الرئيسية / آخر الأخبار / غداً خروج عون… “على ألحان” التصعيد!

غداً خروج عون… “على ألحان” التصعيد!

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت “النهار”

 اليوم هو اليوم الأخير الكامل لرئيس الجمهورية #ميشال عون في قصر بعبدا وظهر غد تقريبا سيغادر القصر منهيا ولايته ومتوجها امام حشد من انصار”التيار الوطني الحر”، وربما انصار “#حزب الله” أيضا، سيتجمع في باحة القصر عائدا الى دارة جديدة له في الرابية ستكون مقر زعامته السياسية ما بعد الرئاسة . في الواقع المبدئي والاجرائي المقرر في برنامج “الخروج” المدوي، لا شيء يبدو خارج اطار التوقعات اذ ان وداعا رسميا بسيطا سيقام لعون، الذي، للمفارقة يغادر من دون تسليم خلف له كما دخل قبل ست سنوات من دون ان يتسلم من سلف له، وسيلقي كلمة وداعية امام الجمع الشعبي قبل ان يغادر بعبدا. اذا هي ولاية رئاسية كاملة تولاها الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية ما بين فراغين رئاسين وكانت سمتها الطاغية ان شهدت مجموعة أزمات وكوارث كان اشدها الانهيار الكارثي المالي والاقتصادي الذي فجر انتفاضة اجتماعية عارمة غير مسبوقة كما شهدت الولاية انفجار العصر في مرفأ بيروت ولكنها في نهايتها قبل أيام شهدت حدثا تاريخيا تمثل في ابرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

 

ما بين هذه العناوين العريضة الأساسية لا يبدوعون في وارد الخروج السلس سياسيا اذ انه يمهد لخرق جديد في الأعراف والأصول من خلال اصدار مرسوم بقبول استقالة حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي مع ان هذه الحكومة لم تتقدم باستقالتها ليتم قبولها بل هي اعتبرت مستقيلة حكما عقب الانتخابات النيابية، وتاليا فان اصدار عون للمرسوم في حال مضى في ذلك يكون من لزوم ما لا يلزم، كما لا يقدم ولا يؤخر في تبديل الواقع الدستوري للحكومة بكونها حكومة تصريف اعمال. وواضح ان اقدام عون على اصدار مرسوم – سابقة من هذا النوع يهدف الى نزع الغطاء الميثاقي – المسيحي عن حكومة تصريف الاعمال من خلال القول ان هذه الحكومة “تنتزع” صلاحيات #رئاسة الجمهورية بلا أي غطاء شرعي . وهو ما يفسر حركة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل نحو بكركي مساء امس عقب الكشف عن لقائه الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله . ولم يتضح بعد كيف سيتولى عون وباسيل إدارة مرحلة التصعيد في مواجهة ميقاتي ورئيس مجلس النواب #نبيه بري بعدما بدا واضحا ان عنوان التصعيد العوني عقب خروجه من بعبدا سيتركز على بري وميقاتي تحت شعار انهما يسلبان الرئاسة الأولى صلاحياتها بهدف احراج الافرقاء المسيحيين الاخرين وفي مقدمهم بكركي و”القوات اللبنانية”، وكذلك منافس باسيل الأساسي في خلفية المعركة الرئاسية سليمان فرنجي. كما أفادت معلومات ان باسيل مضى في محاولات تحريض عدد من الوزراء على مقاطعة مجلس الوزراء منعا لممارسة الحكومة صلاحيات رئاسة الجمهورية .

 

وفي هذا السياق تابع عون امس اطلاق المزيد من المواقف عبر تصريحات ومقابلات إعلامية وكرر في لقاء وداعي مع الإعلاميين المعتمدين في القصر انه “سيقف بوجه عدم اعتماد معايير موحّدة لتشكيل الحكومة ” واعتبر ان لا نصّ قانونياً يمنع قبول الاستقالة. كما كرر ان سياسة الرئيس نجيب ميقاتي التي اتّبعها في تشكيل الحكومة “تدلّ على أنه لم يكن يريد التشكيل وهو لا يعتمد مع تكتل لبنان القوي والتيار الوطني الحر المعايير نفسها التي يعتمدها مع امل وحزب الله والاشتراكي وباقي الأحزاب”. وقال ساخرا ان “من أخطائي أنني لم أدخل بصفقات وسمسرات”. وقال عن الترسيم مع سوريا: تأجّل الموعد لأسباب ربما لا نعرفها ولكن أعتقد أنّ الجانب السوري غير جاهز بعد والمفاوضات حتى مع الأصدقاء صعبة ولو لم يكن الاتصال مع الرئيس بشار الأسد إيجابياً لما طلبنا موعداً لإرسال الوفد.” وقال “لم أقبل بأي دولة وصاية ولم أقبل برشى من أي دولة مثل كثر من المسؤولين وواجهت إعلاماً عدائياً وكوارث كبيرة “.

