الرئيسية / آخر الأخبار / قضي الامر.. لا حكومة ولا رئيس.. وإلى الناقورة در للتوقيع غداً

قضي الامر.. لا حكومة ولا رئيس.. وإلى الناقورة در للتوقيع غداً

مجلة وفاء wafaamagazine

إشتعلت أمس على جبهة الاستحقاق الحكومي الذي يُسابق موعد انتهاء الولاية الرئاسية، ولم يبق الا فسحة ضئيلة جدا من الامل باستيلاد حكومة ربع الساعة الاخيرة من عمر العهد الذي يبدو انه سيودّع البلاد من دون تسليم مقاليد رئاسة الجمهورية لعهد جديد لتعذّر انتخاب رئيس جديد حتى الآن. وقال مرجع كبير لـ”الجمهورية”: «لقد قضي على الامر ولن تؤلف حكومة لأنّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أطاحَ ما اتفق عليه رئيس الجمهورية والرئيس المكلف امس، بإعلانه انه لن يمنح الحكومة الجديدة الثقة وَتّر الاجواء على نحو لم يعد ممكناً معها تأليف هذه الحكومة».

 

 

لكنّ اوساطاً سياسية أكدت لـ«الجمهورية» انه ومع التسليم بوقوع الشغور الرئاسي مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون فإنّ الاهتمام الأساسي ما زال ينصَبّ حالياً على تشكيل الحكومة في الأيام الفاصلة عن موعد مغادرة عون قصر بعبدا.


ولفتت هذه الاوساط الى ان زيارة الرئيس نجيب ميقاتي غير المنتجة لقصر بعبدا امس وتصعيد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لا يلغيان إمكان ولادة الحكومة ولو انها تأخرت وقتا إضافيا. وشددت على أن إنجاز التأليف يبقى وارداً حتى اللحظة الأخيرة من ليل السبت المقبل، موضحة انّ «حزب الله» والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يواصلان السعي بعيداً من الأضواء لتذليل العقبات الموجودة.

 

واشارت الاوساط الى انه «على رغم المؤشرات السلبية الظاهرة، لا يمكن الجزم بسهولة أنّ المعنيين بالملف الحكومي فقدوا ولو الحد الأدنى من المسؤولية الوطنية وأنهم سيذهبون طوعاً الى مأزق دستوري – سياسي جديد بعد 31 تشرين الأول، يُضاف الى مأزق الشغور الرئاسي. وبالتالي، فإن الأمل في حصول صحوة تنقذ الحكومة في الوقت الحاسم لم ينقطع بعد». وكان عون وميقاتي قد التقيا عند التاسعة الا ربعاً صباح امس وعرضا للاوضاع العامة في البلاد ومسألة تأليف الحكومة. وبعد اللقاء، سُئل ميقاتي: هل ما زلت تنوي المبيت في قصر بعبدا حتى تأليف الحكومة؟ فأجاب: «نقلوا كل شيء الى الرابية. ما في مَحلّ نام».

 

المعايير الواحدة

 

ولاحقاً، قال عون في دردشة مع الاعلاميين المعتمدين في قصر بعبدا: «انّ تطبيق معايير واحدة في تشكيل الحكومة هو المدخل الصحيح لإنتاج حكومة فاعلة وقادرة على ادارة شؤون البلاد». واضاف: «انّ ما يجري حاليًا في تشكيل الحكومة يناقض مبدأ وحدة المعايير، فالجهات المشاركة في الحكومة تسمّي هي وزراءها، وعندما يأتي دور «التيار الوطني الحر» في عملية التسمية يُصار الى التمسّك بالتدخل واختيارهم الوزراء وليس الجهة السياسية المعنية، وهذا امر غير طبيعي ولا يمكن القبول به. فعندما يريد كل فريق ان يختار وزراءه، على الآخرين ان يقبلوا باعتماد معيار واحد للجميع وعدم الاعتراض».
وعن صلاحيات الحكومة الحالية اذا حصل شغور رئاسي، اوضح عون «انّ الحكومة ستكون منتقصة الصلاحيات، وبالتالي لا يمكن ان تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة». وقال: «انّ حل الامور بسيط جداً، وقد طلبنا من الرئيس ميقاتي اليوم (أمس) أن يُساوي الجميع في عملية التشكيل وأن يعود مساء الى قصر بعبدا لإصدار المراسيم».
لكنّ ميقاتي لم يعد الى القصر، خصوصاً بعدما استمع الى المواقف التصعيدية التي اعلنها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد الظهر، ما دلّ الى انّ العقبات التي تعترض تأليف الحكومة باتت عصيّة جدا على كل الوساطات والاتصالات الجارية في هذا الصدد.
اللواء ابراهيم والعمل المستمر
لكنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قال على هامش مؤتمره الصحافي الذي عقده عشيّة انطلاق القافلة الرابعة والعشرين اليوم للعودة الطوعية للنازحين السوريين: «على رغم من كلّ ما يُقال فإنّ العمل مستمر في محاولة لتأليف الحكومة».

