مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “البناء”
تحوّلت الصحافة وقنوات التلفزيون الإسرائيلية إلى منصة موازية لملاعب مباريات المونديال في قطر، حيث تدور جولات حاسمة في التنافس المفتوح منذ سنوات بين مسار التطبيع الخليجي والعربي مع كيان الاحتلال، ومسار المقاومة والتمسك بفلسطين، حيث شكل ما نقله الإعلام “الإسرائيلي” عن المراسلين الذين تمّ نشرهم في قطر لتغطية مهرجانات التطبيع الشعبي التي توقعها الإسرائيليون، عبر استضافة مواطنين خليجيين خصوصاً يتباهون بما صنعته حكوماتهم في العلاقة بالكيان، لتأتي النتيجة محبطة ومخيبة للآمال تسبب الذعر والقلق على مستقبل الكيان في وسط رفض عارم من شعوب المنطقة لبقائه، وتمسك الشعوب بفلسطين وقضيتها، ورفض التطبيع الذي وقعت الحكومات عهوده وبقي حبراً على ورق. وبلغة المونديال تأهلت فلسطين بعلمها الذي سيطر على كل المباريات، وباسمها الذي تكرره الألسن في كل مناسبة، لمباراة الدور النهائي مع التطبيع التي سيشهدها ميدان الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال، بينما خرجت “إسرائيل من الدور الأول بضربة جزاء حاسمة قالتها الأصوات العربية وجماهير المشجعين المتعددة الجنسيات.
في العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية، حيث الدعوات الروسية لربط الموقف بطبيعة العلاقة التي تتجه إليها تركيا نحو الدولة السورية، حيث العملية تصبح عدواناً على السيادة السورية وترجمة لاحتلال أجنبي ما دامت تركيا تتصرف من دون التنسيق مع الدولة السورية، ومن خارج نطاق أي علاقة معها تشكل بوابة الشرعية التي تفتقدها القوات التركية، جاء كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن التوجه لتطبيع العلاقات مع الدولة السورية، واعتباره أن لا خصومة دائمة في السياسة يطرح أسئلة حول ما إذا كان الموقف التركي جزءاً من مسعى روسي يهدف للانتقال بالعلاقات التركية السورية إلى مرحلة جديدة تضع الجماعات الكردية والاحتلال الأميركي أمام تحديات جديدة، خصوصاً أن سورية رفضت سابقاً ولا تزال أي تنسيق مع تركيا ما لم يسبقه موقف تركي بإعلان العزم على الانسحاب من الأراضي السورية، والتسليم بأن ضمان تركيا من الأراضي السورية أمر تستطيع القوات السورية تحقيقه بعد الانسحاب التركي. ووفقاً لمصادر تتابع مسار العلاقات التركية السورية، يبقى الأمر وقفاً على حجم الخطوة التركية نحو سورية، خصوصاً أن موسكو ودمشق منحتا الجماعات الكردية الكثير من الفرص التي تمّت إذاعتها على خلفية الرهانات الكردية على الموقف الأميركي والالتصاق به واعتباره مصدر حماية كافية.
لبنانياً، الأسئلة حول الاستحقاق الرئاسي بقيت دون أجوبة وفرضية تكرار مشهد كل خميس مع تراجع الحضور، وصولاً لفقدان النصاب من الدورة الأولى وتعليق الدعوات لجلسات انتخابية لفتح الباب أمام المشاورات الداخلية والخارجية للتوافق على اسم مرشح يمكن أن يضمن ترشيحه والتوافق عليه تأمين النصاب والفوز بالانتخاب، وبالتوازي جاء الكلام المكرّر لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية يفتح باب التساؤل عما إذا كان مجرد موقف شخصي لتأكيد تبني الترشيح أم أنه تعبير عن تقدم يحرزه اسم فرنجية في الأوساط الداخلية والخارجية، مع إشارات من نوع أن فرنجية يمكن أن يشكل ثنائياً ناجحاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومثل أن فرنجية يستطيع إصلاح علاقات لبنان العربية، والتلميح إلى التواصل مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ولو مع إشارة الى لا حديث في السياسة.
