مجلة وفاء wafaamagazine
وصّل العلماء منذ أعوام إلى أنّ الفطور هو أهمّ وجبة غذائية في اليوم. ولكن استناداً إلى دراسة أخيرة نُشرت خلال شهر آب الماضي في «Journal of the Academy of Nutrition and Dietetics»، فإنّ هذه الوجبة الصباحية قد تكون أكثر أهمّية مما كان يُعتقد في السابق.
وفي التفاصيل، فإنّ الدراسة سعت لمعرفة ما إذا كانت سلوكيات الأكل مثل عدد الوجبات الغذائية وحذف الوجبات والوقت بين الوجبات، مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية والموت المُبكر. وقد شملت 24,011 شخصاً يبلغون 40 عاماً أو أكثر، شاركوا من 1999 إلى 2014. ونظر الباحثون في سلوكيات الأكل المختلفة لدى المشاركين الذين أبلغوا عن عاداتهم الغذائية كل 24 ساعة. وقد تمّ تتبُّع أسباب الوفاة عبر سجلات الوفيات حتى 31 كانون الأول 2015.
وبعد فحص المشاركين على مرّ السنين، وجد الباحثون أنّ بعض سلوكيات الأكل مرتبط بمعدلات أعلى للوفاة المُبكرة. إذ رُبط تناول وجبة غذائية واحدة في اليوم بارتفاع خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية، بينما ارتبط حذف الفطور بزيادة خطر الموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، كما ارتبط الامتناع عن الغداء أو العشاء بزيادة خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب. لا بل أكثر من ذلك، وجدت الدراسة أنّ الحصول على وجبتين بشكلٍ متقارب، أي خلال أقل من 4 ساعات ونصف، مرتبط بكل أسباب الوفاة المُبكرة.
وتعليقاً على هذه النتائج، قالت اختصاصية التغذية، كيري غانز، من مدينة نيويورك إنّ «ما يهمّ في نهاية اليوم أن يكون الشخص قد تمكّن من تلبية احتياجاته الغذائية لصحّة مثالية. فإذا لم يتمّ تزويد الجسم بالعناصر الغذائية المهمّة له عند حذف الوجبات الغذائية، فإنّ ذلك سيؤدي حتماً إلى مخاطر صحّية على المدى الطويل، بما فيها ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب».
وأضافت: «لا شكّ في أنّ الفطور يكون عادةً وسيلة جيّدة للحصول على المغذيات المرتبطة بخفض خطر أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل الألياف والفيتامينات C وE وD. على سبيل المثال، إنّ الشوفان مع الحليب والفريز واللوز يُعدّ خياراً ممتازاً لحماية القلب. أمّا المخاطر الصحّية الأخرى المُحتملة لتخطّي الوجبة الصباحية فتشمل زيادة الوزن وهشاشة العظام بسبب نمط الحياة السيّئ، وعادات الأكل غير الصحّية، والمبالغة في الأكل، واختيار الوجبات الغنيّة بالسعرات الحرارية».
ووفق غانز «في حين أنّ هذه الدراسة كانت كبيرة وشاملة من عدة نواح، إلّا أنها لا تخلو من القيود. فهي قد اعتمدت غالباً على النظام الغذائي المُبلغ عنه ذاتياً على مدار 24 ساعة، والذي قد لا يكون دائماً أفضل طريقة للتقييم. إذ إنّ المشاركين قد لا يتذكّرون بدقّة ما تناولوه أو قد لا ينقلون المعلومات بصدق، ما قد يؤدي إلى التضليل. فضلاً عن أنّ الباحثين لفتوا إلى أنه كان من المستحيل مراقبة دور النوم في العلاقة بين الطعام والوفاة، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى غير المُقاسة مثل المشكلات الصحّية الموجودة مُسبقاً».
وقالت غانز أخيراً: «صحيحٌ أنّ هذه النتائج عن العلاقات بين حذف الوجبات والوفيات مهمّة جداً، ولكن هناك عوامل كثيرة أخرى تؤدي إلى الموت المُبكر. إنّ استهلاك جرعات كافية من المغذيات، بما فيها تلك المخبّأة في الفاكهة والخضار، هو المفتاح للحفاظ على صحّة جيّدة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض التي قد تقصّر الحياة».