوفنتوس الايطالي، بايرن ميونيخ الألماني، برشلونة الإسباني، وباريس سان جيرمان الفرنسي، صرفت أكثر من 100 مليون يورو في السوق، بينما تخطت 10 أندية إنكليزية هذا الرقم لدرجة أن ما دفعه تشلسي ومانشستر يونايتد يتخطى ما دفعته كل الأندية الـ 20 في «الليغا» الإسبانية.
247 صفقة إيطالية
وإذا كان الدوري الإنكليزي الأكثر إنفاقاً، فإن الدوري الإيطالي يتصدّر على صعيد عدد التعاقدات الجديدة، بحيث إن أندية الـ «سيري أ» أبرمت 247 صفقة، مقابل 169 صفقة في فرنسا، و135 في ألمانيا التي كانت أنديتها الأقل تعاقداً مع لاعبين جدد.
أما اكثر ما لفت النظر في بلاد «الكالتشو» فكان الوافد حديثاً إلى دوري الأضواء مونزا الذي استقدم 23 لاعباً جديداً، وهو العدد عينه الذي ضمّه سالرنيتانا إليه!
وبعد موسمٍ مخيّب أنهاه في المركز الرابع على لائحة ترتيب الدوري، كان «اليوفي» كريماً جداً في «الميركاتو»، فهو الفريق الإيطالي الوحيد الذي دفع أكثر من 100 مليون يورو على اللاعبين الجدد.
المبالغ التي دُفعت في إنكلترا توازي تقريباً ما دفعته أندية البطولات الكبرى مجتمعةً
إلى إسبانيا، حيث صنع برشلونة أكبر ضجةٍ في سوق الانتقالات الصيفية، ودفع المتابعين إلى الدخول في عملياتٍ حسابية معقّدة. رافعة تجارية من هنا وأخرى مالية من هناك لإيجاد التوازن المالي، فكانت النتيجة تخلّي العملاق الكاتالوني عن 19 لاعباً واستقدام 6 نجومٍ جدد بمبلغٍ وصل إلى 153 مليون يورو. صفقات ستشعل من دون شك المنافسة على اللقب هذا الموسم مع ريال مدريد الذي لم يضطر إلى ضمّ أكثر من لاعبين جديدين.
كما احتل أتلتيك بيلباو العناوين بعدم صرفه أي يورو للتعاقد مع لاعبين جدد بل ضمّ إليه لاعبَين حرّين، ليكون الوحيد في أوروبا، الذي لم يدفع أي مال في السوق، علماً بأن فريقين آخرين في إسبانيا لم يصلا حتى إلى صرف مليون يورو لإبرام التعاقدات.
بايرن وباريس فوق الـ 100
الأمر يختلف في فرنسا، لكن عند ذكر الـ «ليغ 1» لا يمكن سوى الحديث عن باريس سان جيرمان بطل الموسم الماضي، والذي اعتاد على دفع أرقامٍ ضخمة لضم لاعبين جدد. نادي العاصمة الفرنسية لم يحدث ضجيجاً كبيراً في «الميركاتو» هذا الصيف، لكنه رغم ذلك قارب الـ 150 مليون يورو مقابل صفقاته، وهو مبلغ يوازي ما دفعه تقريباً رين ومرسيليا مجتمعين، وهما اللذين وقفا خلفه على لائحة الأكثر إنفاقاً في فرنسا. وكما هو الحال في الدوري الفرنسي، بقي بايرن ميونيخ، ومن دون أي مفاجآت، على رأس لائحة الدوري الألماني عندما يرتبط الأمر بضمّ أفضل اللاعبين، فهو تجاوز مبلغ الـ 100 مليون يورو على تعاقداته، وأبرزها كان طبعاً النجم السنغالي ساديو مانيه القادم من ليفربول الإنكليزي، والمدافع الهولندي ماتياس دي ليخت الوافد من يوفنتوس. أما ما يمكن التوقف عنده في «البوندسليغا» فهو ما فعله بوخوم الذي تمكن من التعاقد مع 12 لاعباً بمبلغٍ زهيد بلغ 750 ألف يورو فقط لا غير.
ختاماً، لا بدّ من الإشارة إلى أنه لا شك في أن الإنفاق على الصفقات يساعد غالباً بشكلٍ كبير على تحسين نتائج الفريق ويرفع من فرص نجاحه. لكن هذا العامل ليس الوحيد الذي يضمن هذا النجاح، إذ على سبيل المثال لم تصرف الأندية الإسبانية مبالغ بحجم تلك التي صرفتها أندية إنكلترا، لكنها رغم ذلك سجّلت نجاحات أكبر في دوري أبطال أوروبا حيث فازت بسبعة ألقاب منذ موسم 2010-2011 مقابل ثلاثة لنظيرتها الإنكليزية، والرقم عينه سُجّل في “يوروبا ليغ” منذ عام 2010 وحتى الموسم الماضي.