 

باسيل: لا ثقة

 

في غصون ذلك اكد باسيل في مؤتمر صحافي «اننا نقترب اكثر من الفراغ»، وقال: «نحتاج الى حوار، ونقول لمن يراهن على الوقت والانهاك وإتعابِنا: انّ هذا الامر لن يتحقق وهم يضيعون الوقت على اللبنانيين. كما أن من يراهن على فكرة التحدي قد جرّب، ودستورنا اصلاً لا يسمح بفكرة التحدي والجميع اليوم في حال عجز سواء عن تأمين النصاب او بدرجة اقل موضوع الاكثرية». وأضاف: «نحن ندعو للحوار لأننا جديون، فعلى المستوى المسيحي البطريرك يستطيع ان يتولّاه، وعلى المستوى الوطني يمكن لرئيس الجمهورية القيام بذلك حتى الاثنين، واي دعوة حوارية من الخارج او من الداخل كدعوة رئيس المجلس النيابي نتعاطى معها من حيث المبدأ بإيجابية». وتابع: «مَن يظن أن حكومة تصريف الأعمال ستتولى صلاحيات الرئاسة هو مخطئ، فهذا مَس بالدستور، وهي هيئة دستورية فاقدة لشرعيتها وميثاقيتها، ورئيسها يقول «بَلا ما نعمل حكومة فلننتخب رئيساً». إنه يريد بالتحدي حكومة تأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وأخذ البلد إلى فتنة تماماً كَمن يريد رئيس تَحد، هذه مجزرة دستورية لن نسمح بها وسنواجهها بكل ما أوتينا من قوة». وقال: «لسنا معنيين ولا نريد المشاركة ولن نعطي ثقة، فهم يريدون بالقوة أن يحمّلونا مسؤوليات». وأضاف: «نحن على موعد في الثلاثين من هذا الشهر، مع إكمال المسيرة، وندعو التيار والمناصرين الى ملاقاتنا لتوديع الرئيس عون وخروجه من بعبدا عائداً الى الرابية. فهو قد دخل التاريخ قبل أن يدخل بعبدا، ومُحبّوه سيكملون في صناعة المستقبل».

 

ميقاتي يرد

 

وردّ ميقاتي، عبر مكتبه على باسيل، ببيان أسف فيه «للكلام الانفعالي الذي صدر عن رئيس «تكتل لبنان القوي» النائب جبران باسيل، في لحظة سياسية دقيقة تحتاج الى التعاون بين الجميع، لا الى إطلاق الاتهامات والمواقف جزافاً، واستخدام عبارات التحدي والاستفزاز».
واعتبر «أن الانسَب في هذا الظرف الصعب هو التعاضد لدرء الاخطار الداهمة عن الوطن، والتعاون بين اعضاء مجلس النواب ومنهم السيّد باسيل لانتخاب رئيس جديد للبلاد ووضع الامور مجدداً في اطارها الديموقراطي الطبيعي، ليس إلّا».


هوكشتاين وهرتسوغ

 

وعلى صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وعشيّة زيارته الى بيروت التي سيصلها مساء اليوم، التقى الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ في واشنطن قبل لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن وبحث معه في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، قبل يومين من توقيعه المقرر غداً في مقر قيادة قوات «اليونيفيل» في الناقورة.
وقال بيان صدر عن مكتب الرئيس الإسرائيلي «انّ هرتسوغ بدأ زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة اليوم (أمس) باجتماع مع كبير مستشاري الولايات المتحدة لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين، الذي كلفته إدارة بايدن الوساطة في المحادثات الإسرائيلية ـ اللبنانية في شأن قضية الحدود البحرية».
وفي المعلومات انّ هوكشتاين سيلتقي عون صباح غد ليسلّمه نص الوثيقة التي سيُصار الى توقيعها بعد ظهر اليوم عينه في الناقورة في لقاءٍ منفصل بين الوفد اللبناني، بمعزل عن لقاء مُماثل بين هوكشتاين والجانب الإسرائيلي.
وعلمت «الجمهورية» ان لبنان لا يزال ينتظر مستوى التمثيل الإسرائيلي من اجل ان يشكّل وفده الى حفلة توقيع الوثائق، وانّ هناك مُتسعاً من الوقت لترتيب المهمة.

 

إستكشاف أوروبي لقوافل العودة

 

وعشيّة انطلاق القافلة الرابعة والعشرين للنازحين السوريين الى سوريا، جالَ سفير الاتحاد الأوروبي لدى لبنان رالف طراف على كل من وزير الخارجية والمغتربين الدكتورعبدالله بوحبيب والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وبحث معهما في هذا الملف والترتيبات المتخذة لترحيل دفعة من النازحين الى الاراضي السورية واطّلع على الآلية المعتمدة في هذا الإطار.

وتناول البحث مع الوزير بو حبيب في تداعيات الحرب الروسية – الاوكرانية على أوروبا وعلى لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، وتطرّق الحديث الى ما يحول دون البت بالإصلاحات والمفاوضات مع البنك الدولي حول ملف الطاقة والمساعدات المقررة للبنان.

 

وأكد اللواء‎ ‎عباس ابراهيم، في مؤتمر صحافي حول اعادة النازحين ‏السوريين، أن «عودة السوريين الى أرضهم واجب علينا يجب ان نؤدّيه ولم نلقَ من الجانب ‏السوري الا كل ترحيب وجدية».‎ ورأى ان «هذا الملف له آثار سلبية اقتصادية امنية واجتماعية ولذا يجب معالجته، ولبنان ‏يرفض طريقة تعاطي بعض المنظمات معه في هذا الملف»، مشيراً الى انّ «هناك 17 مركزاً ‏للعودة الطوعية في لبنان، ويوجد مليونين و80 الف سوري على الاراضي اللبنانية». واكد أن «540 الف سوري تمّت إعادتهم الى سوريا ضمن اطار العودة الطوعية، وسنكمل ‏في الخطة كما تم وضعها ولن نخضع لأيّ ضغوط»، مشيراً الى «اننا لن نُجبر اي نازح سوري ‏على العودة الى سوريا ونحن سنقوم بما نقوم به لتخفيف العبء عن الشعب اللبناني».‎ وكشف ابراهيم أنّ «42 بالمئة من مجموع السجناء في لبنان هم من الجنسية السورية وهذا يشكل ‏ضغطاً إضافياً علينا».‎

 

 

الجمهورية