الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / صندوق النقد لإقرار الموازنة والإصلاحات الاثنين.. والقاضي الرديف يُهدِّد وحدة مجلس القضاء

صندوق النقد لإقرار الموازنة والإصلاحات الاثنين.. والقاضي الرديف يُهدِّد وحدة مجلس القضاء

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة ” اللواء “

 بين 20 أيلول و31 (ت1) محطة أربعين يوماً فاصلة، ربما في تاريخ الملفات الثقيلة كلها، والتي بدت امس تتدحرج بوصفها على الطاولة من نيويورك حيث تعقد اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ويشارك فيها ممثلاً لبنان الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي، إلى باريس التي احتضنت وتحتضن اجتماعات ولقاءات من اجل مساعدة لبنان، وتوفير الظروف السياسية والدبلوماسية مع عواصم القرار الدولي والاقليمي في ما خص انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي نهاية الشهر المقبل، وعلى جدول اعمال رئيسها ايمانويل ماكرون اجتماعات مع كل من الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ورئيس الحكومة ميقاتي للبحث بالوضع اللبناني، والتوصل إلى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، إلى عواصم اخرى وصولاً إلى بيروت، حيث افاض الرئيس ميشال عون في طرح رؤيته لإصلاح النظام وتأليف الحكومة، والدفاع عن خياراته في ما خص بالملاحقات او ادارة البلد، على النحو الذي بلغته الامور من سوء وتردِّ على كل المستويات.

 

ولم تكن الملفات القضائية والمصرفية، بما في ذلك نظرة صندوق النقد الدولي إلى التباطؤ اللبناني في إقرار الموازنة، والقوانين الاصلاحية ذات الصلة من السرية المصرفية التي اقرت وأعيدت إلى المجلس بعد رفض الرئيس عون نشرها إلى الكابيتال كونترول، وإصلاح النظام المصرفي والمالي والإداري، والحث على ان تكون جلسة الاثنين حاسمة على هذا الصعيد.

 

وفي الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب يتبلغ في نيويورك من نظيره الايراني حسين امير عبد اللهيان ان بلاده على استعداد لتزويد لبنان بالفيول ومساعدات اخرى، وتعلن السفارة الايرانية في بيروت ان المساعدة المجانية ستبلغ 600 الف طن موزعة على خمسة اشهر، بمعدل 1200 طن في الشهر، كانت الخارجية الاميركية على لسان المتحدث الاقليمي باسمها صموئيل ويربيرغ يقول ان لبنان سيكون حاضراً في الاجتماع الثلاثي في نيويورك بين بلاده وفرنسا والمملكة العربية السعودية، مقللاً من مساعدة ايران للبنان على صعيد الفيول والطاقة.

 

ترسيم الحدود

 

في نيويورك

 

على ان ملف الطاقة، فضلاً عن ملف ترسيم الحدود، حضر بقوة في اجتماع نيويورك بين الرئيس ميقاتي والوسيط آموس هوكشتاين، الذي سبق ان التقى الليلة الماضية نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

 

وتم التطرق بين ميقاتي وهوكشتاين إلى ما بلغته المساعي الاميركية في ملف الترسيم، وكشف بوصعب، في السياق، ان هناك تقدماً كبيراً بملف الترسيم، والتفاوض في مراحله الاخيرة.

 

بالتزامن، كان الإعلام الاسرائيلي، ينقل عن لسان مسؤولين في تل ابيب ان اسرائيل ماضية بعدم التصعيد وتقديم تنازلات لصالح لبنان منعاً لأية مواجهة محتملة.

