مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية
كان أمس يوماً رياضياً عربياً بامتياز، فالفوز السعودي “التاريخي” على منتخب الأرجنتين، المرشّح لتحقيق لقب بطولة كأس العالم، طبع بداية المونديال وحظي باهتمام كروي لافت، فتوجّهت الأنظار كلها إلى السعودية التي ستكون محط متابعة في المراحل المقبلة من البطولة، سارقةً الأنظار من فرنسا بطلة النسخة السابقة، فيما ينتظر عشّاق كرة القدم المزيد من المباريات المثيرة، خصوصاً في ظل المفاجآت التي تحصل.
فوز المنتخب السعودي لم يكن حدثاً كروياً لافتاً فحسب، بل أيضاً كان عربياً مهماً، حمل بطياته أبعاداً سياسية ستكون لها تبعاتها في المديين القريب والبعيد. فالدعم الخليجي والعربي للسعودية على مستوى القادة والشعوب لا يقل أهميةً عن الانجاز الرياضي الذي حصل، ورفع أمير قطر تميم بن حمد الثاني العلم السعودي على كتفيه دعماً للمنتخب كان بمثابة رسالة سياسية قوية تجاه الديوان الملكي في الرياض.
بالعودة إلى الداخل اللبناني، لم يخرق هدوء نهار “العطلة” بسبب عيد الاستقلال سوى موقف صدر عن نائب كتلة “الاعتدال الوطني” أحمد الخير، هاجم فيه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع دون أن يسمّيه، واصفاً إيّاه بعرّاب “أسوأ تسوية رئاسية”، متهماً إياه بمحاولة تنصيب نفسه “مرشداً روحياً للمعارضة” ومصادرة رأي المكوّن السنّي في البرلمان، وذلك قبل يومين من إجراء جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية.
مصادر متابعة للشأن رأت في “تغريدة الخير إشارة إلى أن الخلاف الذي كان قد أطل برأسه بين مكوّنات الطائفة السنية وجعجع قبل الانتخابات، يعود في الوقت الحالي، مع محاولات رئيس “القوات” تدعيم جبهة المعارضة خلف مرشّحها ميشال معوّض”، إلّا أنها شدّدت على أن “الوقت ليس للتجاذبات السياسية بل لتوحيد صفوف المعارضة، والظروف بغنى عن هذه المواقف التي تصدر عن الطرفين”.
النائب السابق في “الجمهورية القوية” عماد واكيم سأل عن الهدف من خلف هذه المواقف ومنافع المناكفات، وأكّد على أن “أحداً لا يُحاول أن يكون عرّاباً للمعارضة، وجل ما في الأمر أن جعجع يسعى لجمع 65 صوتاً لمعوّض، مرشّح المعارضة”، مذكّراً بأن للقوات اللبنانية كتلة نيابية وازنة في المجلس.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، رأى أن “جمع 65 صوتاً لمعوّض سيشكّل ضغطاً كبيراً على الفريق الآخر الذي يصوّت بالورقة البيضاء، لأن لبنان تحت المجهر دولياً وعربياً، وبالتالي لا يُمكن لهذا الفريق الاستمرار في تعطيل نصاب جلسات يحصد فيها مرشّحاً العدد الكافي من الأصوات للفوز بالاستحقاق الرئاسي، ولو بالدورة الثانية”.
كما أشار واكيم إلى مواقف بعض النواب التغييريين، واعتبر ان “هؤلاء يجب أن يلتزموا بخيار الشعب اللبناني الذي صوّت لهم على أساس انتفاضة 17 تشرين، والتوافق مع المعارضة بدل التصويت بأوراق ملغاة حيناً، ولمرشحين لا يحظون بحدٍ أدنى من الإجماع أحياناً أخرى”.
كما توقّع أن يتكرّر سيناريو الجلسات السابقة في جلسة الغد، لأن لا تغيّرات استجدت والأطراف لا زالت عند مواقفها، وقد يزيد عدد داعمي معوّض لأن الأخير يتواصل مع النواب المستقلين بشكل دائم ويستقطبهم إلى فريقه، والأجواء إيجابية في هذا الصدد.
بدوره، كشف عضو تكتّل “لبنان القوي” النائب ألان عون أن “التكتّل سيصوّت بالورقة البيضاء مرّة جديدة، فسحاً بالمجال لفرصة التلاقي مع باقي الأطراف من خلال الحوار”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أكّد عون استعداد التكتّل لخوض الحوار والبحث في ملف رئاسة الجمهورية مع الآخرين، لكنّه توقع أن تستمر المراوحة على ما هي عليه، فيما قد تتبلور الأجواء المؤاتية للمفاوضات أكثر انطلاقاً من رأس السنة وما بعدها.
لا يملك اللبنانيون ترف الوقت، وهم يصارعون على حافة “العيش من قلّة الموت”، وما دام الحوار محطةً أساسية تشكّل معبراً إلزامياً لإنجاز ملف الانتخابات الرئاسية، فلماذا لا يحتكم الجميع إلى هذا المبدأ في أسرع وقت، للتخفيف من عذابات المواطنين التي تتعاظم يومياً؟