 

حركة باسيل

وفي غضون ذلك كشف ان لقاء جمع مساء الأربعاء السيد حسن نصر الله والنائب جبران باسيل، تناول موضوعي رئاسة الجمهورية والشغور على مستوى الرئاسة والحكومة. وعصر امس زار باسيل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي وقال بعد اللقاء: “سنسعى في الايام الباقية (من الولاية) لتأمين اي نوع من التفاهم حول الرئاسة”. واضاف: “الله يستر ماذا يحضرون في المستقبل خصوصا لجهة قيام هذه الحكومة بمهام أبعد من تصريف الأعمال ومن واجباتي التنبيه لذلك”، مؤكدا انه “لا يمكن ان نقبل بحكومة فاقدة للشرعية البرلمانية والشعبية”. وتابع: “الفكرة بوضع اليد على البلد من خلال حكومة تصريف الاعمال هي فكرة كارثية ستجلب الفوضى، وهناك إرادة واضحة من قبل ميقاتي وبدعم من بري والخارج وبعض المرجعيات لحصول الفراغ الحكومي، ووضع اليد على المقام الاول في الجمهورية اللبنانية أي الرئاسة”. وزعم ان”هناك مخططا للبنان وارادة للوصول اليه، وهو الا يتم تشكيل حكومة”.

 

واستدعى كلام باسيل ردا من النائب والوزير السابق نقولا نحاس اسف فيه لاتهام باسيل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالسعي لحصول الفراغ الحكومي ووضع اليد على المقام الاول في الجمهورية اللبنانية. وقال نحاس: “إن الكلام، الذي قاله باسيل، هو تجن على الحقيقة والواقع، لأن رئيس الحكومة قدم تشكيلته الحكومية في التاسع والعشرين من حزيران الفائت على أساس أن الوقت الضيق جدا للحكومة يفرض استمرار الفريق الحكومي ذاته مع تغيير بالحد الادنى، فرفض رئيس الجمهورية مناقشته بها. كما أن الشروط والمطالب الكثيرة والمتغيرة التي وضعها النائب باسيل وتبلغها الرئيس ميقاتي تباعا من رئيس الجمهورية او من بعض سعاة الخير تؤكد بما لا يقبل الشك أن المطلوب حكومة يتم التحكم بها، لا حكومة منتجة تقوم بالمهام الاساسية في حال حصول فراغ في سدة الرئاسة”. وشدد على “إن رئيس الحكومة ملتزم أحكام الدستور، ولن يكون في يوم من الأيام مخالفا لها أو طامحا لتولي صلاحيات دستورية عائدة للرئاسة والحل الأنسب لكل هذا السجال هو في انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت”.

 

“القوات” ودعوة بري

وفيما يتهيأ رئيس مجلس النواب نبيه بري لدعوة رؤساء الكتل النيابية الى “لقاء حواري” في عين التينة مطلع الاسبوع المقبل، كشف رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع أن كتلة “الجمهورية القوية” “ستتجاوب مع دعوة الرئيس بري من خلال اقتراح يقتضي بأن يدعو الأخير الى عقد جلسة انتخابية مفتوحة في اسرع وقت، شرط الا تكون صُوريّة، يتخلل في اطارها كل الكلام”. وقال: “تخوفا من اي محاولة تعطيل وتمرير للوقت لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية، سنتجاوب مع الدعوة من خلال اقتراح وهو ان يدعو الرئيس بري الى عقد جلسة في اسرع وقت، شرط الا تكون صُوريّة، يمكن ان يتخلل في اطارها الكلام، ان وجد، بين الكتل او ممثليها في موضوع رئاسة الجمهورية، على ان تستغرق الجلسة وقتها الكافي. بمعنى آخر تكون جلسة مفتوحة لا تنتهي الا بعد انتخاب رئيس. هذه الوسيلة الوحيدة لنكون مؤتمنين على الدستور والاستحقاق الدستوري من دون مضيعة للوقت في امور اخرى لا علاقة لها بأزمتنا الحالية”. وشدد على “ضرورة ان تسلك دعوة الرئيس بري هذا المسار لتكون منتجة، من خلال عقد جلسة انتخاب لدورات متتالية للأخذ والرد المجدي من اجل حلحلة الامور بغية الوصول الى الهدف المنشود”.

 

الترسيم مع #قبرص

وفي ترددات ملف الترسيم وغداة انجاز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينه واسرائيل وضع لبنان وقبرص خريطة طريق سريعة لتسوية وضع الحدود البحرية بين الجزيرة ولبنان اذ قام وفد قبرصي امس بزيارة لبيروت والتقى عون والوزراء والمسؤولين المعنيين. واعلن الموفد الرئاسي الخاص تاسوس تزيونيس ” نحن متفائلون جداً انه بعد انتهاء العمل التقني الذي سنواصله ، سنسوي كل مسائل الترسيم البحري، وهو امر ليس صعباً، والتوقيت مناسب جداً، وهذا ما يحتاجه بلدانا اللذان اطلقا العمل للتنقيب في البحر، ويحتاجان الى المزيد من الاستثمارات. وحالياً يحتاج لبنان الى هذا الامر اكثر منا، ونأمل ان نتوصل الى اتفاقات جديدة من شأنها تسهيل التعاون بيننا بشكل اكبر. ليس هناك من مشكلة بين لبنان وقبرص لا يمكن حلها بسهولة”.

 

وقرّر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تشكيل لجنة برئاسة وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه، وتتضمن ممثلين عن وزارتي الطاقة، والدفاع، بالاضافة إلى ممثل عن هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان، حيث تكون مهمتها إجراء ما يلزم في سبيل التحضير والاعداد لمشاريع تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة من الجهتين الغربية والشمالية مع كل من قبرص وسوريا.