 

ومع ذلك استغربت مصادر سياسية أبو صعب في نيويورك خارج الوفد الرسمي الرئيس ميقاتي الذي يمثل لبنان باجتماعات الجمعيه العمومية للأمم المتحدة، ولقائه منفردا بالوسيط الاميركي اموس هوكشتاين للإطلاع منه على مصير الوساطة التي يقوم بها للتوصل إلى ازالة العقبات التي تعترض ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

 

واشارت الى قول بوصعب ان سبب وجوده بنيويورك بالصدفة لتسلم جائزة من مؤسسة دولية،لا يبرر اجتماعه منفردا مع هوكشتاين، في الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة سيلتقي الوسيط الاميركي بشكل رسمي، واعتبرت ان هذا التصرف النافر، يعكس سوء وهشاشة تصرف الفريق الرئاسي، واظهر انعدام الثقة بين المسؤولين وازدواجية بالموقف اللبناني، وغياب موقف موحد للدولة اللبنانية بمقاربة ملف بغاية الأهمية، بينما كان الاجدى الاجتماع بالوسيط الاميركي بوفد لبناني موحد خارج لبنان، للتأكيد على وحدة الموقف اللبناني بهذا الملف ألذي يهم اللبنانيين كلهم، بمعزل عن الخلافات القائمة والمصالح السياسية الضيقة .

 

رئاسياً، قالت مصار مطلعة لـ«اللواء» انه بالتوازي مع الكلام المشجع عن ملف تأليف الحكومة تسجل الحركة المتصلة بالملف الرئاسي بعض التنوع من خلال سلسلة اجتماعات يمكن اعتبارها تمهيدية لأنها تتركز على مواصفات الرئيس العتيد لا اكثر ولا اقل.

 

واكدت المصادر ان هذه الاجتماعات لم تتناول اسماء معينة لكنها تعمد إلى جوجلة اقتراحات شخصيات، على ان يتوسع النقاش في اقرب وقت ممكن، مشيرة إلى ان موضوع التأليف ينتظر بعض التفاصيل وانه على الارجح اقترب من الحسم قريباً إلا اذا حصل ما ليس في الحسبان.

 

بدورها، اشارت مصادر سياسية انه إلى جانب تحرك السفير السعودي تجاه الأطراف السياسيين لحثهم على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، لوحظ أيضا أن السفيرة الفرنسية في لبنان ،تشدد في لقاءاتها مع المسؤولين والنواب على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية التي تعتبرها اولوية في موعدها الدستوري ، وانها تتقدم على سائر الخيارات الاخرى، وترى ان هذا الاستحقاق المهم، هو بمثابة فرصة لعبور لبنان الى مرحلة جديدة، تأمل من خلالها ان يتمكن من حل المشاكل والازمات المعقدة التي يواجهها حاليا.

 

واعتبرت المصادر ان تشديد السفيرة الفرنسية على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، يأتي من حرص فرنسا على تفادي حصول فراغ في الرئاسة اللبنانية، خشية حدوث تداعيات سلبية، تزيد من تردي الأوضاع وتحمل المواطنين اعباء اضافية.

 

وفي السياق، وبعد محطة لافتة له في كليمنصو حيث التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد دنبلاط كانت للسفير السعودي في بيروت وليد بخاري محطة ثانية في معراب، استمرت ساعتين، إذ التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي شدد على ان لا خلاص للبنان سوى «بعمقه العروبي» والتمسك بدستور «اتفاق الطائف» اكثر من اي وقت مضى، مشيراً، اي جعجع، الى ان المملكة ليست على استعداد ان تتعاطى مع اي مسؤول لبناني منغمس بالفساد المالي او السياسي.

 

وقال جعجع انه جرى التداول بالمواصفات المطلوبة للرئيس وهم «لن يقبلوا بالتعاطي مع رئيس يميل للفساد او يقوم بتعزيز اللادولة على حساب الدولة»، كاشفاً عن ان لا مانع لديه لطرح برنامجه الرئاسي مجدداً (وهو معروف منذ 15 عاماً) اذا رغبت اكثرية نواب المعارضة بالاطلاع عليه لانتخابه.

 

ماكرون لميقاتي:

 

انتخاب الرئيس في موعده

 

وتوج الرئيس ميقاتي لقاءاته في نيويورك بلقاء مع ماكرون، وخلال اللقاء اكد الرئيس الفرنسي على ضرورة توفير الاستقرار في لبنان، وتم خلال اللقاء التأكيد على أن اولوية الاستقرار في لبنان هي في اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.

 

وكان ميقاتي التقى امس، ملك الاردن عبدالله الثاني بحضور الوزير بو حبيب، ووزير خارجية الاردن ايمن الصفدي.

