مجلة وفاء wafaamagazine
قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إنّ “لبنان في مرحلة استثنائية تتطلب حسابات إستثنائية، ويخطئ من لا يأخذ بعين الإعتبار الحراك الحاصل منذ 17 تشرين الأوّل الماضي”. ولفت في مقابلة عبر قناة “LBCI”، إلى أنّه “منذ لحظة زيارة الوزير السابق غطاس خوري قمنا بعشرات الإتصالات واخذنا بعين الاعتبار التحرك الشعبي وموضوع تسمية رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري تم طرحه جدياً خلال 24 ساعة الأخيرة والرد الشعبي لم يكن مواتياً، إضافةً إلى الأحداث التي جرت في وسط بيروت هي جزء من عدم تسمية الحريري”.
واعتبر أنّ “تكليف الحريري ثمنه عال جداً ومن بعد تكليفه كان يمكن له أن يجسد نواياه وبالتالي ثمن تسميتنا للحريري كان سيكلفنا غالياً”. وأشار إلى أنّه “يجب استعادة الثقة أوّلاً من أجل التغيير وأدعو المسؤولين المعنيين لقراءة متأنية من أجل الإتيان بحكومة إنقاذ لا تجمل أيّ وجه من الوجوه القديمة”.
وأوضح أنّ “الوضع في لبنان تخطى العلاقات بين الفرقاء السياسيين، وبيت القصيد هو الحراك الشعبي والحل واحد، وهو حكومة فاعلة لا علاقة لها بالمكونات السياسية”، مؤكّداً أنّ “هناك اتصالات وطبعاً العلاقة مع المستقبل تمرّ في بعض الأحيان إلى طلعات ونزلات، لكن يجب قراءة الأمور بدقة وبطريقة صحيحة”.
وكشف أنّ “الاجواء العربية والدولية غير متحمّسة أو ضدّ رئيس حكومة معيّن إلّا رئيس حكومة من 8 آذار الجميع ضدّه، ولا أحد يقول إنّ البلد قائم على الحريري أو البلد سيخرب إذا جاء الحريري”. وجزم جعجع أنّه “لا يوجد أي اتصالات الآن وعلينا انتظار إلى أين سيذهب البلد وبعض المسؤولين غير مدركين لما يحصل اقتصادياً ومالياً ويراوغون، وكأنّ اللعبة من يكسب أكثر إلا القوات فهي منذ اللحظة الأولى قرأت الوضع بشكل صحيح وتقدمت باستقالتها من الحكومة”.
وأكّد أنّ “رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل صارع لآخر لحظة من أجل البقاء في الحكومة أو في أيّ حكومة مقبلة، وهو لم ينتقل إلى المعارضة بل نُقل”، مشيراً إلى أنّه “لولا الحراك كنا لا نزال لغاية الآن في الحكومة الماضية لكننا قمنا في حراك كقوات وقلنا من قصر بعبدا إنّنا بحاجة لحكومة تكنوقراط، ونحن اليوم لدينا 15 نائباً بتمثيل شعبي كامل إلى أن حصلت التحرّكات الشعبية التي لها الأمل الوصول إلى مكان أفضل وعندما قررنا الخروج من الحكومة والمرحلة الماضية انتهت والتسوية سقطت حتى الحريري لم يعد مقبولاً لدى الناس”.
واعتبر أنّ “المرحلة الماضية انتهت والتسوية سقطت حتى الحريري لم يعد مقبولاً لدى الناس”، مؤكّداً أنّه “لا يجوز تصنيف الأحزاب جميعها بخانة واحدة ولي الشرف إنّني شاركت في الحرب اللبنانية لأنّ لولا مشاركة القوات لما كان هناك جمهورية لبنانية ولا أحد يعطينا دوراً بل نحن من نأخذ دورنا”، معتبراً أنّ “عدم المشاركة في الحرب آنذاك هو خيانة وعلى الحراك الحكم على الأحزاب من خلال ممارستها للعمل السياسي”. وأكّد أن “لا أحد يعطينا دوراً بل نحن من نأخذ دورنا”. وأعرب عن سروره بما يقوم به الثوار ولكن أتمنّى عليهم عدم تصنيف الجميع في خانة واحدة”.
