مجلة وفاء wafaamagazine
اللقاء المحوري يوم أمس، جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري، وتركّز وفقاً للبيان الصادر والمصادر المطلعة على فحوى المحادثات، على الحاجة للتعاون الوثيق والانتباه الشديد لإحباط كل مسعى لإيقاع فتنة مذهبية باتت تشكل الخطر الأكبر، والتأكيد على أهمية الإسراع بتسمية رئيس مكلف وتسهيل ولادة الحكومة الجديدة، كشرط ضروري لتحصين البلد بوجه مخاطر الفوضى وسدّ منافذ الفتنة.
وقالت المصادر إن جولة أفق تمّت حول الخيارات المتاحة بين الرئيسين، وكان واضحاً في ظل الأسباب التي دفعت بالرئيس الحريري لطلب تأجيل الاستشارات أن امتناع نواب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عن تسميته يشكل حائلاً دون ميثاقية التسمية حتى لو تحقق الحصول على أغلبية وازنة نيابياً للتسمية تبدو صعبة بدون أحد الفريقين. والخيار المتاح يتمثل بفتح قنوات الحوار بين الرئيس الحريري والتيار الوطني الحر واختبار فرص التفاهم. وهو أمر ربما لا يكون ثمّة وقت متاح لتحقيقه قبل الخميس بصورة تنتج حلاً، في ظل تموضع كل من الفريقين على مواقف يصعب التراجع عنها دون أن تُصاب مصداقيته بالأذى. وهذا ينقل النقاش إلى دائرة ثانية هي التفكير باسم يقترحه الرئيس الحريري لحكومة تشارك القوى السياسية والنيابية في احتضانها ورعاية توازناتها، تتشكل من اختصاصيين مسيّسين، وربما يكون هذا الخيار قادراً على حصد أغلبية كبيرة من أصوات النواب تصل إلى المئة وتزيد، وتفتح طريق تشكيل حكومة بسرعة.
قوى الغالبية تفرّغت بالتوازي للبحث في كيفية التعامل مع فرضيّة عدم تلقي الجواب المنتظر من الرئيس الحريري اليوم، خصوصاً أن الأسماء التي تمّ التداول بها من بيئة تيار المستقبل مع الرئيس الحريري والتي تقدّمها الوزيران السابقان خالد قباني وسمير الجسر، ربما تصلح لتسميتها حتى لو لم يتمّ التوصل لتفاهم مع الرئيس الحريري عملاً بمعادلة دستوريّة معلومة في التسمية وهي أن لا ترشيح شخصياً أو حزبياً للاسم الذي يكلف تشكيل الحكومة، ومن غير المنطقي توقع اعتذار مَن تتم تسميته في ظرف كالذي يمرّ فيه لبنان. وإن حدث الاعتذار يكون التصرف حينها وفق المقتضى الذي يفترض العودة للاستشارات مجدداً.
البناء