 

وخلال اللقاء اكد ملك الاردن «الوقوف الى جانب لبنان لتمرير الصعوبات التي يعاني منها في كل المجالات، لا سيما دعم القوى العسكرية والامنية» . وقال: انه سيكثف الاتصالات مع الدول المعنية لتسريع الخطوات الكفيلة بمساعدة لبنان في حل ازمة الكهرباء .

 

ثم إستقبل ميقاتي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط في مقر بعثة لبنان لدى الامم المتحدة، في حضور الوفد اللبناني والأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي.

 

وجدد ابو الغيط» دعم جامعة الدول العربية للبنان واستعدادها للتحرك عربيا لدعم لبنان على الصعد كافة لا سيما في موضوع انجاز الاستحقاقات الديتوربة في موعدها.

 

واكد ان وفدا من الجامعة العرببة سيزور لبنان للمتابعة.

 

كما إستقبل الرئيس ميقاتي المدير العام لصندوق النقد الدولي السيدة كريستالينا جورجيفا وتم البحث في المراحل التي قطعها التعاون بين لبنان والصندوق والمهمة التي تقوم بعا بعثة الصندوق في لبنان حاليا.

 

وفي بيروت كان رئيس الجمهورية ميشال عون يبلغ سفراء الاتحاد الاوروبي ان التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان مستمر، على امل ان يتقدم التقرير الاول نهاية هذا الشهر. وانه «يبذل أقصى الجهود لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية». وقال: اعمل لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تتولى صلاحيات الرئيس في حال الشغور الرئاسي.

 

اضاف عون: إن لبنان يحتاج الى اصلاح سياسي وسيادي بالإضافة الى تغييرات بنيوية في النظام الذي لا بد من تعزيزه واصلاحه، وقال: انه من الصعب إدارة دولة بثلاثة رؤوس، لذلك نشهد اليوم هذا النوع من الفوضى الدستورية في ظل وجود حكومة تصريف اعمال ومجلس نواب منتخب حديثا لكنه متشعب الانتماءات.

 

وأوضح سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، أننا «التقينا ، نحن سفراء الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء المقيمين في بيروت، مع سفيري سويسرا والنرويج، رئيس الجمهورية ميشال عون للإعراب عن قلقنا الشديد والمتنامي حيال الوضع الراهن في لبنان».

 

وقال بعد اللقاء عبر «تويتر»: أننا قمنا بحثّ الرئيس على بذل أقصى جهوده ليدعم ويساهم بفاعلية في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والنقدية والمالية الأساسية التي التزم بها لبنان.

 

وفد صندوق النقد

 

في هذا الاثناء، دعا الرئيس نبيه برّي مجلس النواب إلى عقد جلسة قبل ظهر الإثنين المقبل ومساء اليوم نفسه لمتابعة درس وإقرار مشروع الموازنة العامة. فيما كان وفد صندوق النقد الدولي يواصل جولته على المسؤولين وقد التقى امس رئيسي لجنتي المال والادارة، ابراهيم كنعان وجورج عدوان في مجلس النواب. ووزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال امين سلام، الذي عقد مؤتمرا صحافيا في مكتبه، بعد الاجتماع وقال: تابعنا تفاصيل مشاريع القوانين والشروط المسبقة التي كان قد طلبها الصندوق من اجل التوصل إلى اتفاق نهائي، وكانت لدينا جملة من الاجتماعات يوم أمس (الاول) كوفد من قبل لبنان، يضم وزارتي الاقتصاد والمالية ونائب رئيس الحكومة ومصرف لبنان وستستكمل الاجتماعات هذا الاسبوع.

 

وفي اجتماعنا هذا تطرقنا لكل التطورات الأخيرة التي تتعلق بالقوانين الإصلاحية التي يطلبها صندوق النقد وتحديدا قانون الكابيتال كونترول، وقانون السرية المصرفية، وقانون إعادة هيكلة المصارف وقانون الموازنة ٢٠٢٢. ومما لا شك فيه أن صندوق النقد يحمل رسالة شديدة الوضوح وهي بالاستعجال بإقرار هذه القوانين وانهائها لأنه من دون إقرارها لن نستطيع السير إلى الأمام وصولا لاتفاق نهائي مع الصندوق.