وأصر جعجع على حكومة أخصائيين مستقلين مفسراً أنّ “المقصود هو أن يكونوا من الأشخاص المعروفين في المجتمع لتحقيق النجاح المطلوب”. وأضاف أنّه “بمجرد الوصول بمجموعة من المستقلين على النظر إلى الأمور بطريقة علمية طبعاً لا أحد في لبنان ليس لديه معرفة سياسية ولكن المطلوب أن تكون معرفتهم من خارج معارف السياسيين التقليديين”.
ووصف وصفة الحكومة التكنوسياسية بالفاشلة، “ولن توصلنا إلى أي مكان والفراغ يعطينا امل اكثر من الحكومة المطعمة بوجوه سياسية”. وجزم أنّه “حسابات القوي ضمن طائفته ولّت، ونحن في مرحلة أخرى تماماً وليس لدينا مشكلة مع تسمية نواف سلام واي اسم يبقى قيد الدرس”.
وشدّد على ضرورة تشاور أيّ مرشح لرئاسة الحكومة مع الحريري لذلك لم نسمِ أحداً لأنّنا نحترم المعادلات القائمة”. وتابع: “القوى الأمنية تصرفت بشكل مثالي باستثناء ما حصل في جل الديب لكن ما حصل يوم أمس في وسط بيروت لا أريد أن أحكم عليه أو أعطي رأيّاً من خلاله لآداء القوى الأمنية”، معتبراً أنّ “الحل في لبنان معروف وأخشى الوصول إلى الشغب الإجتماعي نتيجة التدهور المعيشي لكنني لا أرى أموراً أكبر من ذلك وعلينا المحافظة على الجيش والقوى الأمنية وإذا ارتكبت الأخطار فلندل عليها”، مضيفاً: “نحن بدأنا بالحراك في مجلس الوزراء والحريري شاهد على ذلك ولم نصوّت على الموازنة، لذلك نحن حراك بحد ذاته إنطلاقاً من آدائنا الحكومي والنيابي”.
وسأل: “لماذا لا يحملونا مسؤولية قطع الطرقات في البالما وكفرمان”؟ مشيراً إلى أنّ “هناك أفراداً ومواطنين يشاركون في الثورة لكنّنا لم نصدر أيّ تعليمات بقطع الطرقات، وأحيي القواتيين الذين شاركوا في التحرّكات وفقاً لسقف الحراك”، مؤكّداً أنّه “يمكن للقوى الأمنية فتح الطريق لكن ليس بهذه الطريقة ما بدها هلقد في جل الديب”، مضيفاً: “لم أرَ أحداً من السياسيين استطاع قراءة الحراك بشكل جدي أو فهم ما حصل على الأرض”.
ولفت إلى أنّه “من بعد رفض كامل من الحريري اضطر باسيل البقاء خارجاً”، مشيراً إلى أنّ “قبل المساعدات الدولية نريد حكومة وفي تقديري أنّ الإسراع في تشكيل حكومة ينقذنا ولبنان من الأزمة، وما يحصل اليوم لا علاقة له بالطائف وأفضل نظام يشرف عليه أسوأ مسؤولين يؤدّي إلى الفشل”.
وأضاف: “اليوم لا نرى تموضعاً جديداً لدى باسيل، وإنّما بعد محاولات حثيثة لدخول الحكومة فشلت، وعندما أتى حلفاؤه ليقولوا له لا يمكن أن نعطل تأليف الحكومة أكثر فقط لإصرارك على دخولها، قرّر المناورة بالقول بالإنتقال للمعارضة، كيف لحزب رئيس الجمهوريّة أن يكون في المعارضة؟ وإذا كان الأمر كذلك على الرئيس الإستقالة”، مؤكّداً “أنّنا نتابع الوضع بدقة ونقوم باتصالاتنا من أجل الوصول إلى أفضل ما يمكن”.