مجلة وفاء wafaamagazine
إنّ درجة حرارة الطقس المتدنّية تُحفّز ظهور اضطرابات صحّية كثيرة مثل سَيلان الأنف، وأوجاع الجسم، والحمّى… وبالتالي فإنّ عدداً ضئيلاً من الأشخاص يستطيع الهروب من أمراض موسم البرد.
إنّ الشتاء لا يُهدّد الإنسان بالانفلونزا والكوفيد-19 فحسب، إنما يزيد أيضاً من انتشار فيروسات أخرى تشمل الفيروس المخلوي التنفسي، والفيروس الغدّي، والفيروس الأنفي… والتي قد تكون مسؤولة عن أمراض شتوية عديدة مثل التهاب الشعب الهوائية، ونزلات البرد، والتهاب الحلق.
ووفق خبراء الصحّة، يرجع ارتفاع أمراض الجهاز التنفسي خلال الشتاء إلى عوامل مختلفة، أبرزها استنشاق الهواء البارد الذي يبرّد الغشاء المخاطي للقناة التنفسية العُليا ويُعطّل عملها الوقائي ضدّ الفيروسات، وانخفاض قطر القصبات الهوائية بسبب البرد، وبالتالي حدوث اضطراب التنفس، وتواجد الأشخاص غالباً في الأماكن المُغلقة وسيّئة التهوية، ما يزيد من خطر انتقال العدوى.
ولتحصين الجسم قدر المُستطاع ضدّ الأمراض التي تُهدّده في الشتاء، هناك مجموعة سلوكيات ثبُت علمياً أنّ الالتزام بها يُقلّل بشكلٍ ملحوظ من خطر انتقال العدوى والفيروسات، وتحديداً:
– النوم الجيّد
إنّ قلّة النوم تجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض، وتُطيل فترة التعافي من الرشح والمشكلات الصحّية الأخرى التي تظهر في الشتاء. يُنصح بتوفير 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة.
– شرب الكثير من المياه
إنّ التوصية بشرب الكثير من المياه لا تقتصر فقط على الأيام الحارة، إنما يجب أن تُطبّق أيضاً على مدار السنة، وخصوصاً خلال الشتاء. في الواقع، إنّ ترطيب الجسم أساسي لِمُحاربة العدوى، وبالتالي يُنصح بشرب ما لا يقلّ عن 2 لتر من المياه في اليوم.
– استهلاك المنتجات الموسمية
لتفادي الإصابة بالأمراض، لا بدّ من امتصاص العناصر الغذائية الجيّدة. ولتحقيق ذلك، يجب تعديل النظام الغذائي مع بدء موسم جديد، واختيار المنتجات الطبيعية المُتاحة خلال هذه الفترة لاحتوائها على أعلى جرعة من الفيتامينات والمعادن التي لا يستطيع الجسم محاربة الفيروسات من دونها. إنّها تشمل الموز، والتفاح، والأفوكا، والشمندر، والجزر، والكرفس، واليقطين، والليمون، والفطر، والكيوي…
– القيام بالحركة
لا شكّ في أنّ حرارة الطقس المتدنّية تدفع الإنسان إلى تفضيل البقاء في المنزل. غير أنّ الحركة البدنية ضرورية للحفاظ على صحّة جيّدة. إنّها تسمح بإطلاق السيتوكينات التي تساعد في مواجهة الالتهابات. لذلك يجب البحث عن أي وسيلة مُمكنة حِفاظاً على الحركة، مثل ممارسة الرياضة في النادي، أو التوجّه إلى مكان العمل سَيراً على الأقدام إذا أمكن ذلك، أو حتى ارتداء الملابس الملائمة للركض في الخارج بِلا خوف من البرد.
– توفير جرعات عالية من الفيتامينات
إنّ الفيتامينات تساعد الجسم في إتمام وظائفه جيداً ومكافحة العدوى والجراثيم. يُنصح خلال الشتاء بالتركيز تحديداً على الفيتامينات B (السمك، والدجاج، والبيض، ومنتجات الحليب، والحمّص، والفاصولياء، والخضار الورقية الخضراء)، وC (الحمضيات، والفلفل، والبندورة، والبطاطا، والبروكلي، والقرنبيط، والفريز)، وD (السلمون، والتونة، والسردين، وصفار البيض، والفطر، والأطعمة المدعّمة به)، وأيضاً معدنَي الحديد (اللحوم الحمراء، والفاصولياء، والفاكهة المجففة كالمشمس، والورقيات الخضراء كالسبانخ)، والزنك (المحار، واللحوم الحمراء، والدجاج، والبقوليات، والمكسّرات).
– الاستفادة من ضوء النهار
يجب محاولة تمضية بعض الوقت في الهواء الطلق للاستفادة من ضوء النهار. سواء اقتصر الأمر على التنزّه قليلاً بعد وجبة الغداء، أو الذهاب إلى السوبر ماركت سيراً على الأقدام… إنّ المشي قليلاً في الخارج يدعم صحّة الجسم خلال الشتاء.