لا حركة على الخط الرئاسي، والأفق مقفل لفتح ثغرة في جدار الازمة الرئاسية والسياسية. فالتعقيدات الداخلية معطوفة على غياب الاهتمام الدولي الفعلي بلبنان، يؤشران الى أن هذا العام سيطوى من دون انتخاب رئيس للجمهورية.
وتقول مصادر نيابية لـ”البناء” إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيدعو الى جلسة يوم الخميس لانتخاب رئيس للجمهورية، سوف يعطي الملف الرئاسي في شهر كانون الأول اهتماماً سياسياً بعيداً عن جلسات الانتخاب التي سوف تتوقف الشهر المقبل لتعود في شهر كانون الثاني من العام المقبل. وتعتبر المصادر أن رئيس المجلس سيستعيض عن جلسات الخميس بتحريك اتصالاته الثنائية مع الأحزاب والكتل النيابية كافة من أجل الوصول الى توافق على انتخاب الرئيس وإنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى. وتعتبر المصادر أن بري سيجري ما يشبه الاستشارات النيابية غير الملزمة بعيداً عن الأضواء من اجل الوصول الى سلة تضم مجمل أفكار القوى السياسية وطروحاتها تجاه الأسماء لرئاسة الجمهورية.
في هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية لـ”البناء” أن انشغال الخارج بأزماته سوف يؤخر حراك الدول المعنية بلبنان أقله الى الشهر الثالث من العام المقبل، معتبرة في الوقت عينه أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان لم تحسم بعد، رغم ان الفكرة مطروحة لتفقد ومعايدة القوات الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية في الجنوب. واعتبرت المصادر أن هناك توجهاً فرنسياً وسعودياً للابتعاد عن الأسماء لرئاسة الجمهورية، لكن المواصفات التي وضعت من قبل الرياض وباريس وواشنطن أيضاً تنطبق على قائد الجيش العماد جوزاف عون، خاصة أن هناك شبه اقتناع غربي أن اطالة امد الفراغ قد يأخد الأمور الى منحى يفرض انتخاب قائد الجيش.
وكشف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن “سليمان فرنجية شخصية سياسية تعي تماماً تاريخ لبنان وتستطيع أن تكون حكماً بين اللبنانيين وأتمنى أن تكون رئيساً للجمهورية وحينما يصبح الترشيح جدياً، النواب السنة يتخذون الموقف الذي تقتضيه المصلحة الوطنية”.
واعتبر ان “ما يحصل في مجلس النواب هو عمل دستوري طبيعي من جانب بري والنصاب بأكثرية الثلثين ضرورة ومجلس النواب يجب أن يكون بحالة انعقادٍ دائم لانتخاب رئيس، وبري دعا إلى التوافق والحوار، لكن البعض رفض ذلك”.
ورأى أنه “من الضروري وجود رئيس جمهورية في لبنان ولن تستقيم الأمور قبل ان تكتمل المنظومة الدستورية ونحاول أن نفرمل الانهيار ونقوم بصيانة نظام مهترئ”.
وأكد ان “بري وفرنجية يستطيعان أن يشكّلا ثنائياً ناجحاً وأفضّل ان يكون الرئيس الجديد مع طاقم سياسي جديد بالكامل، وفرنجية لديه قدرة على الانفتاح على العالم العربي ويمكنه ان يصلح كلّ الامور”.
واعتبر انه مؤتمنٌ على دوره وموقعه كرئيسٍ للحكومة وأنه لا يأخذ مكان “فخامة رئيس الجمهوريّة”.
واضاف ميقاتي “مجلس النواب يجب أن يكون في حالة انعقاد دائمة لحين انتخاب رئيس وأحد رؤساء الدول قال لي: اذا لن تتكلوا على أنفسكم لا أحد سوف “يسأل عنكم” والطرفان السعودي والفرنسي أكّدا لي ضرورة انتخاب رئيس”.
وقال «لا أتدخّل بالقضاء وانا مع متابعة وإغلاق ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والدستور يخولني أن أدعو لجلسات مجلس الوزراء وسأقوم بالدعوة لاجتماع مجلس الوزراء و»كل واحد يتحمّل» مسؤوليته».