 

كما عقدت الهيئات الإقتصادية إجتماعين متتالين، الأول مع فريق السياسة الضريبية في صندوق النقد الدولي وخصص للبحث في السياسية الضريبية في لبنان، والثاني مع وفد من البنك الدولي تمت خلاله مناقشة المشروع الذي أعده البنك الدولي عن الرؤية والوطنية والمخطط التوجيهي للمرافئ في لبنان.

 

في الإجتماع الأول، شددت الهيئات «على ضرورة أن تكون السياسة الضريبية عادلة، وكذلك تحفيزية لتمكين المؤسسات من النهوض مجدداً، وكذلك عدم إثقالها بأعباء إضافية في ظل الأزمة الإقتصادية الحادة التي يمر فيها لبنان». وأكدت الهيئات «وجوب إصلاح القطاع العام كشرط مسبق لإعتماد أي زيادات ضريبية من قبل الحكومة».

 

وفي الإجتماع الثاني مع وفد البنك الدولي، استمعت الهيئات لعرض مفصل من وفد البنك الدولي عن المشروع الذي أعده والمتعلق بالرؤية والوطنية والمخطط التوجيهي للمرافئ في لبنان. ثم أبدت الهيئات بمختلف قطاعاتها ملاحظاتها وأفكارها وتوجهاتها حول رؤيتها للمخطط التوجيهي للمرافئ في لبنان.

 

المصارف: ابتزاز جديد

 

واليوم، ينتهي اضراب المصارف الذي تمثل باقفال ايام ثلاثة (الاثنين، الثلاثاء، الاربعاء) وسط ابتزاز جديد بالتلويح باستمرار الاقفال الى الاثنين المقبل، اي تمديده يومي الخميس والجمعة، بذريعة توفير الحماية لموظفيها، مع العلم ان احداً منهم لم يتعرض لأي اذى.

 

وكان وفد المصارف اجتمع مساء امس مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث جرى البحث بالأضرار اللاحقة باستمرار الاضراب، فضلاً عمّا هو متوافر لجهة موقف السلطة، وتوفير عناصر الامن اللازمة للحماية، حيث اشترط وفد المصارف وجود قوى الامن بمؤازرة الحرس الخاص للبنوك وأمن الموظفين لتعليق الاضراب.

 

مجلس القضاء

 

الانقسام على الطاولة؟

 

على ان الاخطر، بوادر الانقسام القضائي الذي ظهر في جلسة مجلس القضاء الاعلى امس والتي تعتبر الاطول في تاريخ جلسات المجلس، على خلفية تعيين القاضية سمر نصار محققاً عدلياً رديفاً في ملف انفجار مرفأ بيروت، من دون التمكن من حسم الأمر، وسط خلافات حادة وصلت الى حد انسحاب رئيس المجلس القاضي سهيل عبود من الجلسة، قبل ان يتنبه من قبل احد القضاة الى ان ذلك غير ممكن لان المحضر لم يقفل، فأرجأ قراره.

 

وأرجئت الجلسة الى يوم الثلاثاء المقبل، للبت بستة اسماء مطروحة لهذه الوظيفة، من ضمنها القاضية نصار.

 

وكانت مجموعة من اهالي الموقوفين في انفجار مرفأ بيروت نظّمت احتجاجاً امام قصر العدل خلال عقد جلسة مجلس القضاء الاعلى.

 

واشار وكلاء اهالي الموقوفين الى التصعيد الى ان الاهالي سيصعدون ولن يسكتوا بعد اليوم عن هذه التوقيفات، وانهم يريدون محققاً عدلياً رديفاً للبت بهذا الموضوع لأنه لا حل آخر، وهذا الحل صدر من وزير العدل ومن مجلس القضاء الاعلى، وهما المرجعان المخولان البت بهذا الملف.

 

168 إصابة

 

صحياً، سجلت وزارة الصحة 168 اصابة جديدة بفايروس كورونا، مع حالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1214164 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.