الرئيسية / آخر الأخبار / الأرجنتين تحمل آمال أميركا الجنوبية خروج برازيلي من الباب الضيق

الأرجنتين تحمل آمال أميركا الجنوبية خروج برازيلي من الباب الضيق

مجلة وفاء wafaamagazine

كانت كرة القدم أمس قاهرة وممتعة في آن. خسر المونديال لقاء مرتقباً بين البرازيل والأرجنتين في نصف النهائي حين خرجت البرازيل على يد كرواتيا بركلات الترجيح، وتأهلت الأرجنتين على حساب هولندا في السيناريو عينه، ليتواجه المنتخبان في نصف النهائي يوم الثلاثاء المقبل

إذا كان خروج ألمانيا من الدور الأول لمونديال قطر قد شكّل صَدمة لجماهير كرة القدم، فإن خروج البرازيل يوم أمس، أحدث «زلزالاً» وصلت ارتداداته إلى ساو باولو وريو دي جينيرو وكل العالم…

سيناريو كارثي شهدته مباراة «السيليساو» مع كرواتيا ضمن الدور ربع النهائي من منافسات كأس العالم. ودّعت البرازيل المونديال من الباب الضيق، بعد الخسارة بركلات الترجيح (4 ـ 2) عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1 ـ 1). هو الخروج الرابع للبرازيليين في النسخ الخمس الأخيرة من الدور ربع النهائي، لتتأكد العقدة، ويتأكد معها شيء واحد، هو أن البرازيل تحتاج إلى أكثر من الأسماء والنجوم، هي تحتاج إلى الروح التي افتقدتها منذ اعتزال الجيل الذهبي المتمثل برونالدو دا ليا، وروبرتو كارلوس وكافو وكاكا ورونالدينيو… وغيرهم من «عباقرة الكرة» الذين أهدوا بلاد كرة القدم النجمة الخامسة على قميصها الأصفر الشهير. خسرت البرازيل في آخر 5 نسخ أمام المنتخبات الأوروبية، ولم تنجح بإعادة الكأس إلى أميركا الجنوبية التي تنتظره منذ 2002.


لم تسرق كرواتيا الفوز، بل منتخبها كان ندّاً قويّاً للبرازيليين منذ اللحظة الأولى وحتى النهاية. فرض الكروات التعادل في الشوطين الأصليين بفضل الانضباط الكبير في خطي الوسط والدفاع، لتذهب المباراة نحو شوطين إضافيين. هنا خانت اللياقة البدنية الكروات، فتقدّمت البرازيل بهدف نجمها نيمار عند الدقيقة (105+1)، لكن كرواتيا رفضت الاستسلام، وأدركت التعادل بواسطة برونو بتكوفيتش قبل ثلاث دقائق من النهاية (117)، ليذهب المنتخبان إلى ركلات الترجيح، أو كما تعرف بركلات الحظ.
الضغط النفسي نال من نجوم البرازيل، فتصدى حارس كرواتيا دومينيك ليفاكوفيتش لركلة رودريغو الأولى، وأرسل ماركينوس التسديدة الرابعة باتجاه القائم، مقابل 4 تسديدات ناجحة للكروات، لتخرج البرازيل ويتأهل رفاق لوكا مودريتش إلى نصف النهائي في المونديال الثاني على التوالي. وهي المرة الثالثة التي تبلغ فيها كرواتيا المربع الذهبي بعد نسخة 1998 عندما خسرت أمام فرنسا (1-2)، ثم في النسخة الماضية والتي خسرت فيها أمام فرنسا أيضاً في النهائي (2-4).

تأهلت الأرجنتين في مباراة مجنونة حسمتها ركلات الترجيح


التأهل الكرواتي علّق عليه الحارس ليفاكوفيتش الذي يعتبر بطل المواجهة، قائلاً: «نحن فريق يتمتع بالخبرة ونشأنا كمقاتلين. لا نبخل بأي جهد. نحن نقدم أفضل ما لدينا وهذه هي الوصفة من أجل النجاح. أشكر المشجعين الكروات، لقد ساندونا طيلة المباراة. الآن، سنتعامل مع كل مباراة على حدة، وسنرى إلى أين سيوصلنا ذلك».
الروح القتالية هي التي افتقدتها البرازيل، ليتأكد المؤكد، بأن الفنيات وحدها لا تأتي بكأس العالم. المونديال يحتاج إلى جهد وتفانٍ وتضحية، ويحتاج أيضاً إلى تكتيك وألعاب جماعية، وهو ما غاب عن منتخب السحر الذي ظهر في المونديال الثالث توالياً وكأنه يعتمد فقط على نيمار، الذي عادل عدد الأهداف الدولية التي سجلها مواطنه الأسطورة بيليه بـ77 هدفاً، ولكنه ودّع المونديال، وبالتالي فإن الأرقام الفردية لن تنفع.

 

 

وتعليقاً على الخروج قال لاعب وسط البرازيل كازيميرو: «من الصعب إيجاد الكلمات. يجب أن نرفع رؤوسنا، تستمر الحياة. نحن حزينون. نشعر بالضيق، بخاصة الطريقة التي خسرنا بها، كان الفوز بأيدينا، لكننا فرطنا به وكان من نصيب الكروات. إنه إقصاء صعب. كنا نؤمن بالعمل، كنا نقوم بعمل رائع، كان هناك جو جيد، لكن هذه أشياء تتعلق بكرة القدم، هذا يحدث. الآن سنرفع رؤوسنا وتستمر الحياة».
انتهت الحكاية البرازيلية باكراً، وعلى أثرها أنهى المدرب تيتي مشواره معلناً استقالته، لتبدأ من اليوم عملية إحصاء الأضرار والتحضير للمستقبل.

ميسي يُكمل طريقه
أنقذت الأرجنتين قارة أميركا الجنوبية وأبقتها حاضرة في المونديال بعد فوز منتخب التانغو على الطواحين الهولندية بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي. مباراة مجنونة بكل ما للكلمة من معنى. فالأرجنتينيون تقدموا بهدفين عبر ناهويل مولينا (35)، وليونيل ميسي من ركلة جزاء (73). إلا أن البديل فاوت فيخهورست قلّص الفارق في الدقيقة 83 قبل أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة الحادية عشرة من الوقت بدل الضائع (90+11). سيناريو سيبقى محفوراً في ذاكرة كل من شاهد المباراة وحبس أنفاسه على مدى 130 دقيقة وأكثر حين ذهبت المباراة إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للأرجنتين عن استحقاق بعد تألّق حارسهم مارتينيز ولاعبي التانغو الذين عرفوا كيف يتعامل مع ركلات «الموت».


سيناريو درامي في مباراة شكّلت علامة مضيئة في سماء مونديال قطر ممهداً للمزيد من الإثارة في الأمتار الأخيرة من كأس العالم.