وأشار إلى أن “بلا هيئة ناظمة لا تمويل من البنك الدولي لاستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر”.
واعتبر ان “ملف اعتكاف القضاة على طريق الحلّ ووزير العدل اعطاني الحلّ”.
وقال إن “السلع الغذائية مُعفاة من الدّولار الجُمركي وهذا الأمرُ شددنا عليه واللوائح بهذا الشأن موجودة والعمل جارٍ على متابعتها”.
وأضاف “سلامة يدرس كيفية الحفاظ على الرساميل والتخمينات بشكل لا يؤثر على المصارف مع دولار الـ15000، والقروض بالليرة تبقى بالليرة والقروض باللولار تسدد بالدولار، واعتقد انه سيكون بالموضوع السكني فترة زمنية أكثر للتطبيق وهذا ما يدرسه سلامة”.
وفيما عقد في منزل النائب فريد هيكل الخازن لقاء جمع المسؤول عن الملف المسيحي في حزب الله محمد الخنسا والمسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض، اكدت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن اللقاء حُمّل أكثر مما يحتمل وهو لقاء اجتماعي وليس حواراً لم يبحث في الاسماء المرشحة للرئاسة على الاطلاق، مشيرة الى ان الامور على خط بكركي – حارة حريك تحتاج الى إعادة فتح ابواب الحوار الذي كان يعقد بين اللجان المعنية من الطرفين، لكن حتى الساعة الأمور لا تأخد هذا المنحى وليس هناك من معطيات او مؤشرات توحي باقتراب عودة هذا الحوار الذي هو ضروري لا سيما في مثل هذه الظروف.
وأكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد من كنيسة مار مارون في روما، أن المجلس النيابي لا يستطيعُ مواصلة التلاعبِ والتأخير المتعمَّد في انتخابِ رئيسٍ للدولة يؤمِّنُ استمراريةَ الكيان والمحافظة على النظام.
وشدد على أن لبنان لا يستطيع انتظار حلول الآخرين لينتخب رئيسه، وقال في السياق: “خصوصاً أن ما يحصل في المنطقة لا يعد حتماً بإيجاد حلول للمشاكل القائمة، بل يبقى الخطر قائماً بنشوء حروب جديدة من شأنها أن تعقد الحل اللبناني.
أضاف: “لماذا إقفال الدورة الأولى بعد كل اقتراع وتعطيل النصاب في الدورة التالية خلافاً للمادة 55 من النظام الداخلي للمجلس؟ لا يستطيع المجلس النيابي مواصلة التلاعب والتأخير المتعمد في انتخاب “رئيس للدولة يؤمن استمرارية الكيان والمحافظة على النظام”. فما هو المقصود؟ أعكس ذلك؟ أعدم فصل السلطات؟ أمحو الدور الفاعل المسيحي عامة والماروني خاصة؟
وأكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن حزب الله وحلفاءه يقاربون الاستحقاق الرئاسي بإيجابية وبروحية التوافق ويطرحون التفاهم والحوار لإنقاذ البلد برئيس يؤتمن على البلد وعلى الوحدة الوطنية. وقال قاووق: «جرّبوا في المجلس النيابي سبع مرات أن ينتخبوا رئيس مواجهة وتحدٍّ وفشلوا وقد آن الآوان أن يقتنعوا بأنهم غير قادرين على انتخاب رئيس مواجهة لأن هذا المنطق وصل إلى طريق مسدود فكفى عناداً، وعليهم أن يتقبلوا حقيقة أن البلد يحتاج إلى حوار وتوافق وطني وهو الطريق الأضمن لانتخاب رئيس للجمهورية».
الى ذلك تناول الرّئيس السوري بشار الأسد في حديثٍ أجراه قبل أيّام مع مجموعة من الصحافيّين بعيداً من الأضواء وكشف النّقاب عنه في الساعات الماضية عن العلاقة مع حزب الله، فقال «دعَمنا حزب الله، وما زلنا ندعمه، وسنبقى ندعمه لأنّه حليف استراتيجي لنا»، معرباً عن «خشيةٍ على لبنان ومستقبله في ظلّ الواقع الحالي، لكونه خاصرة سورية الأساسيّة، والاستقرار فيه مهم جداً لسورية».